عودة الانفلات الأمني في تونس سببه الراجحي أم الأحزاب؟

أصبح وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي العدو الأول للدولة بعد تصريحاته المثيرة للجدل. فقد اعتبر مسؤولون حكوميون وعلى رأسهم الباجي قايد السبسي أن هذه تصريحات “كاذبة” وأدخلت البلبلة في البلاد

عودة الانفلات الأمني في تونس سببه الراجحي أم الأحزاب؟

 
 

أصبح وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي العدو الأول للدولة بعد تصريحاته المثيرة للجدل. فقد اعتبر مسؤولون حكوميون وعلى رأسهم الباجي قايد السبسي أن هذه تصريحات "كاذبة" وأدخلت البلبلة في البلاد.

 

وغير بعيد عن هذا الموقف، اعتبر عديد المراقبين أنّ تصريحات الراجحي كانت بمثابة صب الزيت على النار، معيبين عليه مثل هذه الأقوال، التي دفعت المتظاهرين للتصادم مع أجهزة الأمن من جديد.

 

وبالفعل كان اتهام الراجحي للجيش بأنه يخطط لانقلاب عسكري في حال صعود النهضة في الانتخابات المقبلة في غير محله، لأن النظام الانتخابي الذي صاغته الهيئة العليا للإصلاح السياسي يضمن تنوع الأطياف السياسية داخل المجلس، ولايخول لأي حزب كان أن يفرض هيمنته عليه.

 

لكن الغريب في الأمر هو أنّ الراجحي أصبح ذريعة لتبرير ما تشهدته البلاد من انفلات أمني، ولم يتفطن الناس إلى أنّ تخميناته وتوقيت ما أدلى به من تصريحات لم تكن وحدها السبب في عودة التوتر الأمني للبلاد.

 

إنّ المتابع للمشهد السياسي والأمني بتونس يرى بوضوح غياب الأحزاب السياسية في توعية وتأطير المواطنين، حتى لا ينساقوا وراء مجرد تخمينات ذاتية واهية.

 

لقد أصبح همها الوحيد توسيع قاعدتها الجماهيرية والقيام باجتماعات هنا وهناك وتناست أحد أبرز أدوارها وهو تأطير المظاهرات حتى لا تحيد عن أهدافها ويندس فيها المندسون ويجد بعض رجال الأمن مبررا لتفرقة المتظاهرين بأساليب غليظة.

 

إن ما جد يوم الجمعة الماضي من احتجاجات شعبية كان رد فعل طبيعي من المواطنين على إثر تصريحات الراجحي، فالشباب متحمس للدفاع عن ثورته لاسيما وأن الشكوك والريبة ما تزال تساور ذهنه في ظلّ ما يحدث من تطورات خطيرة…

 

لقد بلغت الأحزاب في تونس سبعين حزبا ورغم ذلك لم تتجرأ على الخروج من صمتها والتعبير عن احتجاجها أو طرح تساؤلها بشأن صحة أقوال الراجحي واكتفت بإصدار بيانات متأخرة للاستنكار والتنديد وتركت الاحتجاجات الشعبية بلا تأطير وغنيمة سهلة للمندسين.

 

فلماذا لا تتحسس الأحزاب السياسية إمكانية انفجار الوضع الأمني بسبب الاحتجاجات الشعبية وتهب لتأطير المتظاهرين وتكون سيدة الموقف في صياغة الهتافات والتعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري حتى لاتبقى متفرجة من بعيد وتكتفي بتحليل الوقائع بعد حدوثها؟

 

خ ب ب

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.