شيرين على ركح مهرجان قرطاج الدولي: سهرة ناجحة فنيا وجماهيريا ومتواضعة تنظيميا

غنت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب أكثر من مرّة في السابق على ركح المسرح الروماني بقرطاج إلا أن صعودها مساء الجمعة في إطار الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي لم يكن أمرا عاديا، فقد تدفقت الجماهير على المسرح الروماني من كل حدب وصوب، واصطف أحباء الفنانة من مختلف الأعمار منذ وقت مبكر بعد ظهر أمس متدافعين من أجل الفوز بمقاعد تسمح بمتابعة عرضها المنتظر بشوق ولهفة.
شيرين الملقبة بـ”ملكة المشاعر” أمتعت جمهورها وكانت وفية لانتظاراتهم فغنت ورقصت بدلال، وكان تحركها مدروسا على الركح حيث بدت أكثر رصانة مما كانت عليه في السنوات الفارطة. ولاحظ متتبعو حفلاتها السابقة أنها كسبت من التجربة والمهنية ما جعلها أكثر “نضجا” وخبرة في التعامل مع الجمهور.
ورغم صعودها المتأخر نسبيا ، فقد سعت إلى إرضاء المعجبين بها على امتداد ساعتين عادت بهم إلى أجمل الأغاني التي صنعت مجدها منذ 14 سنة على غرار أغاني ألبوم “جرح ثاني” مثل “بتوحشني” و”أنا في الغرام” و”آه ياليل” إلى جانب أغاني ألبوم “بطمّنك” الصادر منذ 2008 وألبوم “حبّيت” (2009) منها “مابلاش” “و”فاكرني ايه” و ألبومي “أنا كثير” (2014) و”طريقي” (2015) .
صاحبة “لازم أعيش” استجابت لطلبات الجماهير الذين غصت بهم مدارج الركح الروماني بقرطاج وصدحت حناجرهم بأشهر وأحدث أغانيها التي لاقت نجاحا كبيرا في مصر وفي جل بلدان العالم العربي على غرار “آه يا دنيا” و”أمنتك عليّ” و”على بالي”. كما غنت مقتطفات من “أنت عمري” لكوكب الشرق أم كلثوم و”ياخلي القلب” للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ.
جل مضامين الأغاني التي قدمتها شيرين البارحة، تعكس تجارب عاشتها هذه الفنانة المرهفة الإحساس التي كانت أعلنت اعتزالها الفن العام الماضي قبل أن تتراجع عن ذلك لاحقا، وقد شكرت في سهرة البارحة كل من وقف إلى جانبها الذين قالت “لولاهم لاعتزلت الغناء”.
خلال سهرة الجمعة التي حضرها عدد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية وأعضاء مجلس نواب الشعب وعدد من ممثلي البعثات الديبلوماسية بتونس من بينهم سفير مصر، قدمت الفنانة أغنية “ماشربتش من نيلها” تحية لوطنها الأم، كما وجهت شيرين التي كانت ترتدي فستانا أحمر اللون ووشحت كتفيها بالعلم التونسي، تحية إكبار للفنانين التونسيين وعلى رأسهم الفنان صابر الرباعي معبرة عن تقديرها الشديد له كما وجهت تحية لروح الفنانة التونسية ذكرى.
“ملكة المشاعر” تغنت بالحب والصدق وشكت الخيانة وألم الفراق والخيبات، فأسعدت أعدادا كبيرة من جمهورها، لكنها لم تقدر على محو خيبات عدد آخر ممن تكبدوا عناء المجيء إلى قرطاج الضاحية الشمالية للعاصمة وقطعوا مئات الكيلومترات وحجزوا تذاكر دون أن يتمكنوا من الجلوس على المقاعد المخصصة لهم، سواء في المدارج أو على الكراسي.
ممثلو وسائل الإعلام من جانبهم أعربوا أيضا عن امتعاضهم من ظروف العمل السيئة حيث اكتسحت الجماهير الأماكن المخصصة لهم في المدارج وعجزوا عن متابعة العرض. ودعا عدد منهم إلى أن يقع توفير شاشة عملاقة بالمركز الإعلامي توفر بثا حينيا للحفلات المقبلة خلال بقية سهرات المهرجان، حتى يتسنى لهم تغطية السهرات في ظروف مناسبة، بعيدا عن التدافع والخصومات بين الجماهير الغاضبة وعدد من المكلفين بالتنظيم مما يفسد على الجميع متعة السهر.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.