لماذا استقال يوسف الرزقي من لجنة بودربالة؟

نشر الأستاذ يوسف الرزقي المحامي وعضو اللجنة الوطنية استقصاء الحقائق حول التجاوزات والانتهاكات بيانا يفسر فيه أسباب استقالته من اللجنة يوم 22 …



لماذا استقال يوسف الرزقي من لجنة بودربالة؟

 

نشر الأستاذ يوسف الرزقي المحامي وعضو اللجنة الوطنية استقصاء الحقائق حول التجاوزات والانتهاكات  بيانا يفسر فيه أسباب استقالته من اللجنة يوم 22 فيفري   جاء فيه بالخصوص :

 

  " تصوري لطريقة إنجاز هذا العمل الوطني الهام يقوم على ضرورة توفر شروط موضوعية لإنجاحه تتعلق بالتحديد الدقيق لمهمة اللجنة و المعايير المعتمدة للعضوية فيها و ضبط منهج التقصي ووسائل العمل المتاحة ثم أخيرا مآل التقرير النهائي الذي تصدره تتويجا لأعمالها و للأسف فإني لم أقف على توفر الشروط المذكورة في اللجنة التي كنت عضوا فيها.

أما  في خصوص طريقة العمل  داخل   اللجنة  فقد طغت عليها  الارتجالية  لغياب منهج موحد لأسباب كثيرة  أهمها غياب النص المنظم لعمل اللجنة فهذه اللجنة  تباشر مهامها  منذ أسابيع من خلال تلقي الملفات و الاستماع إلى الضحايا دون نص يحدد كيفية انجاز العمل وسائله و مآل ثمرته وعندما يتم التطرق لضرورة حل هذه المسألة داخل الاجتماعات حتى لا يكون العمل خارج الإطار القانوني يكون الجواب بالتسويف.


 تحليت بالصبر و انتظرت أن تسوى الأمور المتعلقة بتركيبة اللجنة و صلاحياتها حتى لا تتداخل مع  صلاحيات القضاء  وتعتمد منهج عمل سليم و يصدر نص يمنحها الشرعية القانونية…  لـــكن دون جدوى.


 مسك الختام كان إعلام أعضاء اللجنة بالاجتماع المنعقد عشية يوم 14 فيفري 2011 بحصول اتصال مع  شركة معلوماتية أجنبية خاصة هي شركة  "ميكروسوفت قصد وضع البرمجيات و التجهيزات اللازمة  لتخزين الملفات و التصرف فيها عن بعد. و قد قيل  لأعضاء اللجنة بأن الشركة المذكورة متبرعة بتجهيزات و مجهودات فنية ذات جودة كما أنها تقترح إبقاء موزع الخدمة للشبكة الداخلية  للجنة خارج البلاد  التونسية لتفادي  الإتــــــلاف و القرصنة حينئذ  انتفضت  من بين الأعضاء الحاضرين مؤكدا أن  في هذا الأمر  مساسا بسرية  البحــــث و التقصي  و بسيادة الشعب  التونسي و الدولة التونسية . كما أن فيه خطرا بالغا على المحققـــــــــين و الضحايا و الشهود.  و هو ما يمكن أن يشكل مضرة كبيرة و مباشرة بجهود الكشف عن الحقيقة في نهاية الأمر. و قد رد علي بعض الأعضاء بأن التجهيزات باهضة ولا يوجد داع للتخوف لأن الشركة تتعهد بضمان السرية  ( هكذا ) و على كل حال فحتى  بعض أنظمة الدول مخترقة فما بالك باللجان كما صرح السيد رئيس اللجنة (هكذا !!!). طالبت حينئذ تسجيل اعتراضي بمحضر الجلسة كما طالبت عضو اللجنة و المتحمس جدا جدا لشراكة  اللجنة  مع شركة " ميكروسوفت" رغم عدم اختصاصه في الإعلامية بأن يدلي بتقرير كتابي يمضيه شخصيا  يتضمن  ما مفاده أن التجهيزات باهظة ولا تقدر الدولة التونسية على تمــــويلها و أن تدخل تلك الشركة الخاصة الأجنبية في أعمال اللجنة  لا
يضر بالسرية لكنه  سكت عن الكلام المباح مكـــتفيا بالهمهمة.

 توجهت بعد الاجتماع  إلى  خبير مختص في الإعلامية  يعمل  لدى  شركة إتصالات تونس هو السيد  رياض بوحوش  لعرض المسألة عليه فأكد لي أن  التجهيزات ليست غالية الثمن  كما يزعم عضو اللجنة المذكور  و أن وضع  البرمجيات أمر يسير من الناحية الفنية وهو  في متناول آلاف الخبراء التونسيين. كما أن في تمكين شركة "ميكروسوفت" من إنجاز العمل  على طريقتها المذكورة  مخاطر جمة في وصول المعلومة  للغير  سواء كانوا من أزلام النظام البائد أو حتى جهات إستخباراتية  أجنبية .

 

إن فهمي للعمل الحقوقي بما فيها عضوية  هذه اللجنة أو غيرها  يجب أن يتقيد بمصلحة الوطن  لأن الأمر أمانة و ليس غنيمة و لا نزهة. وبمجرد إحساسي بعدم القدرة على تحمل تلك الأمانة قدمت استقالتي

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.