حي التضامن أم الفلوجة؟

يبدو أن الأمور أصبحت خارجة عن نطاق السيطرة بالأحياء الشعبية الأكثر فقرا بالعاصمة خاصة بحي التضامن، أكثر المناطق خطورة. حي التضامن الذي يفتح على أحياء شعبية لا تقل فقرا وخطرا منه مثل حي الانطلاقة وحي ابن خلدون والمنيهلة، أصبحت مناطق تشبه الفلوجة

حي التضامن أم الفلوجة؟

 
 

يبدو أن الأمور أصبحت خارجة عن نطاق السيطرة بالأحياء الشعبية الأكثر فقرا بتونس العاصمة خصوصا بحي التضامن، أكثر المناطق خطورة حتى بالنسبة لرجال الأمن.

 

حي التضامن –ذي الكثافة السكانية المرتفعة- والذي يفتح على أحياء شعبية لا تقل فقرا وخطرا منه مثل حي الانطلاقة وحي ابن خلدون والمنيهلة، أصبحت مناطق تشبه الفلوجة.

 

انتقلنا إلى حي التضامن وبدا لنا المشهد وكأننا في حرب أهلية ضارية وقودها النار والحجارة. مشاهد تعكس حالة الانفلات الأمني والفوضى العارمة وتنذر بوقوع كارثة.

 

ما أثار انتباهنا هو أنّه رغم ما تطلقه الشرطة من قنابل غاز وما أفرغته رشاشاتها من رصاص وتكاثف وجودها هنا وهناك، إلا أنّ الوضع بدا وكأنه تحت سيطرة المتظاهرين.

 

ولاحظنا حالة من الخوف والرعب لدى الشرطة التي أصبحت تستعمل حرب الكر والفر ولم تنجح في إحلال السلام بمنطقة حي التضامن، التي خرقت حظر التجول ليلا دون أي مبالاة.

 

في طريقنا عاينا وجود بقايا عديد القنابل المدمعة وآثار حرق لحافلة كانت تقل الشرطة وآثار حرق لبنك الإسكان. لكن هذا لا يكفي لوصف حجم الدمار الذي لحق بالحي جراء الاشتباكات.

 

في الطريق الرئيسي بحي التضامن وقرب محطة عجيل لبيع البنزين اشعل المتظاهرون العديد من قوارير الغاز كبيرة الحجم، وعلت ألسنة نيرانها، ما أثار الرعب خيفة من انفجار المكان.

 

مقابل ذلك، رابطت الشرطة في مكان معاكس لجهة المتظاهرين ولم تقدر على مواجهتهم أو مطاردتهم خوفا من انفجار الغاز، وأصبحت تطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين حاصروها من كل الاتجاهات.

 

لم نتوقف عند هذا الشارع وواصلنا سيرنا داخل قلب حي التضامن وتحديدا في قلب حي النصر 2 (المنيهلة). ولاحظنا اشتباكات عنيفة بين عناصر الشرطة والمتظاهرين في إحدى الأزقة.

 

ووسط دخان كثيف من قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة حتى داخل منازل المتساكنين، علا الصياح من قبل الأهالي وصغارهم، بسبب حالة الذعر.

 

وجرت معركة ساخنة بين المتظاهرين الذين أصبحوا بدورهم يصوبون قنابل الغاز باتجاه الشرطة، التي أطلقتها عليهم. واشعل المتظاهرون النيران وتراجعت الشرطة بسبب رشقها بالحجارة.

 

ورغم إعلان حالة الطوارئ بتونس الكبرى وفرض حظر تجول. إلا أن ما رأيناه كان يدل على انفلات أمني خطير جرّ جيوب الفقر بتونس العاصمة إلى الدخول في اشتباكات عنيفة مع الشرطة بالكرم والكبارية وبرج الوزير وغيرها…

 

إنّ كل ما يمكن أن يعيد السلام إلى تونس هو وقف إطلاق النار من قبل الشرطة، كمطلب عاجل لا يستحق التأجيل. يجب وقف إطلاق النار فورا !

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.