سيدي بوزيد تنتفض والحكومة تتّهم المعارضة بـ”التوظيف السياسي”

شهدت مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية، الثلاثاء، إضرابا عاما وتظاهرة دعت إلى إسقاط الحكومة التي اعتبرت أن الإضراب العام “لا مبرر له” واتهمت أحزابا معارضة بـ”التوظيف السياسي” للاحتجاجات الاجتماعية…



سيدي بوزيد تنتفض والحكومة تتّهم المعارضة بـ”التوظيف السياسي”

 

شهدت مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية، الثلاثاء، إضرابا عاما وتظاهرة دعت إلى إسقاط الحكومة التي اعتبرت أن الإضراب العام "لا مبرر له" واتهمت أحزابا معارضة بـ"التوظيف السياسي" للاحتجاجات الاجتماعية.

 

ودعت إلى الإضراب العام "جبهة 17 ديسمبر للقوى التقدمية بسيدي بوزيد" وتبناه الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر منظمة نقابية في تونس.

 

وقال علي الكحولي الناطق الرسمي باسم الجبهة لفرانس برس إن "الإضراب كان ناجحا بنسبة تفوق 90%".

 

وأضاف أن هدف الإضراب هو "المطالبة بالإفراج الفوري عن نحو 40 شخصا اعتقلتهم الشرطة خلال احتجاجات على انقطاع الماء والكهرباء بعدد من مدن ولاية سيدي بوزيد، ووقف الملاحقات القضائية ضدهم وحفظ التهم الموجهة إليهم، وفتح ملف التشغيل والتنمية الشاملة".

 

وفي التاسع من الجاري استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق مئات من المتظاهرين نظموا تحركا أطلقوا عليه اسم "يوم التحرير من أجل إطلاق سراح الموقوفين فورا ومن أجل كنس الثالوث الفاشل:

 

الوالي ووكيل الجمهورية (النائب العام) ورئيس منطقة (مديرية) الحرس الوطني".

 

وتابع علي الكحولي "لا اعتقد أن الأوضاع (في سيدي بوزيد) ستهدأ دون رحيل هذا الثالوث"، مؤكدا أن الوالي "المحاط بميليشيات من حركة النهضة" التي تترأس الحكومة، ووكيل الجمهورية ورئيس مديرية الحرس يعتمدون مقاربة "أمنية" في التعاطي مع المشاكل الاجتماعية بالولاية التي يقطنها أكثر من 400 ألف شخص وتزداد فيها معدلات البطالة والفقر.

 

وأفاد مراسل فرانس برس أن الإدارات العامة والمتاجر أغلقت أبوابها الثلاثاء في سيدي بوزيد (وسط غرب) باستثناء القصابين الذين فتحوا محالهم لتمكين السكان من شراء اللحم لمناسبة ليلة القدر.

 

وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن "آلاف" المواطنين وممثلين لأحزاب سياسية معارضة ومنظمات أهلية خرجوا في تظاهرة انطلقت من أمام المقر الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل وجابت شوارع سيدي بوزيد وانتهت أمام مقر المحكمة الابتدائية.

 

وردد المتظاهرون شعارات معادية لحركة النهضة ولرموزها وأنصارها مثل "وكلاء الاستعمار.. نهضاوي رجعي سمسار". كما أطلقوا الشعارات نفسها إبان الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" و"شغل.. حرية.. كرامة.. وطنية".

 

كذلك، طالب المتظاهرون بإطلاق سراح الموقوفين مرددين "شادين..شادين..في سراح الموقوفين".

 

وفي ولاية قفصة (جنوب غرب) تظاهر نحو 200 شخص في مركز الولاية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في سيدي بوزيد.

 

وقال محامون لمراسل فرانس برس ان السلطات أفرجت الثلاثاء عن عشرة شبان اعتقلوا قبل عشرة أيام في احتجاجات على انقطاع الماء والكهرباء بمدينتين في ولاية سيدي بوزيد، متوقعين الإفراج عن سائر المعتقلين البالغ عددهم 30 شخصا "في الساعات القادمة".

 

واعتبر سمير ديلو الناطق الرسمي باسم الحكومة أن تنظيم إضراب عام في سيدي بوزيد أمر "لا مبرر له" واتّهم أطرافا حزبية لم يسمها ب"التوظيف السياسي" لاحتجاجات اجتماعية شهدتها بعض مناطق البلاد أخيرا.

 

وقال ديلو في تصريح لإذاعة موزاييك إف إم إن "التحركات التي تشهدها بعض جهات البلاد يمكن تفهمها نظرا لظروف المعيشة الصعبة (…) لكن لا أظن أن هناك ما يبرر إضرابا عاما" في سيدي بوزيد.

 

وأضاف "مطالب التنمية مشروعة ولا يجب أن تدخل على الخط أطراف سياسية وحزبية لتوظيفها سياسيا (…) هذه الأطراف عبرت عن هويتها بوضوح في الأحداث الأخيرة، إذ قال المسؤولون في هذه الأحزاب إن ما يقومون به هو تصحيح لمسار الثورة وبلغ الأمر ببعضهم حدّ الحديث عن ثورة ثانية".

 

ومنذ أكثر من شهر، تشهد مناطق عدة في تونس احتجاجات اجتماعية على خلفية انقطاع الكهرباء والماء تزامنا مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة وبطء إنجاز مشاريع التنمية التي وعدت بها حكومة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة.

 

وفي 25 جويلية الفائت، حذر الرئيس المنصف المرزوقي من أن "الشعب قد يضطر إلى الثورة من جديد… إن لم نحقق له ما يريده فعلا خصوصا التنمية للقضاء على الفقر والتهميش".

 

وكانت "مجموعة الأزمات الدولية" نبهت في تقرير حول تونس أصدرته في جوان الماضي إلى أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع "ثورة الحرية والكرامة" مثل ارتفاع معدل البطالة (نحو 19%) والفقر (25%) وانتشار الفساد، لا تزال "من دون حل ويمكن أن تؤدي إلى تأجيج الأحداث من جديد".

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.