تربية الحلزون.. قطاع واعد يحتاج إلى عناية أكثر

تعتبر تربية الحلزون إحدى القطاعات الواعدة في مجال تسويق وتصدير المنتوجات الفلاحية في تونس، وذلك بالنظر إلى تنامي الطلب العالمي الذي يحظى به

تعتبر تربية الحلزون إحدى القطاعات الواعدة في مجال تسويق وتصدير المنتوجات الفلاحية في تونس، وذلك بالنظر إلى تنامي الطلب العالمي والاهتمام التجاري الذي يحظى به هذا الصنف من القوقعيات البرية، وهو ما يحفز على جمع هذه الحيوان في مواقع طبيعية ومباشرة عملية تربيته.

ويواجه الاقبال المتزايد للمستهلكين على أكل لحم هذا الحيوان تناقصا طبيعيا في إعداده بسبب الضغط المكثف الناجم عن عمليات جمعه فضلا عن استعمال منتجات التنظيف الصحي ومواد أخرى خطرة.

وبات تطوير نشاط تربية الحلزون في تونس ضروريا، من جهة، للحفاظ على هذه الأصناف المحلية من خلال تقليص اللجوء إلى جمعها، ومن جهة أخرى، لتأمين إنتاج منتظم على مدى السنة.

كما يمكن لهذا النشاط أن يساهم في المجهود الوطني في مجال إحدث مواطن شغل للشباب من الفلاحين.

وبإمكان هذا النشاط أيضا أن يدفع بالصادرات، لا سيما، وأن البلدان الأكثر استهلاكا للحلزون، مثل فرنسا وإيطاليا، هي بلدان مجاورة وقريبة وتربطها بتونس عدة اتفاقيات تجارية.

وتوفر تونس أطرا تشريعية من شأنه أن تحفز على دفع هذا النشاط الواعد، فيما يبحث المنتجون التونسيون عن شركاء أوروبيين للنفاذ أكثر إلى السوق الأوروبية، من ذلك أن شركة تونسية مصدرة كليا للحلزون تحاول تسويق 10 أطنان من هذا الحيوان بداية من نوفمبر المقبل، لتتطور إلى 40 طنا خلال سنة 2009. 

وأصناف الحلزون كثيرة ومتنوعة، ويعرف عدد هام منها استهلاكا مكثفا وخاصة في أوروبا، في حين تبقى بعض الأصناف مقتصرة على الاستهلاك المحلي. وتظل عديد الأصناف الأخرى منه غير معروفة ولم تدخل في العادات الغذائية للانسان.

ويتواجد نحو 50 صنفا في الوسط الأوروبي المتوسطي. علما وأن التمييز بين بعض الأنواع منها صعب أن لم يكن مستحيلا ذلك أن دراسات تأثيرات التسمم بشأنها تبقى غير مكتملة.

ويتمّ في تونس تجميع أربعة أصناف معروفة أكثر من غيرها والتي تلقى رواجا هاما في أوروبا وخاصة في إيطاليا.

وتعتبر عملية جمع  الحلزون في تونس كما في عدة دول أخرى، أبرز طريقة معتمدة للتزود. إذ يوجد محترفون في الميدان وخاصة في الوسط الريفي، حيث تعرف أماكن تواجد هذا الكائن في الشتاء حيث يختبئ.

وتمتد مناطق الجمع في شمالي تونس، إذ تعد جهات جندوبة وباجة وماطر من المناطق الملائمة جدا لجمع الحلزون. وتختلف الكميات المجمعة حسب الفصول والسنوات، وذلك نتيجة دورة النمو الطبيعية لهذا الكائن والاطار التشريعي الذي يحاول الحفاظ عليه من الجمع العشوائي والجائر.

ويصل الإنتاج إلى ذروته في شهري جوان وجويلية في حين يكون تقريبا منعدما في شهري ديسمبر وجانفي المقبلين. ويمنع جمع الحلزون في أشهر مارس وأفريل وماي (فترة تزاوج ونمو الحيوان).

وتتوجه 95 بالمائة من الكميات المجمع إلى التصدير في شكل حلزونات حية أو في شكل لحم حلزون مجمد. كما يمكن تحويل هذا المنتج من خلال إضافات غذائية أخرى (زبدة، صلصة، مغلي..) وتعليبه وتصديره.

يذكر أن الحلزون الذي تتم تربيته ينمو بصفة أسرع من ذلك الموجود في الطبيعة حيث يصل الحلزون إلى فترة النضج بعد 8 أو 9 أشهر في الحالة الأولى في حين انه يستغرق ما بين 12 و18 شهرا في الحالة الثانية.

ألفة

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.