عن أيّ أمن جمهوري يتحدث بوليس علي العريض (أو بوليس بن علي)؟ (بالصور)

اغتيل الزعيم السياسي البارز شكري بلعيد بيد الغدر مرتين أمس 06 فيفري 2013، ذلك اليوم التاريخي الذي توحدت فيه قوى ثورة 14 جانفي من جديد في شارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية لتصرخ بأعلى صوتها: “خبز وماء والغنوشي لا” و”خبز وماء والنهضة لا”…



عن أيّ أمن جمهوري يتحدث بوليس علي العريض (أو بوليس بن علي)؟ (بالصور)

 

اغتيل الزعيم السياسي البارز شكري بلعيد بيد الغدر مرتين أمس 06 فيفري 2013، ذلك اليوم التاريخي الذي توحدت فيه قوى ثورة 14 جانفي من جديد في شارع الحبيب بورقيبة أمام وزارة الداخلية لتصرخ بأعلى صوتها: "خبز وماء والغنوشي لا" و"خبز وماء والنهضة لا".

 

نعم لقد اغتيل القائد الكبير والشهيد البار شكري بلعيد بيد الغدر مرتين أمس أمام بضع مترات على منزله ثمّ اغتيل رمزيا في شارع محمد الخامس بالعاصمة لما أطلق بوليس العريض (بوليس بن علي) لكل همجية ووقاحة وقلة تربية ودناءة وشرّ وابلا من قنابل الغاز على سيارة الإسعاف التي كانت بداخلها جثة الشهيد رحمة الله عليه، غير عائبين لا بحرمة الميت ولا حرمة الأحياء.

 

لقد أثبت بوليس العريض (بوليس بن علي) أنه ليس لديهم مبادئ أو رهان ليكوّنوا جهازا محايدا مستقلا وعلى مسافة واحدة من كل التونسيين. لا بالعكس إن بوليس العريض يقف إلى جانب حزب النهضة الذي يهيمن عليه (مؤقتا) وهو المتورط في قمع المتظاهرين العزل بوحشية مع ميليشيات النهضة في أحداث 09 أفريل.

 

إن المتأمل في الأحداث التي عاشتها المؤسسة الأمنية في الأيام الماضية وخصوصا الاعتصام الحاشد لقوات الأمن بجميع تصنيفاتها يوم 31 جانفي في القصبة للمطالبة بتحييد الأمن عن الهيمنة السياسية يتفاءل خيرا بأنّ قوات الأمن بدؤوا يتحركون للانخراط في بناء دولة جمهورية مدنية تحترم فيها الذات الإنسانية ويطبق فيه القانون على الكل بطريقة متساوية بعيدا عن سياسة الكيل بالمكيالين بعد صعود الإسلاميين إلى الحكم.

 

لكن هيهات كيف يستوي الظلّ والعود أعوج؟ إنها تركة قديمة ورثناها عن الجاهل بن علي… تركة قوات الأمن التي تنظر إلى المواطنين كأعداء يجب إبراحهم ضربا وشتمهم نساء وشيوخا ذكورا وإناثا حتى يستعيدوا "هيبتهم" ببث الترويع والخوف في قلوب التونسيين الأحرار.

 

لقد أظهرت قوات الأمن عند خروج قوى 14 جانفي 2011 للتظاهر مجددا أمام وزارة الداخلية وجهها القبيح والحقيقي الذي لا لم تصلحه الثورة للأسف مع وزير نهضاوي متحزب وله مصالح إسلاموية ضيقة ومتواطؤ في التغطية على الجرائم القذرة "لروابط النهضة" الإرهابية.

 

لقد استعمل بوليس العريض (بوليس بن علي) نفس السياسة القديمة من كر وفر وإطلاق كثيف لقنابل الغاز وهرولة وركض وراء المتظاهرين.. إنهم يعمولن بعقلية نظام بن علي ولأي هدف للدفاع عن الديكتاتورية الناشئة التي تستهدف خصومها السياسيين بالقتل والغدر والتكفير…

 

فعن أي إسلام يتحدثون وعن أي أمن جمهوري يتحدثون وعن أي دستور يتحدثون هؤلاء القتلة والمجرمين؟

 

على كل حال يبدو أن خطاب الجبالي بالأمس في نوع من الشجاعة لفك الارتباط مع معسكره النهضاوي القديم… ولم يبق لعديم الكفاءة علي العريض سوى أيام معدودات حتى يكون خارج أسوار الداخلية الجهاز الذي ما لم يبقى محايدا سيقود البلاد إلى منعرج الحرب الأهلية.

 

خميس بن بريك 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.