تونس : إعلاميون وسياسيون وناشطون بالمجتمع المدني يودعون الفقيدة نجيبة الحمروني

13301409_1702797966660891_1363788878500518498_o

“ما كنت أحسب نفسي يوما أبحث عن كلمات تليق بوداعك… نودعك أختا ورفيقة درب وزميلة.. ونعزي كل الذين عرفوك شامخة وقوية، تتنفسين هواء المهنة وتتعطرين بعطرها.. نراك اليوم تتنفسين نسائم الحرية التي ناضلت من أجلها كتونسية أصيلة”، بهذه الكلمات ودع رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري، الراحلة نجيبة الحمروني النقيبة السابقة للصحفيين، التي وافاها الأجل المحتوم امس الأحد.

وخلال موكب لتأبين الصحفية والنقيبة الراحلة، انتظم اليوم الاثنين، بمقر نقابة الصحفيين بالعاصمة، حضره جمع غفير من الإعلاميين والسياسيين ونشطاء من المجتمع المدني، استعرض البغوري مناقب الفقيدة التي قال “إنه لم يتوقع يوما ان يودعها في ذات المكان الذي رسموا فيه احلامهم من اجل واقع أفضل للصحافة والإعلام في تونس”.

كما ذكر بمسيرتها النضالية الحافلة في مهنة المتاعب، ومثابرتها في الدفاع عن المهنة وعن الصحفيين، مؤكدا ان النقابة ستواصل السير على نفس الدرب، وستستمر في خوض غمار المعركة التي قادتها في السابق إمراة “كانت مليئة بالحياة .. عاشت وماتت من أجل مهنتها”.

من جانبها، قالت سكينة بوراوي، المديرة التنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر”، في كلمتها التأبينية “لقد كانت نجيبة الحمروني إمراة كألف.. لم يثبط المرض عزيمتها الفذة الى آخر رمق .. لقد خلف رحيلها لوعة كبيرة في القلوب .. وستظل ذكراها عالقة في ذاكرتنا ما حيينا”.

وقد حضر موكب تأبين الفقيدة نجيبة الحمروني بالخصوص كل من وزير العدل عمر منصور، ووزيرة الثقافة سنية مبارك، ووزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان كمال الجندوبي، والمستشارة لدى رئيس الجمهورية المكلفة بالمجتمع المدني سعيدة قراش، والمستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالإعلام ظافر ناجي، إضافة إلى ممثلين عن الاحزاب السياسية والمجتمع مدني وثلة من الفنانين.

وأشادت وزيرة الثقافة، في تصريح لـ (وات)، بما تحلت به الراحلة من ثبات على المبدأ في دفاعها الشرس عن المهنة وعن الصحفيين، في حين اعتبر السياسي الأزهر العكرمي ان الفقيدة “كانت أحد رموز قطاع الصحافة ورمزا للمرأة التونسية الاصيلة وللشباب المتقد حماسا”، مذكرا بمواقفها الشجاعة في الدفاع عن المهنة زمن الإستبداد. أما ظافر ناجي، فقد صرح بأن الحمروني “كانت المرأة المناسبة في الوقت المناسب”، حيث كانت البلاد في حاجة الى نقلة نوعية في قطاع الإعلام، واصفا الفقيدة ب “أحد رموز النضال”.

من جهتها، استعرضت سعيدة قراش، ذكرياتها مع الراحلة نجيبة الحمروني خاصة خلال فترة عملهما بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، مؤكدة ان الفقيدة كانت “لبؤة” في دفاعها الشرس عن قطاع الصحافة، وهو ما جعلها تحظى بالتكريم من قبل رئيس الجمهورية في 13 اوت الماضي بمناسبة عيد المرأة ، إعترافا بما قدمته للقطاع والعاملين فيه

وقال حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، “لقد فقدت الأسرة الإعلامية إمراة عظيمة لا يمكن ان يعوضها القطاع بسهولة”، أما القيادي في الجبهة الشعبية زياد الاخضر، فقد أشاد باصرار وثبات الفقيدة خلال المعركة التي خاضتها في الدفاعها عن حرية الإعلام والصحافة، مؤكدا انها اضطلعت با لمسؤولية على أكمل وجه من اجل الحفاظ على مكسب حرية التعبير.

يشار الى ان موكب التأبين جرى بحضور عدد من أفراد عائلة الفقيدة وفي مقدمتهم والدتها، بالاضافة الى جلب التابوت الذي يحتضن جثمان فقيدة الساحة الاعلامية الى مقر نقابة الصحفيين، حتى تتاح الفرصة للجموع الغفيرة من الصحفيين والاعلاميين بالخصوص لتوديع نقيبتهم السابقة في المكان الذي طالما جمعهم بها.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.