تونس-الشخصيات التي ستنتهي (سياسيا) بعد الانتخابات…

beji-marzoughi-chebi-ben-jafer

المواعيد الانتخابية القادمة في 26 أكتوبر و23 نوفمبر لن تكون فقط مواعيد فاصلة في تاريخ تونس الحديث بفتحها الباب لأول سلطة غير انتقالية بعد الثورة ولكنها ستكون كذلك مواعيد فاصلة في الحياة السياسية لبعض الشخصيات العامة سواء ممن ناضلوا ضد بن علي أو ممن عادوا من بقايا حكمه وحكم بورقيبة أو كذلك ممن رفعت أسهمهم الثورة وانتخابات 23 أكتوبر للمجلس التأسيسي …

يشتد السباق القوي إلى الانتخابات الرئاسية في الأيام الأخيرة التي تفصلنا عن الموعد القانوني لغلق الترشحات (21 نوفمبر) وهذا المعطى لبس بغريب إذا ما اعتبرنا العدد الكبير لإعلانات نوايا الترشح في هذه الانتخابات…ولكن وبغض النظر عن العدد وعن جدية الترشحات واحتمالات نجاحها فإن ما ينتظر العديد من المرشحين هو أخطر بكثير إذ أن هذه التصفيات عبر صناديق الاقتراع سوف يكون لها من التأثيرات الكثير وربما انتهت بالبعض إلى الاندثار من المشهد السياسي جملة وتفصيلا…

موعد 23 نوفمبر سيشكل بكل وضوح التاريخ الفاصل بالنسبة للسيد أحمد نجيب الشابي والذي أقر بذلك بنفسه في تصريحات للإعلام. فالرجل المحترم لتاريخه النضالي الطويل ضد بورقيبة وضد بن علي من بعده والمعروف بصلابة مواقفه المبدئية ونظافة مسيرته الشخصية والسياسية يراهن بكل هذا الثقل في موعد مع التاريخ يعتبره الأهم. وهو بذلك محكوم سلفا إما بالنجاح في رهانه هذا أو بالإقرار إن لم تتجاوز نسبة التصويت له ما يمكنه هن التواجد في الدورة الرئاسية الثانية بفشله والبعد هن العمل السياسي.
وما ينتظر نجيب الشابي ينتظر أيضا وفي نفس الواصفات الباجي قائد السبسي الذي لا يسمح له لا العمر ولا الظرف السياسي بمحاولة ثانية .

وهذا ما يدركه زعيم نداء تونس الذي أوضح أنه يرغب بترشحه تتويج حياة سياسية طويلة رأى فيها الكثير. ولكن فوز أو هزيمة الباجي قائد السبسي لا تهم شخصه فقط ولكنها أيضا تهم نداء تونس وما سوف تسفر عنه نتائجه في الانتخابات التشريعية التي تسبق الرئاسية والتي ستؤثر نتائجها سلبا أو ايجابا على تصويت الناخبين في الرئاسية. وبالتالي فإن حملة الباجي الانتخابية مزدوجة منذ اللحظة الأولى كما أن مصيره السياسي مزدوج أيضا لأنه يمكن أن ينقذ بنتائج حزبه حتى وإن لم ينجح غفي الوصول إلى قرطاج بضمان خروج مشرف…

النهاية السياسية تعني أيضا الرئيسين المتبقيان من الترويكا القديمة المرزوقي وبن جعفر اللذان يتقدمان للرئاسية في نوع من الرهان الأخير لعلمهما أنهما إن خسرا هذا السباق يخسران أيضا موقعها داخل حزبيهما بالضرورة ومهما كانت نتائج الحزبين في التشريعية. فسواء لرئاسته للمجلس أو لأداء حزبه وتحالفه مع النهضة وتشاركه معها مسؤولية تجربة الترويكا كان مصطفى بن جعفر محل انتقادات كثيرة ، مثلما هو الحال أو ربما أكثر للمنصف المرزوقي …ويشبه مصير هذين الرجلين بعد الرئاسية مصير عبد الرؤوف العيادي الذي راهن منذ بداية الترويكا على المزايدات على يمين النهضة مضحيا أولا بانتمائه وتأسيسه لحزب المؤتمر وثانيا بمصيره السياسي في تحالفاته المشبوهة مع متشددي النهضة ومع روابط حماية الثورة سيئة الذكر…

ولاشك أن مصير الانتخابات الرئاسية من شأنه التأثير تأثيرا شديدا على غير هؤلاء من المرشحين مثل نورالدين حشاد أو عبد الرحيم الزواري أو كمال مرجان الذين يتراهنون في سباق ميئوس منذ بدايته …ويظل البعض الآخر من المرشحين معرضا لتأثيرات سلبية في حال الخسارة دون أن تؤدي بالضرورة إلى نهاية سياسية مثل ما هو الحال لحمة الهمامي أو لمحمد الحامدي أو لسليم الرياحي ..كما أن عديد الترشحات الفلكلورية سوف تكون لها تأثيراتها السلبية على مستقبلهم السياسي..

 

 

علي الشتوي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.