إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان

drap

تم صباح اليوم، الجمعة بمتحف باردو إطلاق “إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان” الذي أصدرته رئاسة الجمهورية، وتولى مستشار رئيس الجمهورية، المكلف بالثقافة، حسان العرفاوي، تلاوته .

وجاء في هذا الإعلان أن المجتمعات المعاصرة ترزح تحت تهديدات خطيرة جراء أخطار إرهابية تهدد كافة الشعوب وكل الثقافات والأديان دون تفريق أو ميز. هذه التهديدات الشاملة التي تهدف بالأساس الى التقسيم وفرض الفرقة، تتطلب جهودا متحدة ومتضامنة لمواجهتها، وهي الفكرة الأساسية التي انبنى عليها “إعلان تونس ضد الإرهاب ومن أجل التسامح والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان”.

وتضمن الإعلان دعوة “باسم تونس أرض التسامح منذ أقدم الأزمان، حيث تلاقت وتلاقحت أديان وثقافات عديدة”، للتعاون والتساند تجاه ضحايا الإرهاب الذين سقطوا على أرض تونس أو في بلدان أخرى.
وشددت الوثيقة على أن تونس تناهض الإرهاب بمختلف أنواعه ومظاهره وتعتبر كل عمل إرهابي، جريمة ضد الإنسانية لا يمكن تبريره “مهما كانت الدوافع أو الفاعل أو مكان الجريمة” ويجب في كل الأحوال شجبه ومعاقبته ومقاومته.

وأوضح الإعلان الذي تمت صياغته ببادرة من رئيس الجمهورية أن الإرهاب يتغذى من إحباطات الشباب والحط من قيمتهم، وتهميشهم اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا إضافة الى غياب الحوكمة الرشيدة وتفشي الفساد وعدم احترام حقوق الإنسان والخلط بين الدين والسياسة، والتصلب الدوغمائي الباعث على التطرف علاوة عن فقر في التربية على قبول التنوع واحترام الغيرية.
فالجماعات الإرهابية تشوه المعتقدات الدينية لإذكاء الكراهية والحث على العنف بين الشعوب وأسلحة التدمير التي يمتلكونها تهدد القيم الكونية التي تقوم عليها الإنسانية بما في ذلك حقوق الإنسان والحريات الأساسية والديمقراطية وتهدد في نفس الوقت والسلم والنمو وسلامة الدول والشعوب وتقف سدا منيعا أمام تطورها وتقضي على مبدإ العيش المشترك، بحسب ما جاء في نص الإعلان.

وشدد الإعلان على دور السياسة الثقافية والتربوية في مكافحة الإرهاب ودعاته ومناصريه، داعيا إلى نشر ثقافة التسامح وترسيخ قيم السلم والحرية والتعدد والحوار والانفتاح على الآخر ورصد كل أشكال التمييز وتوعية مكونات المجتمع قصد وضع برامج وأعمال تهدف لمناهضة هذه الظاهرة.
وبين إعلان تونس أن القضاء جديا على الإرهاب لا يكون إلا بمهاجمته في معاقله كيفما كانت وحيثما وجدت، استنادا إلى تطوير سياسات تنمية عادلة واندماجية تقضي على الإحساس بالتهميش الذي يقوي الشعور بالظلم والاضطهاد الإجتماعي مما يدفع طبيعيا الى التطرف وفق نص البيان.
فنصف سكان العالم هم في أغلبهم شباب دون 30 سنة يعانون من البطالة وقلة ما توفره لهم السياسات العامة لعجزها عن إدماجهم اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا مما ينمي فيهم التطرف ويرمي بهم لقمة سائغة للدعايات الحاقدة الصادرة عن أبواق الإرهاب العالمي، وفق إعلان تونس.

وأبرز الإعلان أيضا أن أولويات الجهد العام هي إدماج الشباب في كل مستويات الحياة الاجتماعية وتوفير مستقبل يليق بطموحاتهم ويطلق طاقاتهم الإبداعية مما يحصنهم ضد الإرهاب، داعيا الى تشبيب الحياة السياسة وتشريك المرأة فيها لضمان تفتح المجتمع ومسالمته وتشريك كل الطاقات. ولفت الى توظيف الطوائف الإرهابية العالمية للأنترنات وخاصة شبكات التواصل الإجتماعي، الأمر الذي يقتضي تكوين جبهة تقاومها على ميدانها وبنفس وسائلها لمقاومة مساعيها لاستقطاب وتجنيد الشباب. ودعا بيان تونس صناع الرأي من مجتمع مدني ووسائل إعلام ورجال دين وضحايا الإرهاب إلى المساهمة في المعركة ضد الإرهاب بصورة عملية.
كما أكد البيان على واجب القضاء، الذي يضطلع بدور هام في كل مجمتمع ديمقراطي يحترم القانون والدستور والتشريعات الدولية، في متابعة كل المتسببين في عمليات الإرهاب سواء بالتمويل أو التخطيط أو الإعداد أو التنظيم مذكرا بأن الإرهاب ظاهرة خارقة للقارات ومتجاوزة للحدود لذلك لا بد من توحيد الجهود بين جميع الدول وفي سائر الميادين لتوفير متطلبات مقاومتها من أجل تحقيق السلم العالمي الذي ينشده الجميع.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.