مبروك كورشيد:ضرورة تحويل المعابر الحدودية من حدود مانعة وعازلة إلى أفق تنموي للمناطق الحدودية المحرومة


اعتبر كاتب الدولة لاملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كورشيد اليوم السبت في بن قردان، أن المعابر الحدودية يجب أن تتحول من مجرد حدود عازلة ومانعة إلى أفق تنموي لسكان المناطق الحدودية التي عاشت الحرمان، مضيفا أن هذه المناطق لا بد أن تستفيد من المعابر كبوابة للتنمية وان تكون نموذجية.
وذكر كورشيد، لدى إشرافه على افتتاح أشغال الجامعة الصيفية الأولى حول الحدود بين تحديات العولمة والسياسات الحمائية، أن احداث ديوان المعابر الحدودية البرية يأتي في سياق وعي بلادنا بتنمية هذه المعابر واستغلالها كبوابة للتنمية وليس معبر لختم الجوازات
واشار إلى أهمية القرار الرئاسي بتفعيل المعبر البحري بجرجيس وقطع الحكومة لأشواط هامة في إنجاز مشاريع كبرى أقرتها لهذه المنطقة الحدودية ببن قردان، على غرار المنطقة اللوجستية والمنطقة الصناعية ومحطة تطهير ومسلخ بلدي ومركز للفحص الفني وإقرار بلدية بن قردان بلدية سياحية.
وقد مثلت الجامعة الصيفية الأولى، التي بادر بتنظيمها منتدى كفاءات بن قردان في أول نشاط له منذ أحداثه في أكتوبر 2016 على امتداد يومين، مناسبة تناول فيها ثلة من الخبراء والمختصين مسألة الحدود بين تحديات العولمة والسياسات الحمائية، وذلك من خلال التطرق إلى عدد من المسائل المتعلقة بمفهوم الحدود في إطار مقاربة تاريخية ومفارقة فتح وإغلاق الحدود، إلى جانب تثمين الميزة التفاضلية للموقع الحدودي والشروط الموضوعية والانعكاسات الاجتماعية والثقافية للموقع الحدودي.
من جانبه، أفاد رئيس هيئة منتدى “كفاءات بن قردان” شيباني يحيى، بأن اختيار موضوع الحدود والتفكير المعمق فيه جاء بالنظر إلى ارتباط بن قردان اقتصاديا واجتماعيا بالنشاط الحدودي ومن أجل فهم إشكالية التنمية في المناطق الحدودية التونسية بشكل عام بما يساعد على وضع استراتيجية مناسبة لتحقيق تنمية حقيقية.
من ناحيته، اعتبر الخبير علي عبعاب، أنه لا بد من سياسة وطنية واضحة لتثمين المعابر والمناطق الحدودية ولا بد من توفر أرضية متطورة بها وتجهيزات جماعية كبرى ومنشآت اقتصادية، إلى جانب ضرورة إبرام اتفاقيات بين بلدان الجوار وتوفر مناخ سياسي مناسب بينها وسياسات مشتركة ومفعلة مشددا على أهمية بناء اقتصاد قوي لا ينبني على التجارة الموازية والأنشطة غير القانونية حتى تصبح هذه المناطق مناطق حياة وتنمية.
ومن جهته، لاحظ مدير مكتب الشبكة الاورومتوسطية لحقوق الإنسان، رامي الصالحي، أنه من غير المعقول طرح مسألة الحدود دون الحديث عن تنقل الأشخاص، مؤكدا أن هذه المسألة حيوية في التفاوض مع الشريك الرئيسي الاتحاد الأوروبي واعتبر أن إدارة الحدود ليست حدود برية أو بحرية بل حدود سياسية أيضا، حسب قوله.
يشار الى أن الجامعة الصيفية الأولى لمنتدى كفاءات بن قردان تهدف إلى تأسيس فضاء لتبادل الآراء والخبرات والتجارب ودعم مناهج التفكير المعمق والجماعي حول مواضيع حيوية واستراتيجية إضافة إلى ترسيخ تقاليد الحوار البناء حول التنمية المحلية ودعم شبكات التواصل بين كفاءات الجهة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.