تونس ــ لماذا تم ترشيح طارق ذياب وزيرا للشباب والرياضة؟

فاجأت حكومة النهضة قسما كبيرا من التونسيين عندما عينت امبراطور كرة القدم التونسية وزيرا للشباب والرياضة… طارق ذياب لم يكن قياديا نهضاويا ولا محسوبا على التكتل ولا على المؤتمر بل أقرب ما يكون (ظاهريا) إلى الشخصية الوطنية المستقلة، فلماذا تم اختياره دون غيره؟…



تونس ــ لماذا تم ترشيح طارق ذياب وزيرا للشباب والرياضة؟

 

فاجأت حكومة النهضة قسما كبيرا من التونسيين عندما عينت امبراطور كرة القدم التونسية وزيرا للشباب والرياضة… طارق ذياب لم يكن قياديا نهضاويا ولا محسوبا على التكتل ولا على المؤتمر بل أقرب ما يكون (ظاهريا) إلى الشخصية الوطنية المستقلة، فلماذا تم اختياره دون غيره؟
ننطلق في الإجابة من العام قبل الوصول إلى الخاص فصاحب الكرة الذهبية الإفريقية كان يملك شخصية قيادية منذ كان لاعبا وقد انطبعت هذه القيادة بالحزم ورجاحة العقل وبعد النظر وقوة الشخصية، لهذا لم يكن طارق ذياب في شبابه مجرد لاعب كرة قدم بل كان قائدا وموجها على الميدان وصاحب رأي خارجه.

 

وعندما أنهى مشواره الكروي كانت لا تجارب في التسيير فقد ترأس جمعيته الأم (أريانة الرياضية) واضطلع لوقت قصير بخطة نائب رئيس الترجي الرياضي التونسي لكنه لمع في تحليل مقابلات كرة القدم على شبكات عدد من الفضائيات العربية ففاقت شهرته تونس. لكن لسائل أن يسأل عن علاقة هذا كله بالسياسة؟
قد تتخذ الاجابة عن هذا السؤال منحيين فطارق ذياب عارض منذ سنين أغلب ما يتعلق بشؤون الرياضة في تونس فانطلق معارضا لسياسة شيبوب وهاجم الهياكل الرياضية التونسية واختلف مع بعض مسؤوليها حتى عانى مصاعب أمنية وقضائية.

 

كما أن طارق ذياب استغل منابر الفضائيات ليبدي اهتمامه بالشؤون السياسية في العالم العربي فهاجم قبل حوالي سنتين عروبة مصر ما أثار ردود فعل قوية وسخر قبل أشهر من الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح وأدلى بدلوه في العديد من المسائل السياسية.

 

هذه المواقف كانت مجرد آراء شخصية فما سبب لقائه بحكومة النهضة أو بالأحرى حركة النهضة؟ ولماذا تم الاختيار عليه دون غيره على رأس وزارة السباب والرياضة؟
لم يكن فتى كرة القدم المدلل في تونس محسوبا في يوم من الأيام على نظام بن علي وهذا مهم جدا لحركة النهضة التي قمعها النظام السابق طويلا فطارق ذياب لم يناشد ولم يؤيد ولم يبارك ولم يتمسح بل كان من أبرز الوجوه الرياضية التي خرجت إلى الشارع مطالبة بإسقاط النظام.

ولكن هناك أمرا مهما يتعلق بتقارب (مفضوح) بين النهضة وطارق ذياب، ففي حديث ليومية "الصريح" التونسية قال طارق: "أنا نهضاوي وقلتها من قبل ولم أنكر ذلك.." وأضاف أنه يتشرف بحركة النهضة ومشاريعها لمصلحة البلاد. لأن "هذه الحكومة ناجحة بقيادة المرزوقي والجبالي لأنهما أبناء الثورة". وخلص إلى القول: "أنا لعبت الورقة الرابحة وطارق ذياب يلعب دائما الورقة الرابحة".

هذا الرأي يتناغم نسبيا مع حديث كان أدلى به لموقع المحرر الالكتروني يوم 24 سبتمبر الماضي فقد نفى في هذا الحديث انتماءه لحركة النهضة قائلا: "هذا كلام مردود على أصحابه لأنني لا أنتمي لأي حزب لا النهضة ولا غيرها" لكنه أكد: "أحببنا أم كرهنا فالنهضة حاليا هي الحزب الأول في تونس وتحظى بمساندة شعبية كبيرة خاصة أن الشعب عاش فيما مضى 23 سنة كاملة مليئة بكلّ أشكال الفساد…"

وقد أكدت بعض المصادر أن حركة النهضة حاولت إبان الحملة الانتخابية الماضية استمالة طارق ذياب حتى يكون في مواجهة شكري الواعر وفوزي البنزرتي وصابر بن فرج وغيرهم من نجوم الرياضة لكن اللقاء تأجل إلى تشكيل الحكومة.

 

ما يمكن قوله في النهاية أن النهضة ستستفيد جيدا من شعبية طارق ذياب وحنكته ودرايته بشؤون الوزارة التي رشّح لتوليها كما أن الفائدة مضمونة لطارق ذياب لأنه سيجد الفرصة لتطبيق أفكاره وتصوراته وهو الذي لهث طويلا وراء رئاسة جامعة كرة القدم. لكن الأهم من هذا كله أن يعود النفع على الرياضة التونسية. فهل ينجح طارق ذياب في مهمته أم يكون لغياب التجربة والخبرة (الادارية) دور في فشله؟ الايام فقط كفيلة بالاجابة عن هذا السؤوال.

 

 

عادل العبيدي   

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.