تونس-أول زيارة للحجاج اليهود لكنيس الغريبة بعد الثورة

من المتوقع أن تبدأ الزيارة السنوية لكنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة اعتبارا من 17 ماي الجاري وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا وفي العالم بأسره كما يعد وجهة للسائحين والزائرين من اليهود وغير اليهود ويعود تاريخ المعبد بحسب المؤرخين …



تونس-أول زيارة للحجاج اليهود لكنيس الغريبة بعد الثورة

 

من المتوقع أن تبدأ الزيارة السنوية لكنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة اعتبارا من 17 ماي الجاري وهو أحد أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا وفي العالم بأسره كما يعد وجهة للسائحين والزائرين من اليهود وغير اليهود ويعود تاريخ المعبد بحسب المؤرخين إلى أكثر من 2000 سنة كما يقع في جزيرة جربة السياحية على بعد 550 كلم جنوب شرق العاصمة التونسية و ستبدأ هذه الزيارة في هذا الشهر الجاري رغم ضبابية الوضع الأمني و السياسي في البلاد.

 

وتعتبر الطائفة اليهودية التونسية إحدى أهم و اكبر الطوائف اليهودية في الدول العربية رغم أن عددها تراجع بشكل كبير على مر السنين وذلك عند استقلال تونس عام 1956 للإقامة خصوصا في فرنسا وإسرائيل ولم يعد عددهم يزيد حاليا عن ألف نسمة تقريبا حيث يقيم معظمهم في جربة وتونس العاصمة.

 

وأشار بيريز الطرابلسي رئيس كنيس الغريبة ورئيس الطائفة اليهودية في جربة لوكالة فرانس برس يوم الاثنين "اجهل عدد الحجاج اليهود الذين يعتزمون القدوم هذا العام نظرا للظروف الحالية"مضيفا "الناس خائفون على خلفية الأوضاع غير المستقرة في تونس وليبيا و بالتالي لن نتمكن من توفير أرقام حول الوافدين قبل أيام قليلة من انطلاق الطقوس".

 

ومضيفا انه "بحث مع ممثلين عن وزارات الداخلية والدفاع والسياحة في 14 افريل الماضي الإجراءات الضرورية لإنجاح هذا التجمع " الذي لن يتم إلغاؤه مهما كانت الظروف وسينتظم ولو بحاج واحد".

 

ويبدأ الحجاج اليهود طقوسهم داخل البناء الصغير الأبيض والأزرق الذي يقع في مدينة حومة السوق كبرى مدن جزيرة جربة وتقضي هذه الطقوس بإضاءة الشموع مع التوجه بالدعاء وإطلاق الأماني والحصول على البركة من حاخامات المعبد.

 

وتشارك هذه الطائفة سنويا في زيارة الغريبة التي تنظم في اليوم ال33 من الفصح اليهودي.

 

كما تجري هذه الطقوس وسط إجراءات أمنية مشددة أصبحت معتادة لدى سكان الجهة خصوصا بعد تعرض كنيس الغريبة في افريل2002 لاعتداء بشاحنة مفخخة تبنته تنظيم القاعدة وأوقع 21 قتيلا بينهم 14 سائحا ألمانيا.

 

ويذكر ان الأسطورة المرتبطة بكنيس الغريبة تقول انه ترقد فيه واحدة من أقدم نسخ التوراة الموجودة في العالم كما ارتبطت نشأته بامرأة قدمت إلى جربة وعاشت فيها بعفة وورع إلى أن ماتت في مكان الكنيس الموجود حاليا.

 

كما شهد المعبد أعمال بناء وتوسيع منذ 1920 ليستوعب الأعداد المتزايدة من الزوار و السياح واليهود الذين يأتون من كل مكان في العالم لحضور الاحتفال الديني السنوي المعروف ب: لاج با أومر.

 

ويتنافس اليهود في هذا الاحتفال على دفع ما يعرف بالمنارة التي تحمل الكتاب المقدس خارج المعبد اتجاه الحارة الصغيرة ومن يدفع أكثر يكون أوفر حظا.

 

والغريبة ليس مكانا للعبادة فحسب بل هو أيضا نقطة تجمع لواحدة من أقدم الجاليات اليهودية في العالم يهود جربة الذين سكنوا الجزيرة قبل الإسلام.

 

وتجدر الإشارة انه في وقت سابق أكد مسئول الطائفة اليهودية بجرية بيريز الطرابلسي ان مشاركة الحجاج اليهود كانت في السنوات الفارطة تبلغ حوالي 5000 ألف حاج من أوروبا بينهم 1000 حاج من إسرائيل يقيمون شعائرهم الدينية يومي 15 و 16 ماي.

و يضيف بيريز انه بعد حادث سنة 2002 قلت الزيارة إلى المعبد لكن الأمور عادت إلى نصابها في السنوات التالية.

 

فهل سيشهد كنيس الغريبة تدفق أعداد كبيرة من الحجيج في ظل ضبابية المشهد الأمني والسياسي التونسي؟

 

ر ش

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.