مجلة فرنسية تنشر صور كاريكاتورية للرسول: لما لا يقع تجريم هذه الاستفزازات؟

لم تمر سوى بضعة أيام عن الأحداث العنيفة التي صاحبت الفيلم المسيء للرسول والتي أضرت بالمصالح الأمريكية في عدّة دول عربية ومنها تونس حيث تم اقتحام السفارة الامركية وحرق المدرسة الأمريكية، حتى أعلنت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الأسبوعية الساخرة نشر رسوم كاريكاتورية للرسول في عددها الذي سيصدر اليوم الأربعاء، وهو ما قد يزيد من حدّة التوترات وأعمال العنف…



مجلة فرنسية تنشر صور كاريكاتورية للرسول: لما لا يقع تجريم هذه الاستفزازات؟

 

لم تمر سوى بضعة أيام عن الأحداث العنيفة التي صاحبت الفيلم المسيء للرسول والتي أضرت بالمصالح الأمريكية في عدّة دول عربية ومنها تونس حيث تم اقتحام السفارة الامركية وحرق المدرسة الأمريكية، حتى أعلنت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة نشر رسوم كاريكاتورية للرسول في عددها الذي سيصدر اليوم الأربعاء، وهو ما قد يزيد من حدّة التوترات وأعمال العنف.

 

ونشر الموقع الالكتروني للمجلة صورة غلاف العدد الجديد وعليه رسم كاريكاتوري موقع باسم "شارب"، يصور فيه رجلا مسلما جالسا على كرسي نقال يجره رجل يهودي متشدد، وقد حمل الرسم الساخر عنوان "ذي انتاتشيبلز 2" (الذين لا يمسون) في استعارة لعنوان فيلم هوليودي شهير.

 

وتنشر المجلة في الصفحات الداخلية رسوما كاريكاتورية تصور فيها النبي محمد.

 

ومن غير المستبعد أن تلقي هذه الاستفزازات بضلالها على العديد من المستويات منها العقائدية والدينية والأمنية، وقد تخلّف موجة كبيرة من ردود الفعل المتباينة والمتضاربة بخصوص طريقة ووسيلة التعبير عن الغضب عن بث هذا الفيلم المسيء للإسلام ولنبيّه الأكرم.

 

والثابت أن المساس بالعقيدة والتعدي على الأنبياء والرسل وخاصة محمد (صلى الله عليه وسلم) خطّ أحمر لا يجب تخطيه مهما كان الأمر متصل بحرية إبداع وتفكير. والمتأمل في تاريخ الأدب والفن والسينما العربية الإسلامية لم نجد مبدعا أو فنانا مسلما قد تعدى على الديانات الأخرى واشمئز منها أو حطّ من قيمتها تحت راية حرية الإبداع والتفكير.

 

ويعود ذلك إلى سماحة الدين الإسلامي كدين وسطي يؤمن بالتعايش واحترام الآخر وقد تغلغلت هذه المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة في نفوس ومشاعر المسلمين.

 

أما الشعوب الأخرى غير المسلمة من خلال العديد من الشواهد الحية والأمثلة الملموسة لم تتوان في التعدي على الدين الإسلامي بمظاهر متنوعة ومتعددة انطلاقا من التبول وتمزيق القرآن الكريم من طرف جندي أمريكي في العراق وأفغانستان أو الصور الكاريكاتورية المهينة للرسول الأكرم من طرف للرسام الدنمركي وصولا إلى الفيلم " الكارثة" الذي أدخل بلبلة في صفوف المسلمين التي انتهت بقتل القنصل الأمريكي قي بنغازي وحرق  مقر السفارات في العديد من الدول العربية (تونس ومصر والسودان…).

 

ومهما يكن من أمر فإنّ التعبير عن الغضب بتلك الطريقة اختلف فيها العديد من علماء المسلمين والتيارات فهناك من دعا إلى القتال ونصرة النبي وهناك من أكد على ضرورة الحوار والاقتداء بأخلاق الرسول الأكرم عندما تتم إهانته مستدلين على ذلك بالعديد من الروايات والأحاديث النبوية.

 

كل هذه الوقائع والأحداث تحيلنا إلى قضية حاسمة وجوهرية وتتمثل في التفكير الجدي للدول والمنظمات الإسلامية لتجريم التعدي على المقدسات دوليا على غرار القانون الدولي المُجرّم لكل من يتعدى على السامية واليهود، ليكون رسالة مباشرة للعالم على مدى جدية تعاطي الدول العربية والإسلامية مع مثل هذه الجرائم الخطيرة.علما أنّ رئاسة الجمهورية التونسية ستقوم بالتنسيق مع الجانب المصري لتقديم دعوى قضائية دولية ضد من أنتج وموّل الفيلم المسيء للنبيّ.

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.