قوات الأمن التونسية تجهض اعتصام “القصبة 3”

لم يتمكن اعتصام القصبة 3 من تحقيق أهدافه و مطالبه بعدما أقدمت قوات الأمن على تفريق جموع المتظاهرين حيث انتشرت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة بصفة مكثفة حول مداخل ساحة الحكومة بالقصبة والطرق المؤدية إليها وتمكنت من عزل الساحة ومنع المتظاهرين من التجمع للاعتصام…



قوات الأمن التونسية تجهض اعتصام “القصبة 3”

 

لم يتمكن اعتصام القصبة 3 من تحقيق أهدافه و مطالبه بعدما أقدمت قوات الأمن على تفريق جموع المتظاهرين حيث  انتشرت منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة بصفة مكثفة حول مداخل ساحة الحكومة بالقصبة والطرق المؤدية إليها وتمكنت من عزل الساحة ومنع المتظاهرين من التجمع للاعتصام .

كما حاصر رجال الأمن إثر انتهاء صلاة الجمعة، المصلين والمحتجين الذين احتموا بجامع القصبة ومنعوهم من الخروج إلى الساحة مما أدى إلى بعض المناوشات بين الجانبين حيث عمد عدد من المحتجين إلى رشق قوات الأمن بالحجارة والأحذية ليرد عليهم رجال الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع التي سقطت بصحن الجامع.

ولم يكن المحتجون فقط ضحية العنف اللفظي والمادي من قبل أعوان الأمن إنما الصحفيون كذلك وقعوا تحت وابل الشتائم و عدم الاعتراف بهم رغم استظهارهم بالوثائق التي تفيد انتسابهم للمهنة وقد طالت هذه الممارسات عددا من الصحفيين من بينهم الصحفي مروان فرحاني "صحيفة الأولى" والصحفية خولة السليتي من "راديو 6".

و نظم اعتصام القصبة 3 أو ما سموه باعتصام العودة جملة من شباب و مستخدمي الانترنات الذين قاموا بتوزيع العديد من الدعوات عبر المواقع الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر للانضمام الى الاعتصام في ساحة القصبة احتجاجا على ما قالوا انه انحراف في مسار الثورة ومن بين ابرز مطالب الداعيين للاعتصام إقالة وزير الداخلية ووزير العدل و كاتب الدولة للخارجية  وضمان الاستقلال التام للقضاء و محاكمة الضالعين في قتل المتظاهرين خلال الثورة و حل أحزاب قيل أنها من تضم رموز حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل.

 وفي الأثناء صرح المدير العام للأمن الوطني التونسي توفيق الديماسي ان قوات الأمن منعت اعتصاما حاول بعض المحتجين إقامته اليوم بساحة الحكومة بالقصبة لأنه اعتصام غير مرخص به قانونيا.


واضاف الديماسي في تصريح للتلفزة الوطنية1 أن السلطات المعنية لم تتلق أي طلب من أي جهة معينة للحصول على ترخيص لتنظيم هذه المظاهرة مشيرا إلى أن رجال الأمن استخدموا الغاز المسيل للدموع "طبقا للقانون" لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا في "مظاهرة غير مرخص بها" الاعتصام في ساحة الحكومة وتعطيل حركة المرور وشل الحركة التجارية بسوق المدينة العتيقة بالقصبة .


كما أكد  أن المناوشات التي حدثت بين رجال الأمن وبعض الصحافيين تعود إلى أن"الصحافيين لم يحملوا شارات" تؤكد صفتهم المهنية الصحفية وأنهم دخلوا وسط حشود المتظاهرين أمام قوات الآمن .


ودعا الديماسي نقابة الصحافيين التونسيين إلى عقد اجتماع مع المسؤولين بوزارة الداخلية للاتفاق على الإجراءات القانونية الواجب على الصحافي الالتزام بها عند تغطية مثل هذه الفعاليات لضمان سلامته في الشارع .

وحسب ما تداوله بعض الملاحظون والمحللون ومستخدمي الانترنات أن الأحداث التي وقعت يوم أمس في القصبة يستتر وراءها بعض من مؤيدي حركة النهضة.

كما عرفت الاحتجاجات حضور عدة منظمات وأحزاب منها منظمة "الحرية والإنصاف" وهي منظمة حقوقية تأسست بعد الثورة وحزب "المؤتمر من اجل الجمهورية" الذي يتزعمه منصف المرزوقي في محاولة لتهدئة الأوضاع وحزب" المجد" الذي يترأسه عبد الوهاب الهاني الذي طالته أيادي قوات الأمن بالضرب حيث أكد أن غياب الوفاق والوضوح في المشهد السياسي هو الذي أدى إلى الشعور عام بعدم الثقة وعدم الارتياح لأداء الحكومة والهيئات التي أقرتها وعمق القناعة بوجود استنثار بالسلطة والقرار والوضع هو الذي يشجع الشباب على الاحتجاج والمشاركة في المسيرات.

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.