لماذا لم يعقد وزيرا الداخلية والدفاع ندوات صحفية إلى حدّ الآن؟

عرفت الفترة الأخيرة ماراطونا للعديد من الندوات واللقاءات الصحفية لأغلب أعضاء الحكومة الوطنية المؤقتة لتقديم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لإنعاش الاقتصاد التونسي وما تضمنه هذا المخطط من تدابير وقرارات هامة من شانها المساهمة الفعلية والملموسة في تنشيط الحركة الاقتصادية وخاصة العمل على توفير أكبر عدد ممكن من مواطن الشغل لحاملي الشهائد العليا…



لماذا لم يعقد وزيرا الداخلية والدفاع ندوات صحفية إلى حدّ الآن؟

 

عرفت الفترة الأخيرة ماراطونا للعديد من الندوات واللقاءات الصحفية لأغلب أعضاء الحكومة الوطنية المؤقتة لتقديم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لإنعاش الاقتصاد التونسي وما تضمنه هذا المخطط من تدابير وقرارات هامة من شانها المساهمة الفعلية والملموسة في تنشيط الحركة الاقتصادية وخاصة العمل على توفير أكبر عدد ممكن من مواطن الشغل لحاملي الشهائد العليا.

 

والمتابع للشأن الوطني والسياسي في البلاد يلاحظ حتما تتالي الندوات الصحفية للعديد من أعضاء الحكومة والجمعيات والمنظمات في العديد من المواضيع المتصلة بمشاغل المواطنين ومصلحة تونس، وحتى الوزير الأول القديم (محمد الغنوشي) والجديد ( الباجي قائد السبسي) منذ توليه الإشراف على تسيير شؤون الحكومة ظهر في مختلف وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية إما من خلال ندوات صحفية أو حوارات بهدف تقديم الاستفسارات حول العديد من الملفات السياسية والاقتصادية ومنها كذلك المصيرية وقد استجابا برحابة صدر لوسائل الإعلام.

 

غير أنّ ما يمكن ملاحظته بطريقة تبعث على التساؤل والاستغراب، لماذا لم يطلع علينا كل من وزيري الداخلية والدفاع لعقد ندوات صحفية وتقديم الإيضاحات الضرورية واللازمة في العديد من المسائل والملفات ذات الشأن الوطني.

 

لئن يتمتّع كل منهما بحق التحفّظ في المسائل التي يرونها إستراتيجية وغير قابلة للنشر، فإن من حقّ الإعلام التونسي والشعب أن يعرف حقيقة ما يجري في البلاد من الناحية الأمنية والسيادية لا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد على المستوى الداخلي والحدودي، في إشارة لما يحصل على الحدود التونسية الليبية، وبالتالي درء كل التأويلات والاجتهادات غير الموضوعية.

 

هذا الغياب "المتعمّد" عن اللقاءات الصحفية لوزيري الدفاع والداخلية يطرح العديد من التساؤلات حول مدى حقيقة النفاذ إلى المعلومة والحق في الإعلام بعد الثورة من عدمه، والخوف من الرجوع إلى الوراء بخصوص التعتيم الإعلامي التي كانت تعاني منه البلاد لأكثر من 23 سنة.

 

ما ضرّ لو خرج وزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني من مكتبهما والالتقاء بممثلي وسائل الإعلام الوطنية الأجنبية وتقديم التوضيحات الضرورية والإجابة عن مجمل التساؤلات التي تخالج كل المواطنين في هذا الظرف الراهن وربّما تقديم معطيات وحقائق من شأنها أن تطمئن الرأي العام الوطني وتُرجع إليه الثقة التي بدأ يفقدها منذ مدة ليست بالطويلة.

 

البلاغات الصحفية التي تقدمها وزارة الداخلية باستمرار والتي تكون في العديد من الأحيان جافة ومفرغة من محتواها، أما بلاغات وزارة الدفاع الوطني فهي تكاد تُعدّ على أصابع اليد وتخص مواضيع عامة وتأتي كردّ فعل على بعض المواضيع التي تمت إثارتها.

 

الخوف كل الخوف من أن تؤثّر التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية السابق على التعامل الإعلامي لبعض أعضاء الحكومة مع وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية وبناء جدار صمت جديد قديم، تفاديا لكل ما من شأنه أن يثير تأويلات يكون العضو الحكومي في غنى عنها.

 

 

م الماجري

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.