تونس: ذكرى الجمهورية، 58 سنة …، دفاعا عن الحرية

drap

حين صوت نواب المجلس القومي التأسيسي على إعلان الجمهورية نظاما لتونس المستقلة بالإجماع أنهوا أولا 252 سنة من حكم الدولة الحسينية  وأكدوا أساسا انتصار الحرية ، حرية الشعب التونسي من نير الاستعمار الفرنسي الذي كبل إرادته لأكثر من 75 سنة…

إعلان الجمهورية كان بالأساس إعلانا للحرية. حرية ناضل الشعب التونسي من أجلها الشعب التونسي السنين الطوال وضحى فيها بالعزيز والغالي  من خيرة شبابه وشيبه . ولأن العائلة الحسينية لم تكن يوما في صف حرية الشعب (عدا الباي الوطني الشهيد المنصف باي )  فإن كل التونسيين اتفقوا مع الزعيم الحبيب بورقيبة في إزاحته للمين باي وإبعاده عن حكم تونس وإنهاء أية رمزية له بما في ذلك رفض بورقيبة استعمال قصر الباي في المرسى (قصر السعادة)…

ونحن الآن في جويلية 2015 نحتفل بالذكرى 58  لإعلان الجمهورية بعد أن اقدمنا على إقامة الجمهورية الثانية بعد انتخابات أكتوبر – نوقمبر 2014 وبعد فترة انتقالية مريرة دامت لأكثر من 3 سنوات . ومازالت المعركة من أجل الحرية قائمة اليوم كما بالأمس …

فها نحن نحارب اليوم الارهاب لأننا نحارب من أجل  الحرية. لأننا ندافع عن حرية الضمير والإرهاب يحاربنا لإلجامه ولأننا نحارب من أجل حرية الفرد وهم يحاربون من أجل إلجامه. ونحن نحارب من أجل أن يختار كل مواطن اختياره السياسي وهم يحاربون لفرض نظام الخلافة الذي يدعون أنه النظام الذي أنزله الشرع والإسلام منه براء…ونحن نحارب من أجل حرية المرأة بينما يبيعونها هم في أسواق قد النخاسة التي استقدموها من غياهب الظلمات التاريخية … ونحن جمهوريون لأننا نحارب من أجل كل هذه المثل والقيم وسنظل جمهوريون لأن الجمهورية هي الصيغة المثلى في تاريخنا وتاريخ البشرية للتعبير عن الحرية.

والمعركة من أجل الحرية ، معركة الجمهوريين ، تتواصل على أكثر من واجهة ضد أعداء آخرين ليس لهم من الشجاعة ما يكفي للإفصاح عن حقيقتهم. وهؤلاء الأعداء أشد خطورة حتى من الارهابيين لأنهم معنا هنا والآن …هم في مدارسنا وفي مساجدنا . هم في إداراتنا وفي إعلامنا وهم يمشون معنا في الشوارع ويتسوقون معنا في الأسواق. هم  لا يحملون الكلاشنيكوف ولكنهم يسممون الكلام والأفعال . هم الذين يهيجون أقذر الغرائز فينا وهم الذين يفشون فينا الرشوة والفساد والبغضاء. إنهم أعداء الحرية ، أعداء حريتنا وقد توغل فينا خطابهم المسموم حتى أنه يزعزع أكثر قيمنا ترسخا فينا . ولكنهم لن يمروا.

إن هذا الشعب الذي قاوم المستعمر حتى أجلاه والذي قاوم الديكتاتورية حتى نفى رأسها وعائلاتها سيواصل المقاومة من أجل الجمهورية. هذا الشعب الذي دافع أمس فقط بروح الشهيد محمد البراهمي في ذكرى الجمهورية لن يتمكن أعدائه من غدره …

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.