تفاصيل حرق مقام الولي “سيدي بوسعيد” (بالصور)

أثار تعرض مقام الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي الواقع بالضاحية الشمالية بالعاصمة إلى عملية حرق من قبل عناصر مجهولة ونشوب حريق داخله ردود أفعال واسعة ومتباينة لدى الوسط الحكومي والاجتماعي حول أسباب حرقه والأطراف التي قامت بالحرق في وقت اتجهت فيه بعض الشكوك إلى المتشددين الدينيين…



تفاصيل حرق مقام الولي “سيدي بوسعيد” (بالصور)

 

أثار تعرض مقام الولي الصالح سيدي بوسعيد الباجي الواقع بالضاحية الشمالية بالعاصمة إلى عملية حرق من قبل عناصر مجهولة ونشوب حريق داخله ردود أفعال واسعة ومتباينة لدى الوسط الحكومي والاجتماعي حول أسباب حرقه والأطراف التي قامت بالحرق في وقت اتجهت فيه بعض الشكوك إلى المتشددين الدينيين.

 

والتقى المصدر بعدد من أهالي سيدي بوسعيد ومتساكني المنطقة وأكد لنا سمير رحال أحد المتساكنين وهو زوج وكيلة مقام الولي سيدي بوسعيد ان عملية حرق المقام تمت إثر صلاة المغرب، مبينا أن باب المقام كان مفتوحا في ذلك الوقت وأنه باشر رفقة 6 أشخاص بعملية الإطفاء بعد أن اتصلوا بفرقة النجدة والحماية المدنية.

 

وبين سمير أن عديد المخطوطات التاريخية ذات الطابع الأثري التي تعود إلى القرون الوسطى تم حرقها وإتلافها إضافة إلى حرق عديد الكتب القرآنية والزرابي القديمة.

 

كما أوضح رحال أن التيار الكهربائي انقطع على المقام والمنازل المحاورة ومقهى "العالية" بعد أن اكتسحت النيران كامل المقام، مشيرا إلى أنهم تفطنوا إلى ألسنة النيران بعد انتهائهم من صلاة المغرب.

 

من جهته قال جمال أحد شهود العيان أن التيار الكهربائي انقطع على أنهج المنطقة قبل حرق المقام بيومين، مبينا أن منطقة سيدي بوسعيد السياحية لم تتعود على انقطاع التيار الكهربائي مفاجئ من قبل كهذا.

 

كما بين جمال أن أحد المتساكنين قال إنه شاهد حوالي 10 شبان توقيت اندلاع الحريق يركضون في اتجاه منطقة سيدي الظريف المحاذية لسيدي بوسعيد.

 

وفي السياق نفسه أكدت لنا أمينة أحد الزوار المقام أنها زارت المقام قبل اندلاع الحريق بقليل وأنها لم تلاحظ أي حركة غير طبيعية تثير القلق بل أن المنطقة كانت هادئة في ذلك الوقت، وفق قولها.

 

أمّا بخصوص المعاينة الأمنية وتتبع الأسباب فقد لاحظنا تواجد خبراء وأعوان أمن بصدد أخذ بعض العينات من موقع الحادث.

 

وأكد لنا أحد الأعوان أن سبب الحرق يرجح أن يكون جراء تلامس الأسلاك الكهربائية وهو ما انجر عن اندلاع الحريق في المقام خاصة وأن الأثاث المتواجد بداخله سريع الاحتراق، وفق قوله.

 

وقال لنا مصدر أمني تابع لمركز الأمن بالجهة إن القضية تم تكليفها إلى الفرق الأمنيّة المختصة بالقرجاني لفتح تحقيق في الغرض لتحديد ملابسات الحريق الذي يضاف على لائحة الاعتداءات على المقامات والزوايا في كامل تراب الجمهورية التونسية.

 

من جانب آخر، أفادنا الكاتب العام لبلدية سيدي بوسعيد أن انقطاع التيار الكهربائي على انهج منطقة سيدي بوسعيد قبل اندلاع الحريق بيومين حالة طبيعية ناتجة عن عطب فني، مؤكدا أنه لا علاقة لاندلاع الحريق بانقطاع التيار الكهربائي على الأنهج.

 

وأضاف الكاتب العام أنه تقرر على إثر اجتماع بين رئيس النيابة الخصوصية لبلدية سيدي بوسعيد مع وكالة حماية التراث القيام بترميم المقام من طرف الوكالة وعلى يد خبراء في الآثار و التراث، مبينا أن البلدية ستضع على ذمة المقام حارسين.

 

ولاحظ المصدر توافد عديد السياح الأجانب والتونسيين لمعاينة آثار الحريق وقد ارتسمت على وجوههم علامات الدهشة والحزن.

 

يذكر أن مقامات الأولياء الصالحين تعرضت للحرق والنهب والسرقة في 15 مناسبة على غرار مقام سيدي عبد العزيز بالمرسى، ومقام السيدة المنوبية بمنوبة ومقام سيدي بوسعيد… ولم تتمكن الحكومة من التصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تثير قلق عديد التونسيين.

 

كما يشار إلى أن أهالي المنطقة وجهوا "عبارة ديقاج" (ارحل) في وجه رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي و العريض ووزير الثقافة مهدي مبروك وكذلك في وجه وزير الخارجية رفيق عبد رافضين أي تدخل من الدولة لترميم مقام الولي.

 

بسام حمدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.