تونس – مليون مسجل بعد 16 يوما…هل يريد الشعب الانتخابات أم الانتصاب الفوضوي ؟

لم نصل بعد, وبعد مرور 16 يوما منذ بدأ التسجيل للانتخابات إلى أكثر من مليون ناخب مسجل على عدد جملي يقدر ب7 ملايين ناخب في البلاد….



تونس – مليون مسجل بعد 16 يوما…هل يريد الشعب الانتخابات أم الانتصاب الفوضوي ؟

 

لم نصل بعد, وبعد مرور 16 يوما منذ بدأ التسجيل للانتخابات إلى أكثر من مليون ناخب مسجل على عدد جملي يقدر ب7 ملايين ناخب في البلاد…

هذا ما يجعل البعض منا يتساءل بشيء من الحدة ونفاذ الصبر عن هذا الشعب الذي قام بالثورة ضد الدكتاتورية ويرفض اليوم أن يتولى الأخذ بزمام الأمور عندما آلت غليه…

منذ 1956 لم تعرف بلادنا انتخابا ديمقراطيا واحدا ولم تعش يوما خارج زيف "الحزب الدستوري" الذي صادر إرادتنا في عشرات المناسبات وسلبنا أصواتنا عندما أدلينا بها ولم يحفل بها عندما حجبناها عنه مما جعل مثلنا الشعبي يقول "إذا كان الحاكم خصيمك فشكون تخاصم" ؟؟؟

واليوم ها هو هذا الشعب الذي لم يعرف الثقة في الجهاز الإداري يوما يواصل عدم ثقته ويرفض أن يصدق أن هيئة عليا من عدد محدود من الأشخاص الذين رغم أنه  لا يرقى الشك لنزاهتهم بتاتا يمكن أن يتغلبوا على آلة بيروقراطية عاتية عصفت بأحلامنا وأصواتنا عشرات السنين.

نحن إذا أمام إحدى التحديات الغريبة في عمر هذه الثورة الفتية التي تتابعها الأعين محليا وعربيا ودوليا مدركة جميعها أن التجربة التونسية تجربة فارقة شأنها شان التجربة المصرية في هذه الربيع العربي المتعثر في ليبيا واليمن وفي سوريا الباسلة…

هل نريد جديا السعي إلى الديمقراطية أم ماذا؟

هل يصح أن نقول ما يقوله البعض بهمس أن شعبنا مهتم بأشياء أخرى من قبيل تهريب المياه المعدنية إلى ليبيا والبناء بدون رخصة والانتصاب الفوضوي في كل شارع ومحاولة حرق السجون وافتعال المعارك الزائفة بين الأشقاء وأبناء العمومة في القرية الواحدة؟

هل هذا هو الشعب التونسي؟

ليس لنا الحق أن نخطئ مهما كانت التكاليف. وإن لم نسجل سوى مليون ناخب فإن المليون ناخب هم الذين سيقع اعتمادهم لاختيار المجلس التأسيسي … وما على البقية إلا أن يقبلوا بما سوف تقرره هذه الأقلية التي لا لأفضلية لها على غيرها من أبناء البلاد سوى أنها في يوم ما دخلت مكتب البلدية ومدت بطاقة التعريف للولد أو للبنت الجلسة لأمام الكمبيوتر وأثبتت تسجيل أسمائها في القائمة الانتخابية…

التفسير الثاني الذي يتبادر إلى الأذهان بالطبع مرتبط بأزمة الثقة التي يشعر بها عديد التونسيين إزاء الحكومة المؤقتة وكل ما يبدر منها ومرده أيضا هذا الخوف القديم من "الحاكم" والشك الواضح في الطواقم المسيرة أيا كانت منذ حكومة  الغنوشي 1 والغنوشي 2 وحتى الباجي قايد السبسي… وهذا الشك في نوايا الحكام الذي يعتبره المحللون إحدى نتائج سنين الدكتاتورية الطوال لا علاج له إلا بالانتخابات التي يعتبر التسجيل في القائمات الانتخابية الخطوة الأولى فيها…

وفي مستوى آخر من التحليل سوف يمكن أن نتساءل بجدية عن دور المائة حزب ونيف المرخص لها بالعمل والتي منها من الأحزاب مثل النهضة والتكتل والديمقراطي والتجديد والمؤتمر من يتحدث "بعشرة وافي" مدعيا تمثيله لطموحات الأغلبية الشعبية فلماذا لم نر المؤيدين والمناصرين لهذه الأحزاب يتزاحمون على التسجيل وكيف لم تستطع هذه الأحزاب متجمعة أو متفرقة أن تجمع حتى عشر الناخبين؟ إذا يمكن أن نتساءل هل أن الأحزاب تمثل من تدعي أنها تمثله؟ 

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.