تونس تقوم بمسح حول الإنفاق والاستهلاك الأسري ماي المقبل

أنهى المعهد الوطني للإحصاء كل التراتيب التنظيمية لإنجاز المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك الأسري. وسينطلق هذا المسح خلال شهر ماي القادم ويدوم سنة كاملة حتى تكون كل النتائج النهائية والرسمية جاهزة، لا سيما وأنّ نتائج هذا المسح سيتمّ توظيفها لإعداد المخطط الثاني عشر للتنمية (2012- 2016)

تونس تقوم بمسح حول الإنفاق والاستهلاك الأسري ماي المقبل

 
 

أنهى المعهد الوطني للإحصاء كل التراتيب التنظيمية والإعدادية لإنجاز المسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر التونسية. وسينطلق هذا المسح بصفة رسمية خلال شهر ماي القادم ويدوم سنة كاملة حتى تكون كل النتائج النهائية والرسمية جاهزة، لا سيما وأنّ نتائج هذا المسح سيتمّ توظيفها لإعداد المخطط الثاني عشر للتنمية (2012- 2016) في الجوانب الاجتماعية والاستهلاكية ومؤشرات التنمية البشرية.

 

وسيكون هذا المسح مرآة عاكسة لمدى تطوّر مستوى عيش المجتمع التونسي ومعدلات إنفاقه في كل الجوانب الرفاهية من جهة، كما سيخوّل قيس مدى درجة الفقر في بلادنا في سنة 2010 من جهة أخرى.

 

وأفاد مصدر بالمعهد الوطني للإحصاء بأن هذا المسح سيعطي فكرة عن توزيع جملة النفقات حسب شرائح الأسر التونسية وكذلك متوسط الإنفاق والأخذ بعين الاعتبار كل ما هو إنتاج ذاتي للأسر خاصة الأسر الريفية والتي تمتلك مستغلات فلاحية صغيرة توفّر لها مصادر معتبرة من الخضر والغلال واللحوم.

 

وسيخوّل هذا المسح أيضا إعطاء فكرة شاملة وواضحة عن هيكلة الإنفاق حسب مختلف المواد ومقارنة بالمسح الأخير الذي تمّ إنجازه في سنة 2005.

 

وبيّن مصدرنا أنه تمّ إدراج نقطة جديدة في هذا المسح تتمثّل في التركيز على التقنيات الحديثة للاتصال (على غرار مدى نفاذ الإنترنت واستعمالها في الأسر التونسية واستعمال القنوات الخاصة المشفّرة عبر الاشتراكات…).

 

ولاحظ المصدر أنّ المسح يتضمن أيضا مسحا موازيا حول المسح الغذائي لأخذ فكرة واضحة عن مكونات الغذاء وإعداده بهدف تقدير معدّل إنفاق الأسرة على الطعام وكذلك استهلاك الفرد وتقدير حاجيات أفراد الأسرة من الطعام والتغذية. ويتمّ تقدير هاته الحاجيات وفق مقاييس مضبوطة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO ) والمنظمة العالمية للصحة (OMS ).

 

ومن جهة أخرى، تضمّن المسح عدّة محاور لعلّ من أهمّها محور الخدمات الجماعية والمرافق الأساسية المتصلة بالتربية والصحة، إلى جانب إدراج محور آخر وهو النفقات الجماعية والمشخصة لكل أسرة، إذ سيتمّ التركيز على نفقات أفراد الأسرة الذين تفوق أعمارهم 15 سنة.

 

وبخصوص الإعداد الفنّي للمسح الوطني حول الإنفاق والاستهلاك ومستوى عيش الأسر التونسية الذي يتمّ إنجازه كل 5 سنوات، فقد تمّ الانتهاء من إعداد استمارات تتضمن أكثر من 120 صفحة وتحتوي مئات الأسئلة الدقيقة والمحددة، وتمّ اختيار عيّنة تضمّ 13392 أسرة من جملة مليونين و500 ألف أسرة تمّ إحصاؤها في تونس مع موفى 2009.

 

وتنتمي هذه العيّنة إلى كافة مناطق الجمهورية من شمالها إلى جنوبها وتتضمّن كافة الشرائح (الفقيرة والمتوسطة والغنية). ولإنجاز هذا المسح تمّ رصد ميزانية في حدود مليوني دينار وتخصيص 39 سيارة وانتداب 124 عون بحث بذمّة إنجاز المسح، إضافة إلى 31 مراقبا و8 مشرفين من إطارات المعهد الوطني للاحصاء.

 

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج مسح سنة 2005 أفرز أن معدل إنفاق الأسرة وصل إلى 8211 دينار سنويا و1820 دينار للفرد، أمّا هيكلة الإنفاق فهي تتوزع على 634 دينار (34.8%) للتغذية و414 دينارا (22.8%) للسكن و166 دينارا (8.6%) للباس و188 دينارا للنظافة والعلاج و195 دينارا للنقل و67 دينارا (3.7%) للاتصالات مقابل 1.1% في مسح سنة 200.

 

الأمر الثابت والمتأكد أن نتاج هذا المسح والتي ستكون جاهزة في سنة 2011 ستبرز مدى تطوّر نسق الاستهلاك في المجتمع التونسي وارتفاع الانفاق الأسري في عدّة مجالات كانت في السابق من الكماليات فأصبحت من الضروريات.

 

ويعزى هذا الارتفاع في الاستهلاك حتما إلى تطوّر الأجور (بفعل المفاوضات الاجتماعية للزيادة في الأجور كل 3 سنوات) وبالتالي تطوّر مستوى الدخل الفردي الذي تجاوز مع موفى السنة الماضية 5400 دينار للفرد الواحد سنويا.

 

م. م

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.