المرأة التونسية في مواجهة الخطاب الرجعي

تتفاعل البلاد اليوم مع فحوى الخطابات المتطرفة التي تجعل عديد الشرائح من المجتمع التونسي تحس نفسها مستهدفة بمثل هذه المواقف التي تتطاول على مكاسب الجمهورية والحداثة التي حققتها تونس منذ 55 سنة من الاستقلال ومن …



المرأة التونسية في مواجهة الخطاب الرجعي

 

تتفاعل البلاد اليوم مع فحوى الخطابات المتطرفة التي تجعل عديد الشرائح من المجتمع التونسي تحس نفسها مستهدفة بمثل هذه المواقف التي تتطاول على مكاسب الجمهورية والحداثة التي حققتها تونس منذ 55 سنة من الاستقلال ومن النضالات العديدة …وينسى أصحاب هذه الدعوات أن تونس لا يمكن فيها تمرير بعض الخطابات السلفية الموغلة في الرجعية والتي تتبرأ منها حتى الحركات الإسلامية المستنيرة ونحن نرى أن التصدي لهذا الخطاب الفج مسؤولية الجميع وعلى رأسهم المنتمون للتيارات السياسية ذات المرجعية الدينية والتي تنأى بنفسها عن تبني الخطاب الرجعي , وفي هذا الإطار نورد هذا النص الجميل المتداول على الفايس بوك  الذي كتبته المواطنة التونسية أمل باريو خذر بالفرنسية والذي ترجمه إلى العربية: عبدالحميد الطبّابي:

" أنا المرأة التونسية ..اشتغل، أدرس، حاصلة على شهادة الباكلوريا، أحرص على تربية أبنائي…أسافر، أمارس الرياضة وأقود سيارتي أنا طبيبة، ممرضة، معلّمة، أستاذة، محامية، اخصّائية، صحفية، مبرّزة، باحثة..أيضا فنانة، أمارس المسرح والموسيقى والرقص أتعاون مع زوجي، أسدّد الديون وبنفس الأجر أساعد أبويّ وإخوتي أعمل في الحقل من الصباح إلى المساء بجانب الرجل، تحت أشعة الشمس الحارقة أو حتى عند هطول المطر اشتغل بالمصنع أو أقوم بشؤون المنزل وبكليهما معا، وزوجي العاطل عن العمل، يترقّبني بالمقهى أو البيت..هذا إذا لم يكن هاجر ليبحث عن فرصة عمل أصوم أصلي وأحيانا لا أفعل، لكنني بالمقابل مؤمنة مثل العديد من إخوتي التونسيين يمكنني التزيّئ بالحجاب أو اللبس القصير، بالبنطلون أو الجلبات وفق عميق قناعتي الشخصية،من دون فرض من أحد عندي أبناء: واحد، اثنان أم ثلاثة..إنّه جسدي وأنا حرّة فيه أقف في الطابور في المراكز التجارية وأطهو طعام الأسرة..أصحب ابني إلى الطبيب، اشتري له الدواء وأراقب فروضه المدرسية مع كلّ هذا، فأنا أرتّب بعض الوقت لحياتي الخاصة: أخرج..أجلس في المقهى، ألتقي الأصدقاء وأفصح عن رأيي ولو كنت بين مجموعة من الرجال أعبّر، أتابع الأخبار، أقرأ وأكتب ..أجل !

 

اشتغل، أجل ! أخرج للسهرة وأعشق صورتي المنعكسة على المرايا شعري ليس عورة، وكذلك صوتي وابتسامتي أنا المرأة التونسية قدّموا لي مهرا منذ خمسين عاما، يتمثل في قانون الأحوال الشخصيّة، ويبدو أنّهم يريدون حرماني منه..وإن كنت حينها، حصلت عليه كهديّة، فالآن لست مستعدّة للتفريط فيه، وكلّي استعداد للدفاع عنه بكفاءة عالية أنا المرأة التونسية تجدونني في كلّ مكان: البيت، الشارع، المكتب، الإدارة.. كذلك بالمعمل وفي السينما وعلى الشاطئ أيضا، ولن يستطيع أحد أن يقصيني من مسرح الحياة الاجتماعية "

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.