السياحة الصحراوية في تونس رافد اقتصادي غير مستغل

ظلت السياحة الصحراوية في تونس رغم قدمها قطاعا مهمشا غير مستغل استغلالا جيدا واقتصر دورها على إن تكون عجلة خامسة للسياحة الساحلية فمنذ سنين طويلة اعتبرت النزل في دوز و توزر حلا لتخفيف العبء على السياحة الساحلية حين تكتظ النزل في …



السياحة الصحراوية في تونس رافد اقتصادي غير مستغل

 

ظلت السياحة الصحراوية في تونس رغم قدمها قطاعا مهمشا غير مستغل استغلالا جيدا واقتصر دورها على إن تكون عجلة خامسة للسياحة الساحلية فمنذ سنين طويلة اعتبرت النزل في دوز و توزر حلا لتخفيف العبء على السياحة الساحلية حين تكتظ النزل في الصيف و لسنين طويلة كان السياح يأتون إلى دوز في فصل الصيف في درجة حرارة تصل إلى 45 درجة في الظل يصلون مساء و يغادرون في الصباح الباكر … هذا التصور همش السياحة الصحراوية ولم يجعل منها قطاعا حيويا ينفع المنطقة من الناحية الاقتصادية فالسائح يأتي متأخرا و يغادر باكرا فهو لا يقيم بالمنطقة و بالتالي فهو لا يستهلك ولا يشتري الصناعات التقليدية في المنطقة و في دوز وتوزر وفرة من الصناعات التقليدية التي تختص بها  هذه المنطقة و لا تتوفر إلا فيها كما إن المنطقة تتوفر على مخزون ثقافي وتراثي كبير لم يقع استغلاله كمنتوج سياحي له مريدوه في السوق العالمية…

في اغلب الومضات الدعائية   للسياحة التونسية  التي تدفع الدولة تكاليفها في التلفزات العالمية و وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة وفي الحملات الدعائية في المعارض والمناسبات وغيرها يقع التركيز على المنتوج السياحي الساحلي و يمكن الجزم بان هناك تأمر متعمد من اللوبي الساحلي الذي يمتلك اغلب المؤسسات السياحية الساحلية على السياحة الصحراوية  

ان السائح الغربي لا تصله معلومة إن درجة الحرارة في الجنوب التونسي  في رأس السنة في ديسمبر تصل إلى 25 درجة حينها يكون هذا السائح غارقا في الثلوج و البرد في شتاء أوروبا…  

إن السياحة الصحراوية هي سياحة شتاء لا سياحة صيف لكننا لم نروج لهذا ولم نستغله لنجلب السائح إلى الجنوب كما إننا لم نوظف ما تتوفر عليه مناطق الجنوب من ثراء ثقافي و مخزون تراثي لدعم السياحة الصحراوية و حتى المهرجانات  كمهرجان الصحراء بدوز أو مهرجان الواحات بتوزر لم تستطع بالطريقة التي تدار بها و بالميزانيات المضحكة التي تخصص لها سواء من وزارة الثقافة أو وزارة السياحة إلا أن تكون فلكلورا  

فمن المفارقات مثلا أن وزارة السياحة التي يناط بعهدتها الترويج للسياحة الصحراوية وتطورها تعطي لمهرجان الصحراء الدولي  بدوز دعما ماليا ب40الف دينار و اقل من نصف هذا المبلغ تعطيه وزارة الثقافة  التي أعطت مبلغ 80 ألف دينار لدعم البوم لأمينة فاخت لم يصدر إلى يوم الناس هذا  

ان المنتوج السياحي الصحراوي يعد منجما لم يقع استغلاله بعد و يعتقد كثير من المختصين في السياحة أن السياحة الصحراوية يمكن أن تكون منقذا للسياحة التونسية إذا وقع استغلالها على الوجه المطلوب لان المنافسة فيها قليلة في المتوسط وشمال افريفيا فالجزائر لا تهتم بالمنتوج السياحي و كذالك ليبيا و المغرب لديها مشكلة الصحراء الغربية و هذا يجعل المنتوج السياحي الصحراوي شيء تختص به تونس و لا منافس كبير لها فيه بينما لديها منافسين كبار في السياحة الساحلية  

 

بشير بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.