تونس: يجب التصدّي للطّيور السياسية المهاجرة

لا يمكن تفعيل الديمقراطية والتعدّدية والتّنمية السياسية بنواب رحّالة لا يمتون للجهات التي ترشّحوا عنها بصلة وتلك هي من أهمّ الأسباب التي ضربت التمشّي الدّيمقراطي في السابق حيث أنّنا نلاحظ ترشّع أبناء الجنوب عن دوائر انتخابية بالشمال وأبناء الشمال يترشّحون عن الجنوب وأبناء الشرق يترشّحون عن الغرب ومن هو من غرب البلاد يترشّح عن شرقها…



تونس: يجب التصدّي للطّيور السياسية المهاجرة

 

لا يمكن تفعيل الديمقراطية والتعدّدية والتّنمية السياسية بنواب رحّالة لا يمتون للجهات التي ترشّحوا عنها بصلة وتلك هي من أهمّ الأسباب التي ضربت التمشّي الدّيمقراطي في السابق حيث أنّنا نلاحظ ترشّع أبناء الجنوب عن دوائر انتخابية بالشمال وأبناء الشمال يترشّحون عن الجنوب وأبناء الشرق يترشّحون عن الغرب  ومن هو من غرب البلاد يترشّح عن شرقها.

 

وكما يقال: "أهل مكّة أدرى بشعابها" و"كل بلاد يخدموها رجالها" وقد وضع بورقيبة في دستور 1959 النائب ينوب الأمة من أجل محاربة العروشية والجهويّات واليوم بعد أكثر من نصف قرن على تأسيس الجمهورية أرى أنّه انتفت الحاجة لمثل هذا الفصل في الدستور بل يجب تغييره ويجب أن يوضع في الدستور الجديد فصل يمنع الترشح لأي كان عن جهة لا يمت لها بصلة.

 

وإذا كان المترشح ليس من أصيلي الجهة التي يرغب في الترشح عنها يجب اشتراط الإقامة في الجهة لمدة لا تقل عن 10 سنوات فلا يمكن لنائب أن يمثل جهة أو دائرة انتخابية وهو لا يقطن فيها لمدة طويلة أو ليس من أبناء تلك الجهة كما هو حاصل الآن في المجلس التأسيسي.

 

وبما أنني من جهة نابل أدعوا متساكني الوطن القبلي ومن خلالهم كل الولايات أن يتصدوا للطيور السياسية المهاجرة التي لا يمكنها أن تحمل مشاكل جهاتهم ولا يمكن أن تقدم إضافات لجهاتهم، بل لا يمكن القول فيهم إلا أنهم انتهازيون يترشحون عن الجهة وبعد ذلك ينسونها ولا يتذكرونها من جديد، إلا بحلول موعد انتخابي جديد هذا إذا لم يتوجهوا لجهة أخرى ليعيدوا نفس المسرحية و نفس التآمر و التلاعب على الجهات والناخبين فيها.

توفيق بن رمضان (كاتب و محلل سياسي)

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.