تونس – مسيرة ضخمة تحتج على حكومة السبسي وتطالب بتحقيق أهداف الثورة

انطلقت المسيرة التي نظمها إتحاد الشغل ومنظمات مجتمعية أخرى معه منتصف نهار اليوم من ساحة محمد علي رافعة شعارا كبيرا يتعلق بضرورة تحقيق أهداف الثورة ومنددة بحكومة قايد السبسي محملة إياها مسؤولية المطبات المتكررة التي تقع فيها البلاد في هذه …



تونس – مسيرة ضخمة تحتج على حكومة السبسي وتطالب بتحقيق أهداف الثورة

 

انطلقت المسيرة التي نظمها إتحاد الشغل ومنظمات مجتمعية أخرى معه منتصف نهار اليوم من ساحة محمد علي رافعة شعارا كبيرا يتعلق بضرورة تحقيق أهداف الثورة ومنددة بحكومة قايد  السبسي محملة إياها مسؤولية المطبات المتكررة التي تقع فيها البلاد في هذه الفترة الانتقالية الصعبة؟

ولا يخفى أن القيادة المركزية لاتحاد الشغل قد دفعت دفعا من قبل غليان قواعدها لتنظيم هذه المسيرة ضد حكومة  قايد السبسي بينما كانت هذه القيادة تكتفي بالاتفاق الحاصل بين جراد وقايد السبسي لتهدئة الأوضاع وإيجاد ما يكفي من المسكنات لحين الوصول إلى انتخابات التأسيس بسلام. ولكن يبدو أن تواتر الأحداث المستجدة في الأيام الأخيرة أعاد رفع حرارة الشارع السياسي بشدة قوية.

ففي أثناء الإعداد الأخير لمسيرة الاتحاد وخاصة مسالة حسم الخلاف حول المرور بشارع بورقيبة أو محمد الخامس, في هذه الأثناء كانت مسيرة أخرى قد انطلقت من القصبة مقر الوزارة الأولى في اتجاه وزارة العدل بشارع باب بنات مطالبة باستقلال القضاء وبتنظيف الساحة القضائية من رموز ومن ممارسات الفساد المستمرة وقد نظمتها هيئات من المحامين والقضاة…

ذلك أن الغليان الجماهيري الذي لوحظ في الأسابيع الأخيرة قد غذته قرارات قضائية متعلقة برموز عهد بن علي أثارت حفيظة الشارع والنخب والأحزاب على حد سواء ومنها أخلاء سبيل بشير التكاري المتهم من فبل الحقوقيين  بأكبر المسؤولين عن تفشي الفساد في المنظومة القضائية وكذلك الحكم ببراءة السرياطي في قضية المطار رغم أن ملابسات القضايا الأخرى المرفوعة ضده لا تزال غير واضحة , كما استغرب الناس الحكم بإطلاق سراح الزواري أو تمكن السيدة العقربي من الفرار بتواطؤ واضح بين المسؤولين الأمنيين والقضاة المكلفين بمتابعة رموز الفساد…

كل هذه القضايا التي زادت في حفيظة الجمهور ضد باجي قايد السبسي وحكومته تأتي في شهر احتقان كبير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي مع رمضان ومشاكل التزويد التي اعترت أيامه الأولى وغلاء الأسعار غلاء فاحشا مع غياب شبه كامل للرقابة عليها…

وإذا أضفنا كل ما حف بعملية التسجيل للانتخابات من ملابسات نتيجة عزوف حوالي نصف الناخبين عن التسجيل تجعل من استهداف أجهزة الحكم المختلفة مسألة عادية في ظل مثل هذا الاحتقان الكبير..

فهل ستتمكن البلاد من المرور بسلامة بعد هذه الأزمة والمضي قدما نحو آفاق أرحب؟ هذا ما ستظهره مظاهرات اليوم وما سينجر عن لقاءات باجي قايد السبسي بالأحزاب الأربعاء والخميس القادمين قبل الكلمة التي سيتوجه بها للشعب مساء الخميس؟.

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.