خبر تنظيم القاعدة في الجنوب التونسي، متسرع أم مقصود ؟

منذ الإعلان عن إلقاء القبض على شخصين جنوب البلاد يشتبه في انتمائهما لتنظيم القاعدة، طرحت أسئلة عديدة لدى الرأي العام في تونس خاصة في ظل التضارب في تصريحات الجهات الرسمية لوسائل الإعلام …



خبر تنظيم القاعدة في الجنوب التونسي، متسرع أم مقصود ؟

 

منذ الإعلان عن إلقاء القبض على شخصين جنوب البلاد يشتبه في انتمائهما لتنظيم القاعدة، طرحت أسئلة عديدة لدى الرأي العام في تونس خاصة في ظل التضارب في تصريحات  الجهات الرسمية لوسائل الإعلام .

الحديث عن مخاطر إرهابية بالجنوب التونسي انطلق في الحقيقة منذ الأسبوع المنقضي عندما وقع الإعلان عن إلقاء القبض على شخصين ليبيين بأحد نزل مدينة تطاوين وبحوزتهما قنبلة يدوية الصنع .

وقد أشيع في البداية من طرف وسائل الإعلام أن الشخصين على علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي  وأن لديهما مجموعة أخرى من القنابل يخفيانها بمناطق مختلفة من الجنوب التونسي وهو ما أدى إلى بث الرعب لدى التونسيين وخاصة لدى سكان الجنوب ، قبل أن تتدخل وزارة الداخلية وتعلن عبر بلاغ أن الشخصين لم يقع العثور بحوزتهما إلا على قنبلة يدوية واحدة وأنهما من أصل ليبي وقدما من الجزائر وينويان التسلل إلى ليبيا للمشاركة في الحرب بين كتائب القذافي والثوار.

وصباح السبت، سرى خبر إلقاء القبض على جزائري وليبي بجهة "نكريف" جنوب تطاوين وبحوزتهما حزام ناسف وبعض القذائف قبل أن يعترفا فيما بعد بإخفاء أسلحة وذخيرة أخرى ببعض المناطق في مدنين .

وتناقلت وسائل الإعلام في البداية أن الشخصين قدما من الجزائر وأنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وأنهما كانا ينويان تنفيذ أعمال إرهابية بتونس وخاصة بالجنوب التونسي ضد القوات الأمنية والعسكرية التونسية المتواجدة على المناطق الحدودية ، وهو ما لم تنفه الجهات الرسمية في الإبان.

غير أن هذه الفرضيات والتخمينات التي أدخلت الرعب والخوف في نفوس التونسيين من الشمال إلى الجنوب سرعان ما تلاشت ليصرح مسؤول أمني أثناء الأخبار التلفزية على قناة "الوطنية 1" أن التحقيقات لم تثبت إلى حد الآن انتماء هذين الشخصين غلى تنظيم القاعدة وبأنهما ،حسب ما صرحا به في الأبحاث الأولية ، كانا ينويان التسلل إلى ليبيا لمساندة الثوار ضد كتائب القذافي.

وكان مختصون في موضوع الجماعات الإسلامية قد أكدوا أمس أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي أذكى من أن يقع في الفخ بهذه السهولة.

وندد عدد من التونسيين بالتسرع الذي رافق الإعلان عن هذه الأخبار من خلال إدراج اسم تنظيم القاعدة في الموضوع معتبرين أنه على وسائل الإعلام خاصة الإذاعات التي تنقل الأخبار الفورية من الجنوب التونسي وكذلك التلفزة الوطنية التريث حتى لا تتسبب مثل هذه الأخبار في بث الخوف لدى الناس وفي التأثير سلبا على سمعة السياحة التونسية وأنه على السلط الرسمية أن تبادر منذ البداية بإعطاء المعلومة الصحيحة حتى لا تكثر التأويلات.

وذهب كثيرون على الموقع الاجتماعي "فايس بوك" إلى القول أن بث مثل هذه الأخبار الزائفة أمر مقصود وتقف وراءه الجهات التي ترغب في تأجيل انتخابات 24 جويلية وذلك عبر بث أخبار توحي دوما بان الوضع غير مستقر في البلاد ولا يسمح بإجراء انتخابات في ظروف آمنة.

و.ب.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.