تونس: النهضة تتخلص من متشدديها وتستقطب 9 رجال أعمال لقائماتها

tunisie-almasdar-ennadha-Elections-Legislatives-Mohamed-Frikha-adel-daadaa-habib-masmoudi-moez-belhaj-rhouma

نطقت قائمات حركة النهضة أخيرا بما سكت عنه الحزب مطولا حيث لم ترشح أنباء إلا قليلة عن اية مخاض أو مشاحنات في خصوص الاختيارات التي انتقاها المكتب السياسي وفرضها على الجميع في الحركة …وخلافا لما يشهده حزب نداء تونس من مشاحنات علنية تظهر حركة النهضة متماسكة الأطراف علنيا على الأقل بل وتتعدى ذلك للتجديد بصفة ملحوظة حيث تحمل القائمات النهضوية في طياتها أسماء عدة رجال اعمال من كل الاحجام وفي كل الجهات …اسئلة متعددة تحملها هذه الاختيارات الجديدة…
هل هي دروس التجربة السياسية مدة عامين من حكم الترويكا ؟ هل هي أيضا نتيجة مراجعات جوهرية للتمشي السياسي لحركة النهضة بعد انقشاع غيوم التجربة المصرية من جهة وبعد مخاضات مسيرة حزب رجب طيب أردوغان في تركيا ؟ في كل الأحوال بدا واضحا أن انصار راشد الغنوشي سائرون في إطار إعادة النظر في بعض مسلماتهم وأهما الفصل الجذري بين السياسي والدعوي في العمل الحزبي الاسلامي. فمنذ البداية اعلن رسميا عن استبعاد الحبيب اللوز والصادق شورو المعروفين بتشددهما المبالغ وبعلاقتهما غير المخفية بالتيارات السلفية المتعددة واتجاههما اتجاها دعويا متطرفا فهمت الحركة أن مجاله ليس الساحة السياسية. كما أن الحركة لم تتوان أيضا في التخلص بكل وضوح من كل من فشل في تجربة المجلس التأسيسي بشكل أو بآخر من شاكلة النائبة سنية بن تومية التي لطاما أضحكت بردودها وبظهورها الإعلامي السيئ الأداء..
وفي اتجاه مزيد استخلاص الدروس من تجربة الحكم وكذلك من تجربة الحوار الوطني فهمت حركة النهضة أن المواضيع الاقتصادية تأتي في اعلى مراتب اهتمام المواطن التونسي كما فهمت أيضا أن إحدى نقاط قوة حركة نداء تونس ما بدا من انسجامها التام مع رجال الأعمال واستقطابها لعدد مهم منهم وقربها من منظمة الأعراف. فبدأت الحركة منذ أواسط السنة حركة اقتراب شاملة من الوسط الاقتصادي تبينت من خلال اللقاءات المتعددة مع منظمة الأعراف ومن خلال استماع أكبر لمشاغل رجال الأعمال وانتظاراتهم المختلفة ..
ومنذ الاعلان الرسمي يوم الاثنين عن قائمات حركة النهضة بدا واضحا أن الاختيارات المذكورة قد وقع تنفيذها . فها هو رجل الاعمال محمد فريخة مؤسس شركة سيفاكس للطيران ومدير عام شركة تلنات المختصة في الاعلامية يترأس قائمة الحركة في صفاقس الثانية في مواجهة واضحة المعالم مع رجل الاعمال الآخر محمد السلامي الذي يرأس قائمة حركة نداء تونس في نفس المنطقة . وبهذه الطريقة يبدو واضحا ان النهضة مستعدة “للاقتتال ” ضد النداء في المنطقة خاصة وان جل عمليات سبر الآراء تعطي الحركتين حجما متشابها في المدينة التونسية الثانية سكانيا.
كما اختارت الحركة رجلي أعمال آخرين لرئاسة قائماتها في كل من منوبة التي يترأس قائمتها عماد الخماري وهو رجل أعمال محلي قريب من الاسلاميين, (كما طعمت نفس القائمة برجل أعمال آخر وهو الحبيب المصمودي نجل الوزير البورقيبي محمد المصمودي) وفي باجة التي يترأس قائمتها رجل الأعمال سامي الفطناسي وهو الذي كان رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة في المنطقة ستة 2012 مما يدل على قوة تواجده وامتلاكه لشبكة علاقات مهمة…
وللمزيد من توفير فرص النجاح لقائماتها في تونس الكبرى عمدت النهضة إلى استقطاب أسماء أخرى مثل اللاعب والوزير السابق ورجل الأعمال طارق ذياب في الموقع الثالث في قائمة تونس واحد وكذلك رجل الاعمال وليد الوكيل نجل محمد الوكيل صاحب المجموعة العروفة بامتلاكها خاصة لشركة “النقل” وسيارات “مازدا” وعدة شركات أخرى الذي يجد نفسه في الموقع الثالث في قائمة الصحبي عتيق في مدينة اريانة . هذا إضافة غلى وليد الدعداع وهو رجل أعمال آخر يتواجد في المرتبة التاسعة في قائمة بن عروس.
واستطاعت الحركة من جهة أخرى استقطاب رجل الأعمال معز بالحاج رحومة في كمدينة نابل (الموقع الثالث ) وكذلك رؤوف عزاز في الموقع الثالث في قائمة المنستير.

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.