تونس في نار العنف والأحزاب السياسية في قائماتها الانتخابية!!!

تشهد تونس منذ الأسبوع الفارط تطورات خطيرة تبعث بحق عن الانشغال والحيرة وتطرح أكثر من سؤال بخصوص ما يحدث في الجهات الداخلية من أحداث عنف غير مُبرّرة. وقد تصاعدت وتيرة هذه الأحداث بشكل متسارع في الأيام الثلاثة الأخيرة فاجئ الرأي العام في البلاد وصارت كالعدوى إذ أن أحداث عنف وشغب بين الأهالي خلفت قتلى وجرحى، تندلع في منطقة دوز من ولاية قبلي سرعان ما تنتقل إلى توزر ثم سبيطلة فالمتلوي إلى درجة فرض حظر التجوال في هذا التوقيت وأغلب مناطق البلاد تستعدّ إلى العودة المدرسية والجامعية.



تونس في نار العنف والأحزاب السياسية في قائماتها الانتخابية!!!

 

تشهد تونس منذ الأسبوع الفارط تطورات خطيرة تبعث بحق عن الانشغال والحيرة وتطرح أكثر من سؤال بخصوص ما يحدث في الجهات الداخلية من أحداث عنف غير مُبرّرة.

 

وقد تصاعدت وتيرة هذه الأحداث بشكل متسارع في الأيام الثلاثة الأخيرة فاجئ الرأي العام في البلاد وصارت كالعدوى إذ أن أحداث عنف وشغب بين الأهالي خلفت قتلى وجرحى، تندلع في منطقة دوز من ولاية قبلي سرعان ما تنتقل إلى توزر ثم سبيطلة فالمتلوي إلى درجة فرض حظر التجوال في هذا التوقيت وأغلب مناطق البلاد تستعدّ إلى العودة المدرسية والجامعية.

 

هذه التطورات المؤلمة تؤكدّ بما لا يدع مجالا للشكّ أن الثورة عوض أن تُرسّخ مبادئ جديدة وتقطع مع ممارسات وعادات ظنن أنها انتهت بلا رجعة، ها أن البلاد تدخل في دوامة وحلقة مفرغة لا يعرف أحد مدى خطورتها وانعكاسها على استقرار تونس.

 

وفي الوقت الذي تكتوي فيه تونس بنار العنف وفزّاعة العروشية التي استفحلت بشكل مخيف وتبعث على الانشغال والتخوف، تهتم  الأحزاب السياسية في هذا الظرف بالذات بعرض قائمتاها الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليوم 23 أكتوبر القادم من خلال تنظيم ندوات صحفية وتصريحات إعلامية مستفيضة تشرح فيها هذه القائمات وتواجد الشباب والمرأة.

 

كما تتصارع هذه الأحزاب، وتونس تحترق بنار الفرقة واستفحال الكراهية والبغضاء، حول إجراء استفتاء بخصوص تحديد مهام وصلاحيات المجلس التأسيسي وكأنّ الوضع العام في البلاد مستقر وهادئ وليس هناك تطورات وأحداث متسارعة تسمح بالدخول في جدل حول هذه المسائل التي جعلتها القوى السياسية في تونس أولوية مطلقة متجاهلة ما يجري من أحداث عنف وشغب في ما لا يقل عن أربع ولايات متجاورة.

 

مساء أمس وفي زمن ذروة المشاهدة التلفزية بثت ثلاث قنوات ، الوطنية الأولى والثانية وحنبعل ثلاث برامج سياسية متشابهة تناولت مواضيع مهام وأدوار وصلاحيات المجلس الوطني التأسيسي وجدوى إجراء استفتاء حول المجلس وكأن البلاد لا تعرف أحداث مثيرة لا يعرف أحد مدى خطورتها وإلى أين ستحمل البلاد؟

كل ممثلي الأحزاب الحاضرة في هذه البرامج التلفزية وبما فيهم معدّو البرامج لم يعيروا اهتماما بما يحصل في البلاد وعوض التفاعل الإيجابي مع مجريات الأحداث والإسراع بتنظيم برامج تتناول بالتحليل ما حصل من أعمال عنف ذهب ضحيتها فتاة وشاب من سبيطلة والمتلوي والدعوة إلى تهدئة الخواطر ونبذ الكراهية ودرء النعرات الجهوية أطنبت الأحزاب في مواضيع ومساءل يمكن أن نناقش أولويتها في هذه الآونة .

الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد كشفت بالواضح أن الأحزاب السياسية اليوم منهمكة في انشغالها بتقديم قائماتها الانتخابية للمجلس التأسيسي وتركيزها على التخطيط للنجاح لموعد 23 أكتوبر ص2011 والمتابع لمجريات الأحداث ولم تصدر هذه الأحزاب عدا عدد قليل منها بيانات وبلاغات تُندّد بما حصل من أحداث عنف أو التحالف فيما بينها لفترة وجيزة لنبذ غول العنف الذي اجتاح بعض مناطق البلاد والخوف أن تنتقل العدوى إلى مناطق أخرى وبالتالي الدخول في متاهات تونس في غنى عنها.

 


 

 

مهدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.