مؤشرات ساخنة في الوضعين الاجتماعي والإعلامي

تزال الأوضاع غير مستقرة في البلاد مع تزايد المخاوف أمام تواصل الإضرابات غير المؤطرة والتي كثيرا ما فاجأت حتى النقابات القطاعية. فمثلما فاجأ إضراب العاملين بشركة المترو المسافرين من جميع فئاتهم فإن قطاعات أخرى ربما ستعمد من حين لآخر إلى إعلان إضرابات

مؤشرات ساخنة في الوضعين الاجتماعي والإعلامي

 
 

لا تزال الأوضاع الاجتماعية غير مستقرة في البلاد هذه الأيام خاصّة مع تزايد المخاوف أمام تواصل الإضرابات غير المؤطرة والتي كثيرا ما فاجأت حتى النقابات  القطاعية المعنية.

 

ومثلما فاجئ إضراب العاملين بشركة المترو المسافرين من جميع فئاتهم فإن قطاعات أخرى ربما ستعمد من حين لآخر إلى إعلان إضرابات أو اعتصامات على خلفية سلسلة لا متناهية من المطالب.

 

وتفيد معظم الهيئات النقابية كما تفيد التحركات المستمرة بساحة محمد علي بالعاصمة أن العمال والموظفين في عديد القطاعات يمكن أن يعمدوا للتحرك المطلبي في مثل هذا الظرف وأن النقابات لا يمكن أن تتخلى أو ترفض التحرك رغم تفهم القيادات النقابية في المستوى المركزي لحرج التوقيت سياسيا واقتصاديا.

 

ويرى المختصون الاقتصاديون أنّ عودة الدورة الاقتصادية رهان كبير لنجاح الثورة، بينما يركز الناشطون النقابيون والسياسيون والحقوقيون من جهتهم على ضرورة تفهم هذه التحركات النابعة من سنوات عديدة من القهر والصمت والمظالم في كل القطاعات دون استثناء.

 

وفي الأثناء، تبدو مؤشرات موسم الانخفاض (الصولد) محتشمة ولا تحرك الناس الذين انهمكوا في مشاغل سياسية أو حياتية أخرى مما حدا بكثير من أصحاب المؤسسات إلى دعوة الحكومة إلى النظر في إجراءات استثنائية بالنسبة لشهر فيفري بخصوص الشيكات أو الكمبيالات التي تتطلب الدفع بينما كانت أغلب المؤسسات والمحلات التجارية مغلقة.

 

من جهة أخرى، أصبح موضوع الإعلام يحتل أيضا صدارة الاهتمام بعد الاحتجاجات التي قام بها صحفيون من وسائل الإعلام العامة إثر التعيينات الأخيرة في الإذاعات الجهوية.

 

وقد جاءت هذه الاحتجاجات لتؤكد في الواقع الوضع الصعب الذي تعرفه عديد المؤسسات الإعلامية والتجاذب المتواصل بين نزعة واضحة للحرية والانعتاق تعوزها الدربة أحيانا وبين تواصل عقليات قديمة لم يستطع زخم الثورة اجتثاث الممارسات القديمة منها.

 

ولا يتوقف الأمر عند المؤسسات العمومية بل يتعداه حتى للمؤسسات الخاصة مثل تلك التي تبث لقاء مع الوزير الأول دون أن نرى صورة الصحفي الذي يقوم بالحوار أو تلك الإذاعة التي تنبري ناشرة استغاثات أحدثت بلبلة في كل مدارس والمعاهد بناء على تهويل ليس الوقت يسمح به البتة.

 

وقد المح الكاتب العام لنقابة الصحافيين في أكثر من لقاء معه إلى خطر عدم المهنية الذي يتهدد المشهد الإعلامي بل ويتهدد حتى مصير الثورة والإعلام الحر.

 

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.