تونس – بعد الأمطار الأخيرة، هل وقع فتح بعض السدود لتفادي كارثة طبيعية ؟

تسبّبت الأمطار الأخيرة في سيول جارفة من المياه اجتاحت العديد من المناطق في الشمال الغربي وأساسا معتمدية مجاز الباب من ولاية باجة إلى حدّ فيضان وادي مجردة على المناطق المتاخمة والمحاذية له بما انجرّ عنه تسرّب المياه …



تونس – بعد الأمطار الأخيرة، هل وقع فتح بعض السدود لتفادي كارثة طبيعية ؟

 

تسبّبت الأمطار الأخيرة في سيول جارفة من المياه اجتاحت العديد من المناطق في الشمال الغربي وأساسا معتمدية مجاز الباب من ولاية باجة إلى حدّ فيضان وادي مجردة على المناطق المتاخمة والمحاذية له بما انجرّ عنه تسرّب المياه إلى المناطق السكانية كما غمرت المياه أكثر من 3 آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية.

غير أنه ما خفي من أمور وحسب مصادر موثوق بصحتها هناك حديث عن أن السلطات المعنية والمختصة اتخذت أمرا بفتح السدود وخاصة سدّ سيدي سالم المستقطب لمياه الأمطار ومياه وادي مجردة و"تنفيسه" حسب المصطلح المتعارف عليه في مثل هذه الظروف لتفادي كارثة طبيعية.

وأفادت هذه المصادر أنه في حالة عدم فتح السد وتنفيسه وفي خضم تواصل نزول الأمطار بكميات هائلة، فإنه قد ينفجر السدّ وتحصل لا قدّر الله كارثة طبيعية تتمثل في غرق البلاد في بضعة سويعات.

وفسّر بعض الخبراء الفلاحيين أنه عند تشييد السدود يتم تخصيص آلاف الهكتارات في محيط السدود لتستوعب المياه عندما تمتلئ، غير أن العديد من الناس قاموا بتشييد بعض المساكن وزرعوا مئات الهكتارات من الزراعات الكبرى والأشجار المثمرة والخضروات ولأجل ذلك تضررت الأراضي والمساكن في هذه المساحات.

وعلى صعيد آخر وجب التأكيد وفقا للعديد من المختصين على أنّ هذه الأمطار لها العديد من المزايا والانعكاسات الإيجابية على القطاع الفلاحي والموارد المائية.

وبالنسبة إلى الموارد المائية فقد أبرز هؤلاء الخبراء أن وضعية الموارد المائية قبل هذه الأمطار كانت تنبئ بالخطر من خلال التراجع المذهل والمُحيّر لمنسوب السدود حتى أنه أكد على أن الماء في أحد السدود شحّ وأن الأسماك المتواجدة به ماتت. كما أنه خلال الصائفة الفارطة تعرضت العديد من المناطق في الوسط إلى صعوبات في التزود بالماء الصالح لشراب وريّ المنتوجات الفلاحية.

ومن الآثار الإيجابية للأمطار الأخيرة ارتواء المائدة المائية بالكميات الهامة من سيول الأمطار بما يسمح لاحقا في تغذية الآبار السطحية والعميقة والتي بدأت بدورها تجف في السنوات الأخيرة.

وللأمطار "الطوفانية" خلال الأيام الفارطة انعكاس إيجابي على نشاط لزراعات الكبرى بما أن هذه الفترة ستكون ملائمة للحراثة علاوة على أهمتها على الغراسات الجديدة والفتية وخاصة الأشجار المثمرة.

 

مهدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.