رئيسى من خارج الاطلسى الخبير فى الاستشراف الجيوسياسى:

اعتبر الاستاذ مهدى تاج الخبير فى مجال الاستشراف الجيوسياسى أن قرار تونس الانخراط فى التحالف الدولى لمحاربة تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية داعش ووالتنظيمات المتطرفة بصفة عامة ينسجم تمام الانسجام مع صفتها كشريك رئيسى من خارج الحلف الاطلسى ويستجيب لمتطلبات المرحلة والتهديدات التى تواجهها البلاد اليوم.

وكانت الخارجية الامريكية أعلنت فى 11 جويلية المنقضى عن قرار منح تونس صفة الشريك الرئيسى من خارج الاطلسى وذلك تجسيما لما أعلن عنه الرئيس باراك أوباما لدى استقباله رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى خلال شهر ماى وهو قرار يفتح الباب أمام المزيد من التعاون العسكرى بين الجانبين.
وأكد تاج فى حديث لوكالة تونس افريقيا للانباء أن هذا القرار الذى أعلن عنه رئيس الحكومة الحبيب الصيد لدى مشاركته الاسبوع الجارى فى الدورة ال70 للجمعية العامة للامم المتحدة هو قرار سياسى واستراتجى نتحمل مسووليته ويدخل فى سياق الاطار الجيو سياسى الذى تقع فيه تونس كما يستجيب للتهديدات التى تواجهها البلاد اليوم سيما وأنها تقع ضمن محيط متفجر ومعاد لتجربتها الديمقراطية الوليدة يمتد من ليبيا الى الساحل الافريقى.
وحول تبعات هذا القرار وما يمكن أن ينتج عنه من مخاطر كأن يرد التنظيم الارهابى داعش الفعل عبر تنفيذ هجمات فى تونس قال تاج ان تونس كانت ضحية الارهاب قبل هذا القرار وقد استهدفها هذا التنظيم الارهابى وغيره من التنظيمات المتطرفة فى مناسبات عدة ولذلك فانه عليها اليوم أن تقيم التحالفات الضرورية والناجعة للمرحلة والتى من شأنها أن تساعدها على مجابهة التهديدات التى تواجهها على حد تقديره.
على صعيد اخر وبشأن تطورات الاوضاع فى ليبيا والتى تشكل مصدرا للمخاطر وللتهديدات المحتملة بين الاستاذ مهدى تاج أن الموقف التونسى الرسمى يتمثل فى دعم الحوار بين مختلف الاطراف حكومتى طبرق وطرابلس كما كان لدى تونس موقف رافض للتدخل الاجنبى لكن المعطيات على الارض تشير الى أن بوادر الاستقرار فى البلد الجار ما زالت بعيدة حسب رأيه.
وبخصوص ما يشاع عن وجود فرق أمنية خاصة واستخباراتية غربية فى ليبيا تمهد وتهىء الارضية لتدخل قواتها فى البلاد قال تاج ان المخططات فى هذا الشأن هى بالفعل جاهزة لكن الى حد الان لا يوجد اجماع دولى حول ضرورة التدخل مع العلم بأن أى تدخل أجنبى لن يزيد الاوضاع فى ليبيا الا تأزما كما ستكون تبعاته وخيمة على تونس .

ومن أهم هذه التبعات الى جانب التداعيات الامنية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية خطر عودة المقاتلين التونسيين ضمن الجماعات الارهابية المسلحة ليس فقط من ليبيا أين تشير التقديرات الى وجود 1500 شخص بل وكذلك من سوريا أين يوجد حوالى 5000 مقاتل ستجبرهم الضربات الروسية التى تزداد كثافة من يوم لاخر على التفكير فى العودة ما يجعلهم يشكلون خطرا كبيرا على البلاد.
وأكد مهدى تاج على ضرورة أن تستعد السلطات التونسية جيدا لاستقبال هولاء المقاتلين العائدين قائلا فى هذا الصدد من تلوثت يداه بالدماء يدخل السجن والبقية تتكفل بهم الدولة مباشرة وتضعهم فى مراكز اعادة تأهيل لمكافحة التطرف والفكر الراديكالى المتطرف لافتا الى أنه هنالك تجارب فى هذا المجال يمكن الاستئناس بها على غرار التجربة الدانمركية.
وحول مدى استعداد تونس لمثل هذه الوضعية أعرب تاج عن الاسف لعدم جاهزية الموسسات والهياكل الحكومية لمواجهة أى طارى فى هذا الشأن.
فقد عاد الى البلاد فى الفترة الاخيرة قرابة 560 مقاتل البعض منهم تحت المراقبة والبقية لا يخضعون لاى مراقبة وفق قوله.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.