تونس: مسؤولون وسياسيون خائفون من الحضور في البرامج التلفزية بسبب “الفايس بوك”!!!

أصبح الحضور في البرامج الحوارية التلفزية بمثابة سلاح ذو حدين بالنسبة للسياسيين باعتبار ما أصبح يتسبب فيه من انتقادات لاذعة لهم على المواقع الالكترونية على خلفية تصريحاتهم على الهواء مباشرة…



تونس: مسؤولون وسياسيون خائفون من الحضور في البرامج التلفزية بسبب “الفايس بوك”!!!

 

أصبح الحضور في البرامج الحوارية التلفزية بمثابة سلاح ذو حدين بالنسبة للسياسيين باعتبار ما أصبح يتسبب فيه من انتقادات لاذعة لهم على المواقع الالكترونية على خلفية تصريحاتهم على الهواء مباشرة.

 

وطيلة الأشهر الماضية، تعددت البرامج الحوارية التلفزيونية على القنوات التونسية العمومية والخاصة، التي تتناول المواضيع السياسية ويحضرها عديد السياسيين وممثلي وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء الحكومة والمسؤولين البارزين في الدولة ونواب المجلس التأسيسي.

 

وبقدر ما تكون النقاشات والتصريحات في هذه البرامج "ساخنة" و صريحة، وهو ما يستحسنه المشاهد عادة، بقدر ما أدت بعض التصريحات إلى حصول جدل حاد في صفوف التونسيين ينتهي دوما بتوجيه انتقادات لاذعة لهذا الطرف أو ذاك على خلفية تصريحاته المثيرة.

 

وأصبحت المواقع الالكترونية، لا سيما موقع فايس بوك، تسرع وتتفنن في نشر مقاطع التصريحات المثيرة للجدل على نطاق واسع، وأصبح بإمكان من لا يتابع تلك البرامج أمام التلفزة أن يكتشف في اليوم الموالي ما صرح به هذا الطرف أو ذاك أثناء البرنامج لتبدأ في ما بعد حملة الانتقادات الواسعة والجدل.

 

وأحيانا يكون كلام الحاضرين في هذه البرامج عن حسن نية أو مشوبا بسوء تقدير أو بعدم اختيار الألفاظ المناسبة أو المنهجية الصحيحة عند الكلام، فيقع تأويل كلامه وتوجه له التهم بطريقة لاذعة.

 

وفي أحيان أخرى يكون كلام المعني بالأمر عن إدراك تام لما يقوله وهو ما يكشف عادة توجهاته الفكرية والسياسية والإيديولوجية الحقيقية.

 

وأصبحت قناة " التونسية تي في" من أكثر القنوات التي تصدر فيها التصريحات المثيرة للجدل خاصة في برنامج التاسعة مساء الذي يُبث يومي الاثنين والخميس وذلك بالنظر إلى المواضيع الساخنة التي يتناولها هذا البرنامج وبالنظر إلى حسن اختيار الضيوف الحاضرين وبالنظر أيضا إلى الأسلوب الاستثنائي في التنشيط.

 

وخير دليل على ذلك ما حصل في الحصة الأخيرة من هذا البرنامج عندما وقعت استضافة كاتب الدولة للهجرة حسين الجزيري والنائب بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة وليد البناني وعضو حزب نداء تونس محسن مرزوق وعضو حزب المسار سمير الطيب والمناضل علي بن سالم.

 

وقد أثارت هذه الحلقة طيلة اليومين الماضيين جملة من ردود الأفعال والجدل حول تصريحات الضيوف إلى جانب تداول مقاطع عديدة لهذه التصريحات على موقع "فايس بوك" بدرجة لم يكن يتوقعها الحاضرون في البرنامج.

 

وتبرز أيضا قناة الوطنية 1 ( العمومية ) وقنوات نسمة وحنبعل والحوار التونسي ( الخاصة ) من حين لآخر بفضل برامجها الحوارية التي تحتد فيها لغة النقاش وتتسبب في ما بعد في انتقادات لاذعة للحاضرين في البرنامج بعد نشر مقاطع من كلامهم على المواقع الاجتماعية.

 

من ذلك مثلا ما صرح به مؤخرا مدير قناة الحوار التونسي الطاهر بن حسين حول قناة الزيتونة الخاصة التي بعثها ابن وزير التعليم العالي منصف بن سالم وما ذكره حول "بعث قناة الزيتونة بفضل بيع المعدنوس" (في إشارة إلى الوزير منصف بن سالم الذي صرح سابقا انه اضطر لبيع الخضر والمعدنوس عندما حرمه بن علي من التدريس في الجامعة).

 

وقبل ذلك، شهدت عديد البرامج الحوارية الأخرى تصريحات مثيرة لمسؤولين ولسياسيين وتم تداولها على نطاق واسع في المواقع الالكترونية و قد يكون البعض أولها خطأ وأظهرها بطريقة ساخرة و مهينة لصاحبها.

 

ويبلغ الأمر أحيانا ببعض الناشطين على المواقع الالكترونية حد الاجتهاد في إضفاء المزيد على تلك التصريحات من خلال اعتماد تقنيات الفوتوشوف أو المونتاج أو التقنيات الصوتية التي من شانها تغيير المعنى الحقيقي للكلام. 

 

ويقول بعض السياسيين والناشطين في الأحزاب السياسية وأعضاء الحكومة والفنانين والحقوقيين والمنتمين للمجتمع المدني أنهم أصبحوا يخشون من الحضور في هذه البرامج التلفزيونية الحوارية خوفا من تأويل كلامهم على المواقع الالكترونية وما قد يترتب عن ذلك من تشويه لصورتهم أمام الرأي العام بطريقة تكون أحيانا مقصودة أو بسبب سوء تأويل كلامهم.

 

فهل يصبح الفايس بوك بمثابة "الغول" المخيف  الذي يمنع من الحضور في البرامج التلفزيونية؟

 

وليد بلهادي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.