تونس: التأمين الذاتى للفضاءات التجارية زمن الارهاب أغلب الحراس تنقصهم المهنية

terrorisme-raoued-tunisier

بعد عمليتى الاغتيال اللتين أودتا بحياة الناشط السياسى شكرى بلعيد وعضو المجلس الوطنى التاسيسى وموسس التيار الشعبى محمد البراهمى سنة 2013 شددت السلطات اجراءاتها الامنية وكثفت العمليات الاستباقية والتدابير الوقائية.

وأمام تواتر العمليات الارهابية أصدرت وزارة الداخلية تعليمات بتأمين جميع المنشات الحساسة والفضاءات العامة تحسبا لاية تهديدات محتملة.

ولئن بات الخطر يهدد اليوم كل المواقع فى مختلف مناطق البلاد فان الخبراء فى مجال الارهاب يتوقعون أن الاماكن التى من المحتمل ان تكون الاكثر استهدافا مستقبلا هى تلك التى يسهل اختراقها والتى تلقى اقبالا كبيرا من العموم على غرار فضاءات التسوق الكبرى والمغازات والمراكز التجارية التى يشتد فيها الازدحام خاصة فى نهاية الاسبوع وفى المناسبات والتى قد تصعب السيطرة على جميع منافذها.

وفى هذا الاطار تضاعفت جهود أصحاب هذه الفضاءات من أجل تعزيز المراقبة والحراسة باعتماد التأمين الذاتى لهذه المنشات من خلال تسخير موارد بشرية واليات تقنية متطورة أحيانا ودون الحدود الدنيا أحيانا أخرى.

ويسهرالقائمون على سلامة هذه الاماكن من مسوولين وأعوان على تأمينها وحماية مرتاديها باتخاذ جملة من التدابير الوقائية. اذ يتم تفتيش المتسوقين والكشف عن محتويات حقائبهم وأمتعتهم.

كما تتم مراقبة العربات قبل ولوجها الى مواقف السيارات التابعة للمراكز التجارية.

ومع ذلك يعتقد أغلب الملاحظين من مواطنين وخبراء وعدد من المسوولين عن الفضاءات والمغازات أن الاجراءات الامنية وتدابير المراقبة تشوبها العديد من الاخلالات والنقائص.

فهل يكمن الاشكال فى نقص الوعى لدى القائمين على هذه الفضاءات بخطورة التهديدات التى تواجهها البلاد أم فى غياب التجهيزات ووسائل العمل الضرورية لمجابهة المخاطر أم فى ضعف خبرة ومهنية أعوان الحراسة والمسوولين عن تكوينهم وتدريبهم ///أعوان الحراسة مجرد واجهة /// يقول ل.

ك عون حراسة بأحد الفضاءات التجارية بالمنزه التاسع ان الحراسة كانت متوفرة منذ أن فتح المركز أبوابه غير أنه وقع تشديد الاجراءات الامنية بعد أن ضرب الارهاب تونس اذ تم اعتماد مراقبة للسيارات قبل دخولها المأوى الخاص بالفضاء فضلا عن تفتيش الحرفاء داخل الفضاء التجارى باستخدام بوابات تفتيش الكترونية والتثبت من محتويات أمتعتهم باستعمال الماسحات بالاشعة السينية.

وأكد محدثنا أن هذه الاجراءات الامنية الجديدة لم يوازها أى تكوين أو تدريب تكميلى للاعوان الساهرين على حماية المواطنين وتأمين سلامتهم مشيرا الى أنه حتى فى حالات التأهب يتم انتداب أعوان موقتين يفتقدون الى المهنية والخبرة اللازمتين لمواجهة أى عمل ارهابى محتمل.
وعن اليات المراقبة والوسائل المعتمدة لتأمين عملية التفتيش يضيف ل.

ك قائلا رغم أن التعليمات تنص على تفتيش السيارات بالكامل من الداخل والخارج وتفتيش الركاب فاننا نقتصر على معاينة الحاوية الخلفية للسيارة معتمدين فقط على الروية المجردة ونراقب أسفل السيارة باستخدام مراة عاكسة فحسب وذلك لاستكشاف وجود أى أسلحة أو متفجرات 0 وأرجع ذلك الى نقص عدد أعوان الحراسة من ناحية وما يبديه أغلب الحرفاء من امتعاض تجاه اجراءات التفتيش الروتينية من ناحية أخرى.

وأشار عون الحراسة فى السياق ذاته الى مايتعرض اليه من مضايقات من قبل بعض المواطنين عند أدائه لمهامه تصل حد سوء المعاملة والاهانة أحيانا مستطردا بالقول فما بالك ان طلب منهم النزول لتفتيشهم ويرى ل.

ك أن الادوات المعتمدة فى المراقبة تعد دون المطلوب ولا يمكن بالاعتماد عليها التوقى من أى عمل ارهابى لافتا الى انعدام سبل الوقاية حتى بالنسبة الى الاعوان أنفسهم. ويشبه ل.

ك أعوان الحراسة فى المساحات التجارية ب الفزاعة خيال ماتة التى يعتمدها الفلاحون لابعادالطيور عن مزارعهم وحماية محصولهم من التلف مبينا أنهم مجرد واجهة الهدف منها هو الايهام بوجود حراسة مشددة . واذا كان أعوان الحراسة يعتمدون فى عدد من المساحات التجارية الكبرى على أدوات عمل الكترونية على غرار الماسحات السينية وأجهزة الكشف عن المعادن وبوابات التفتيش الالكترونية فان فضاءات تجارية أخرى تعتمد وسائل محدودة الفائدة والنجاعة بينما يكتفى البعض الاخر منها بالمراقبة بالعين المجردة سواء لسيارات الحرفاء أو لحقائبهم.
ويبرر ع.
ع مسوول أمنى بأحد الفضاءات التجارية بالمنار الثانى بتونس الاعتماد فى المراقبة على الروية المجردة بصغر مساحة الفضاء ووجود مدخل وحيد له معتبرا هذه الطريقة أكثر نجاعة من بعض الاجهزة الالكترونية المتطورة وكافية من أجل حماية المحل وضمان سلامة مرتاديه.

وبخصوص تكوين المكلفين بالحراسة وموهلاتهم أوضح مدير الفضاء التجارى أنه يتم انتدابهم من شركات خاصة للحراسة مقرا بضعف خبرتهم وعدم جاهزيتهم للتصدى لاى عمل ارهابى خاصة وأنهم غير مسلحين.

وبين المصدر ذاته أن توفير الحراسة اللازمة وتشديد اجراءات المراقبة يتم تماشيا مع ما تشهده البلاد من أحداث وذلك بالتنسيق مع الادارة العامة للمركز التجارى والسلطات الامنية التى عادة ما تراسلنا بهدف مضاعفة اليقظة والتوقى.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.