تونس- كيف تمّ كشف الآثار المخفية بدار منصف الماطري؟

يبدو أنّ محاولة إخفاء وتهريب الآثار القديمة من قبل بعض أصهار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ما تزال سارية المفعول حتى بعد قيام الثورة…



تونس- كيف تمّ كشف الآثار المخفية بدار منصف الماطري؟

 

يبدو أنّ محاولة إخفاء وتهريب الآثار القديمة من قبل بعض أصهار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ما تزال سارية المفعول حتى بعد قيام الثورة.

ففي منزل فخم أقامه منصف الماطري (والد صخر الماطري) بمنطقة "قرطاج حنبعل" عثر، بالأمس، أعوان الأمن التابعين للشرطة العدلية بسيدي بوسعيد ومنطقة أمن قرطاج على أكثر من 40 قطعة أثرية نادرة كانت مخبأة في حديقة المنزل.

 

ويقول مصدر أمني (رفض الكشف عن إسمه) إنّ أحد العمال، الذين يشتغلون بالمنزل، اتصل بمركز الشرطة لإبلاغهم بالأمر، مما دفع بقوات الأمن طلب تسخير قضائي من النيابة العمومية لتفتيش حديقة المنزل. وتمّ كشف المستور.

 

ويعمل بمنزل منصف الماطري ثلاثة أزواج (6 أنفار) يحرسون المكان ويعتنون ببعض الحيوانات الأليفة كالققط، والكلاب، والدجاج، والسلاحف، التي هجرها كلها أصحابها هربا من اقتصاص العدالة.

 

ويؤكد أحد العمال للمصدر أنّ قطع الآثار كانت موجودة بمنزل منصف الماطري منذ حوالي عشر سنوات، تاريخ مجيئه للعمل أول مرّة بذلك المنزل. ويضيف مصدرنا (طالبا عدم ذكر عن اسمه) أنّ القطع الأثرية، قبل إخفائها، كانت موضوعة لتزيين مدرج المنزل وأماكن أخرى.

 

ويقول "منذ نحو أسبوع اتصل بنا عدّة مرات مسؤول متقاعد من شركة (أدوية) التي يملكها منصف الماطري، وطلب منا إخفاء الآثار في الحديقة".

 

واستجاب العملة للطلب، تحت الضغط المستمر من هذا الشخص، لكن أحدهم فضح الأمر بعدما روى للشرطة حقيقة ما حصل، بالاتفاق ربما مع بقية أو بعض العمال الآخرين.

 

وتمّ التحقيق ليلة أول أمس مع العملة الذين كشفوا عن إسم الشخص، الذي طلب منهم إخفاء الآثار، وهو من معارف منصف الماطري، وقال أحد العملة إنه يدعى منصف الشريف.

 

وأكد لنا رئيس منطقة الأمن بقرطاج جمال العمري أنّ التحقيقات ما زالت متواصلة بالتنسيق مع النيابة العمومية، لكنه أكد لنا أنه لم تصدر إلى الآن بطاقة جلب بحق منصف الماطري.

 

ويشار إلى أنّ منصف الماطري سافر وزوجته منذ أكثر من شهرين خارج البلاد. ويقول أحد العملة بمنزله إنه يعاني من مرض القلب وذهب إلى فرنسا للتداوي.

 

ولم يذكر إسم منصف الماطري في القائمة التي نشرتها سابقا الحكومة الانتقالية، والتي تضمّ 110 شخصا من أقرباء الرئيس المخلوع وزوجته الذين تقرر مصادرة أملاكهم.

 

وقام أعوان من المعهد الوطني للآثار برفقة رجال الأمن، أمس الإثنين، بالنبش عن الآثار المخبأة بمنزل منصف الماطري، حيث عثر على عشرات القطع الأثرية الأصلية، التي يعود تاريخها إلى حقب زمنية متباينة.

ويعود، اليوم الثلاثاء، فريق عمل من المعهد الوطني للآثار رفقة رجال الشرطة العدلية بسيدي بوسعيد لمنزل منصف الماطري، لسحب بقية القطع الأثرية المخبأة.

 

ونشير إلى أنّ التسخير القضائي الذي منحته النيابة العمومية للشرطة يقتصر فقط على البحث في الحديقة وليس بداخل المنزل، وهو ما يثير الاستغراب باعتبار أن الآثار المنهوبة قد تكون موجودة بالداخل أيضا.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.