تونس ـ تحالفات وصراعات تسبق انتخابات الجامعة والحداد يريد خلافة نفسه

منذ إعلان الجامعة التونسية لكرة القدم نهاية الشهر الماضي عن انسحابها نهائيا وفسح المجال لجلسة عامة انتخابية خارقة للعادة، بدأت “صراعات” الكواليس والحملة الانتخابية المحمومة …



تونس ـ تحالفات وصراعات تسبق انتخابات الجامعة والحداد يريد خلافة نفسه

 

منذ إعلان الجامعة التونسية لكرة القدم نهاية الشهر الماضي عن انسحابها نهائيا وفسح المجال لجلسة عامة انتخابية خارقة للعادة، بدأت "صراعات" الكواليس والحملة الانتخابية المحمومة لتولي تسيير دواليب كرة القدم التونسية لفترة نيابية جديدة تمتد إلى سنة 2016.

وأعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم أن آخر أجل لتقديم ملفات الترشح عبر القائمات لرئاسة الجامعة وخلافة المكتب الحالي الذي يرأسه أنور الحداد هو يوم الثلاثاء 10 مارس الجاري على أن تنعقد الجلسة الانتخابية أواخر الشهر الجاري على أقصى تقدير.

وكشفت مصادر مطلعة داخل الجامعة للمصدر أن السباق سيكون رباعيا وساخنا بين المرشحين للظفر بكرسي الجامعة إذ علمنا أن الرئيس المتخلي أنور الحداد ولئن أعلن عبر وسائل الإعلام عدم رغبته في تسيير دواليب كرة القدم من جديد فإن الحقيقة خلاف ذلك بالذات إذ أن الحداد بدأ في إعداد قائمة جديدة تضم بعض الوجوه الرياضية التي سبق لها العمل في التسيير ليدخل بها معترك الانتخابات لمواصلة تولي شؤون الجامعة و"خلافة" نفسه.

وذهبت مصادر أخرى إلى القول إن أنور الحداد الذي يريد أن يثأر لنفسه من التجربة التي لم يكن مثلما أرادها داخل الجامعة سيستعين ببعض الأسماء الكبيرة مثل الرئيس السابق للجامعة على الأبيض الذي تولى رئاسة هذا الهيكل في سنة 2005 قبل استقالته ومروره بفترات صعبة على الصعيد المهني انتهت بدخوله السجن في قضايا صفقات عمومية قبل أن يغادره إثر ثورة 14 جانفي.

وعلمنا أيضا أن علي الأبيض يخطط بدوره لرئاسة إحدى القائمات الانتخابية وإعادة تجربة تولي مهام رئيس الجامعة، ولئن لم يفصح الأبيض عن أعضاده في القائمة الجديدة فإن العضو الجامعي الحالي والرئيس السابق لشبيبة القيروان محمد عطاء الله قد يكون أحد الجياد الرابحة التي ستدخل بها قائمة علي الأبيض المنافسة.

وتشير بعض الأطراف إلى أن الناطق الرسمي للرابطة المحترفة لكرة القدم طارق الهمامي سيدخل هذه الانتخابات بقائمة أبرز عناصرها الرئيس السابق للأولمبي الباجي المختار النفزي والوجه الرياضي لطفي الخميري وغيرهم.

أما القائمة الرابعة التي تستعد بدورها لاقتحام غمار الانتخابات والفوز برئاسة الجامعة فهي قائمة العضو الجامعي الحالي وديع الجريء رئيس لجنة المنتخبات في المكتب المحلي المتخلي والذي تتحدث الأطراف عن أنه الأوفر حظا للفوز لكون قائمته تضم وجوها لها علاقة متينة بالأندية المحترفة والهاوية على حد السواء فضلا عن أنها تضم أسماء نجحت إلى حد ما في تسيير دواليب الكرة التونسية على غرار أمين مال الجامعة الحالي شهاب بلخيرية وعضو مكتب الرابطة المحترفة بلال الفضيلي والطاهر خنتاش رئيس لجنة التنظيم في المكتب المتخلي وشفيق الجراية العضو الجامعي الحالي.

وبدأ وديع الجرئ حملته الانتخابية مبكرا من خلال اجتماعات مكثفة مع أعضاده ولقاءات سرية مع ممثلي الأندية ولقاءات عمل مع وزير الشباب والرياضة في الحكومة المؤقتة طارق ذياب، غير أن إمكانية انتفاضة أنور الحداد من جديد وعودته إلى الواجهة لرئاسة الجامعة بمكتب آخر تظل واردة بشدة في ظل حرب الكواليس الخفية والاستعدادات الظاهرة حينا والخفية حينا آخر لموعد أواخر شهر مارس 2012.

وكان أنور الحداد يرفض مغادرة الجامعة قبل نهاية مدته النيابية المقررة في أواخر جوان 2014 ولكنه وجد نفسه وحيدا بعد استقالة أغلب الأعضاء والمطالبة بعقد جلسة عامة خارقة للعادة وجلسة انتخابية في أقرب الآجال.

وأكد الحداد على أن قرار إسقاط المكتب الجامعي جاء بناء على المطالبات الجماهيرية والإعلامية بحل الجامعة لكونها مكتبا ممتدا من قبل الثورة التونسية، وأنها قد تنتهج أساليب ولوائح من العهد البائد.

ومن المنتظر أن تصدر الجامعة التونسية لكرة القدم بلاغا رسميا تعلن فيه عن موعد نهائي لعقد الجلسة العامة الخارقة للعادة لتنقيح بعض القوانين الأساسية المتعلقة بالمستوى التعليمي للمترشحين بالخصوص، ثم إجراء الجلسة الانتخابية لانتخاب مكتب جامعي جديد تمتد فترته النيابية من 2012 إلى 2016.

وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة الخارقة للعادة لتنقيح القوانين الأساسية ستشمل مناقشة وتغيير بعض الفصول على غرار شروط الترشح عبر الحط من أقدمية التسيير من 4 سنوات إلى سنتين والمستوى التعليمي من باكالوريا زائد 2 إلى مستوى باكالوريا وهي اللوائح التي تضمنها المنشور الوزاري الأخير.

وكان المكتب الجامعي الحالي تسلم مقاليد تسيير الكرة التونسية في شهر مارس 2011 بعد استقالة رئيس الجامعة آنذاك علي الحفصي، ونجح المنتخب الوطني تحت إشراف الجامعة الحالية في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 وبلوغ الدور الثاني في النهائيات التي أقيمت مؤخرا في الغابون وغينيا الاستوائية ولكن مشاكل الأندية والصعوبات المالية التي تتخبط فيها والانتقادات المتهاطلة على الجامعة دفعت أعضاءها إلى الانسحاب الواحد تلو الآخر قبل الإعلان عن سقوطها والدعوة إلى جلسة انتخابية استثنائية.

وينتظر أن تتضح ملامح القائمات نهائيا الأسبوع المقبل إذ تشير مصادرنا إلى أن القائمات الحالية وعددها أربع (وديع الجريء وأنور الحداد وطارق الهمامي وعلي الأبيض) قد تتقلص قبل أيام من إجراء الانتخابات فيما تؤكد المصادر ذاتها أن السباق يوم الجلسة العامة قد يقتصر على قائمتي الجريء والحداد لتفرز في النهاية مكتبا جامعيا "جديدا-قديما" معظم أعضائه من المسؤولين الموجودين بالمكتب المتخلي.

 

بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.