نحو انشاء تحالف مدنى واسع فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ضد خطاب التحريض على الكراهية

ligue-droit-homme

واصل المشاركون فى الموتمر التأسيسى للتحالف المدنى ضد خطاب التحريض على الكراهية وتعزيز التسامح اليوم الاثنين فى جلستين علميتين بحث القضايا المتعلقة بأدوار المجتمع المدنى ووسائل الاعلام والموسسات الدينية فى تعزيز التسامح ومواجهة خطاب الكراهية . ودعا اياد البرغوثى الشبكة العربية للتسامح الى تحديد مفهوم التسامح معتبرا أن الركائز التى ينبنى عليها الخطاب التحريضى فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هى التعليم المغيب للاخر والاعلام التحريضى والخطاب الدينى المنفلت . أما بهاء الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان فقال فى مداخلة له ان ارتفاع منسوب الكراهية فى المنطقة العربية موشر مقلق للغاية،ودعا منظمات المجتمع المدنى الى التركيز على خطابات الكراهية التى رأى أنها تخفى علاقات قوية بين عدة قوى مضيفا أن هذا الخطاب التحريضى ما يزال يستند فى بعض الدول العربية الى عوامل دستورية وموسساتية وحتى تشريعية . ولاحظ أن بعض موسسات الدول العربية توسس لخطاب يحرض على الكراهية وأن جزءا من الخطاب الدينى فى هذه الدول هو نتيجة صفقة سياسية بين بعض الانظمة وجماعات دينية بعينها حسب رأيه.
أما الباحثة العراقية ندى عمران منتدى الاعلاميات العراقيات فقد أشارت من جهتها الى أن خطاب العنف يصدر أساسا عن السياسيين والنخب السياسية معتبرة أن الاعلام منه براء،كما قدمت أمثلة عن بعض التجاوزات المرصودة فى المشهج الاعلامى فى بلدها.
أما انياس كالامار مديرة مشروع حق التعبير العالمى التابع لجامعة كولومبيا الامريكية فقد أبرزت أهمية أن تدرك منظمات المجتمع المدنى خطورة الخطابات المحرضة على العنف والكراهية والمروجين لها مع منعهم من استغلال المدارس والمعاهد والمناهج التربوية وذلك عبر تعزيز الخطابات البديلة عن طريق الحد من الاشاعات ومراقبة الموسسات الدينية ودور العبادة حسب تقديرها.
وفى مداخلة حول دور رجال الدين والموسسات الدينية فى تعزيز قيم التسامح دعا ميثم السلمان رئيس دائرة الحريات الدينية بمرصد البحرين لحقوق الانسان الى التصدى للفتاوى الدينية المتشددة التى قال ان الجماعات الارهابية التكفيرية تعتمد عليها .وبعد أن دعا الى وضع ضوابط للسيطرة على الخطابات المتشددة حث المتدخل ذاته رجال الدين على اصدار الفتاوى التى تحرم التمييز ضد الاخر،كما اقترح فسح المجال أمام القيادات الدينية المعتدلة المومنة بالمواثيق والعهود الدولية لحقوق الانسان.وينتظر أن يتم غدا الثلاثاء الاعلان رسميا عن قيام التحالف المدنى ضد خطاب التحريض على الكراهية وتعزيز التسامح والذى يرمى الى تعزيز التعددية والنهوض بثقافة التسامح ومناهضة خطاب التحريض على الكراهية وفق ما جاء فى ورقة وزعت خلال أشغال اليوم الاول من الموتمر.
كما يهدف التحالف المنتظر الى رصد حالات التحريض على الكراهية فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتعزيز التنسيق والتشبيك بين مكونات منظمات المجتمع المدنى فى المنطقة وتنمية قدراتها فى هذا المجال وتعزيز دور المرأة كفاعل رئيسى ودعم وتطوير الشراكات مع الفاعلين من وسائل اعلام وقطاعات اخرى فى المجتمع . يذكر أن هذا الموتمر الذى افتتحت أشغاله صباح اليوم بقمرت تتواصل على مدى يومين وذلك بدعم من المفوضية السامية لحقوق الانسان ومشاركة ممثلين وممثلات عن أكثر من أربعين موسسة من المجتمع المدنى فى منطقتى الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.