أحمد الهنداوي :”إدماج الشباب التونسي في تحقيق أهداف التنمية، يكون بإشراكه في مواقع القرار

 
أكد المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة للشباب، أحمد الهنداوي، أن “الشباب التونسي مطالب بمواصلة ما حققه من منجز كبير في كل المنطقة العربية، حين أذهل العالم بثورته”، داعيا إياه إلى “عدم الانتكاس إلى اليأس والإحباط لأنه الحل الأسهل، وأن يتجه للحل الأصعب والأهم، وهو  خلق الفرص، وإن لم تكن موجودة”.

وأوضح الهنداوي في حديث خص به، الخميس، وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن “الشباب يمثل الثروة الحقيقية للشعب التونسي، ولا سبيل لتحقيق التنمية إلا بالعمل مع
الشباب”، لافتا في هذا السياق إلى أن منظمة الأمم المتحدة توقفت عن استعمال عبارة “دعم الشباب”، وعوضتها بمقولة “الاستثمار في الشباب”.

ولاحظ أن الاستثمار في الشباب يمثل ضرورة ومدخلا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (17 نقطة)، التي أقرتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي، وتعهدت بترجمتها إلى سياسات وطنية، مبينا أن هذه الأهداف تمثل خطة شاملة لتحقيق التنمية عالميا، باعتبارها تحمل في طياتها الأبعاد التنموية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى كونها تشكل “بوصلة عمل” للمجتمع الدولي في المجال، سيما وأنها تشمل قضايا حيوية، على غرار التشغيل، والقضاء على الفقر، والتعليم، والصحة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن “إدماج الشباب التونسي في تحقيق أهداف التنمية، يكون بإشراكه في مواقع القرار، واستشارته في مختلف السياسات، على غرار التعليم  والصحة وغيرها”، داعيا الأطر الرسمية إلى أن تتواصل مع الشباب وتستمع إلى الصعوبات التي تعترضه. وشدد في هذا السياق، على ضرورة الترفيع في المخصصات المرصودة لفائدة وزارة الشباب حتى تتمكن من مواجهة التحديات الشبابية.

وقال أحمد الهنداوي “إن الشباب التونسي يشعر حقيقة بضعف الفرص المتاحة له، وهو ما يجب مكافحته بتحقيق فرص حقيقية له”، مضيفا “صحيح أن تونس لا تحظى بثروات طبيعية كبيرة، ولكن ثروتها الحقيقية في شبابها الذي يتمتع بخصال عديدة، أهمها كونه شباب متعلم وواع..”.

وتابع مؤكدا أن التونسيين أثبتوا رشدهم وقدرتهم على إنجاح الانتقال الديمقراطي، وهوما يستوجب اعتبار الشباب جزءا من الحل وليس جزءا من المشكل.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الشباب يعيش مشاكل دفعته إلى التفكير في الهجرة وحتى الالتحاق بالمجموعات الإرهابية، مبينا أن الأمم المتحدة تعمل في هذا المجال على مكافحة هذه الظاهرة المخيفة لتحصين الشباب من آفة التطرف، وتطالب بتدخلات سريعة من المسؤولين في القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، للتوجه نحو توحيد السياسات في هذا المجال، خاصة عبر إصلاح برامج التعليم .

وعلى الصعيد العربي، أعرب الهنداوي عن الأمل في أن يحظى الشباب بحياة أفضل وهو الذي يعيش حالات التهجير والبطالة والخوف على حياته من الصراعات، مشيرا  إلى أن الأرقام مفزعة في هذا المجال، إذ يعرف الشباب العربي أكبر نسبة من البطالة، كما أن نسبة اللاجئين العرب في العالم تمثل 47 بالمائة، إضافة إلى صعوبة التنقل بين بلدان المنطقة العربية.

وكان أحمد الهنداوي اجتمع الخميس بالعاصمة، بأعضاء المجلس الاستشاري الشبابي للأمم المتحدة لشباب تونس. وتركز الاجتماع حول كيفية إدماج الشباب التونسي في  مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.