نجاعة خطة وزارة الفلاحة فى مقاومة سوسة النخيل الحمراء تحت المجهر

agriculture

لا تتطلب مقاومة سوسة النخيل الحمراء امكانات مادية بقدر ما تستدعى نجاعة فى التصرف ويقظة دائمة من اجل التوقى منها لا سيما وان الافة اتت حاليا على نحو ثلث اصول نخيل الزينة فى تونس الكبرى 35 الف نخلة ذلك ما خلص اليه لقاء علمى تحسيسى التام الثلاثاء بسيدى بوسعيد الضاحية الشمالية للعاصمة لدرس هذه الافة.
واعتبر المشاركون مهندسون فلاحيون ومصممو فضاءات وباحثون واساتذة جامعيون ان هذا اللقاء رغم انه جاء متاخرا فانه يوشر ايضا على وجود مجال للتدخل لبحث سبل التصدى لافة تعد الاكثر فتكا بالنخيل.
وقد ظهرت اولى بوادر سوسة النخيل فى ديسمبر 2011 بقرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة وتوسعت رقعتها لتشمل الى جانب ولايات تونس الكبرى مواطن فى ولاية بنزرت الى جانب ظهور بور جديدة موخرا بكل من قربص والحمامات من ولاية نابل.
واتفق المتدخلون فى اللقاء الذى نظمته الجمعية التونسية للمهندسين ومصممى الفضاءات على ان الطريقة التى تتوخاها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحرى تفتقر الى النجاعة فى القضاء على هذه الافة.
وعابوا على الوزارة تفردها بالراى فى تشخيص وتحديد الطرق الملائمة لمقاومة الافة التى تعد شانا وطنيا يتطلب تشريك المجتمع المدنى والباحثين للتشاور بشان الطرق المثلى لمكافحتها 0 وتبلغ الميزانية المرصودة لمقاومة سوسة النخيل الحمراء فى 2016 نحو 4 ملايين دينار.
وتعتزم الوزارة فى هذا الصدد اقتناء 3 الات لرحى اصول النخيل المصابة وتركيز 10 الاف مصيدة لسوسة النخيل الحمراء.
وانتقد الحاضرون فى هذا السياق هذه الحلول مشيرين الى ان تجربة رحى اصول النخيل التى اعتمدت فى السعودية لا يمكن ان تطبق فى تونس ذلك ان الحشرة التى ظهرت فى السعودية تهاجم جذوع النخيل فى حين ان الحشرة التى تم تشخيصها فى البلاد تهاجم اعلى النخلة اما بخصوص المصائد فقد لفتوا الى عدم توفر فرق العمل اللازمة لمتابعتها 0 وقال متدخل ان من اهم الاخلالات التى تبرز فى خطة الوزارة تتمثل فى استعمال مبيدات منظرة لم تقع تجربتها من قبل على سوسة النخيل الحمراء واستعملت اساسا على حافرة الطماطم مع توجيه الميزانية التى تم رصدها فى هذا الشان بشكل خاطى وغير مدروس.
ورأى المتدخلون انه كان من الاحرى توجيه الاعتمادات من اجل توفير فرق عمل ميدانية كافية ودعمها بالتكوين اللازم فى كيفية شذب اعالى النخيل وبالتالى منع اى امكانية لمعاودة تفقيس السوسة التى تهاجم اساسا سعف النخيل اين تخفى بيضها وتركيز عدد معين من المصائد الفورمونية يمكن مراقبتها بشكل دورى مع اقتناء مبيدات مناسبة اثبتت نجاحها فى مقاومة هذه السوسة.
يذكر ان الخطة التى اعتمدتها وزارة الفلاحة فى سنة 2012 بالتعاون مع المنظمة الاممية للاغذية والزراعة استندت الى شذب اعالى النخيل المصاب ورش النخيل بالمبيدات كل شهر والحقن الدورى للاصول المصابة لثلاث سنوات على اقصى تقدير فى اطار المعالجة المضادة للطفيليات وتركيز المصائد الفورمونية فى محيطها.
وابرز المتدخلون تغير اساليب التعامل مع هذه الافة اذ مع رحيل فريق العمل بوزارة الفلاحة فى النصف الثانى من 2014 وحلول فريق جديد وقع تبنى مقاربة ترتكز على اقتلاع الاصول المصابة ورحيها.
واشاروا الى انه تم تبعا لذلك التخلى تدريجيا عن رش النخيل بالمبيدات وتركيز المصائد الفورمونية ومراقبتها 407 مصيدة فى ماى 2014 مقابل 328 مصيدة فى مارس 2015 مما ساهم حسب قولهم فى تكاثر ما يفوق 6 اجيال ونصف من هذه السوسة الدورة الحياتية تتراوح بين شهرين وثلاثة اشهر . ويمكن عبر مراقبة المشهد الحضرى لتونس العاصمة معاينة الاضرار التى خلفتها سوسة النخيل الحمراء اذ فتكت بجزء هام من اصول النخيل التى تشكل موروثا يعود فى عدة مواقع الى اكثر من 100 سنة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.