كيف سيتصرف اللاعبون التونسيون والمسلمون مع فرقهم الأوروبية خلال شهر رمضان؟

تطرح مسألة تشبث اللاعبين العرب والمسلمين الناشطين في النوادي الأوروبية كل سنة إشكالا جديدا وموضع اختلاف وجدل بين اللاعبين الذين يحرصون على أداء عقيدة الصوم والالتزام بشعائرهم الدينية وبين مدربي تلك الأندية الذين يرون في …



كيف سيتصرف اللاعبون التونسيون والمسلمون مع فرقهم الأوروبية خلال شهر رمضان؟

 

تطرح مسألة تشبث اللاعبين العرب والمسلمين الناشطين في النوادي الأوروبية كل سنة إشكالا جديدا وموضع اختلاف وجدل بين اللاعبين الذين يحرصون على أداء عقيدة الصوم والالتزام بشعائرهم الدينية وبين مدربي تلك الأندية الذين يرون في صيام اللاعب تقليصا من عطائه البدني وتركيزه في التمارين والمقابلات على حد السواء.

ومع انطلاق الموسم الكروي اليوم السبت في البطولتين الألمانية والفرنسية بدرجتيهما الأولى والثانية، واستعداد البطولة السويسرية لانطلاقها في الأسبوع القادم، طفت على سطح الأحداث قضية إجبار اللاعبين العرب والمسلمين على الإفطار خلال الشهر المقدس.

وأحدثت مجلة "بيلد" الألمانية الأوسع انتشارا في ألمانيا جدلا واسعا حين تحدثت عن اللاعب المصري لنادي "دورتموند الألماني" محمد زيدان وقالت إنه اتفق مع مدرب فريقه على عدم الصيام مقابل منحه الفرصة للمشاركة في المقابلات.


ويعمل مدربو الأندية الأوروبية على اعتماد مبدأ الصرامة وعدم التخيير في إجبار اللاعبين المسلمين ومن بينهم العشرات من التونسيين على الإفطار خلال شهر رمضان التزاما بقواعد الاحتراف، ففي سنة 2009 أثيرت مشكلة حادة بين اللاعب التونسي عادل الشاذلي ومدرب فريقه "آف سي سيون" السويسري الذي أقصاه من المجموعة بسبب تمسكه بالصيام خلال التمارين.

وفي "آف سي زوريخ" السويسري تكرر الجدل مع المهاجم ياسين الشيخاوي الذي ضحى بمكانه أساسيا في تشكيلة فريقه مقابل الالتزام بصيام شهر رمضان المعظم.

ويجبر العديد من المدربين في أوروبا لاعبيهم على الإفطار خلال التمارين للتركيز على حد قولهم والجاهزية البدنية فبل المباريات، ووجد لاعب النادي الإفريقي سابقا خالد المليتي المحترف حاليا في نادي إيستر الفرنسي نفسه بين المطرقة والسندان لتطبيق قواعد الاحتراف بأوروبا على أكمل وجه وكسب ثقة مدربه من جهة ولأداء فريضة أساسية من فرائض الإسلام ألا وهي الصوم.


وكان المليتي دخل الموسم الماضي عندما كان يلعب لفائدة الإفريقي في خلاف مع مدربه حول تشبثه بالصوم.

ومن جانبه يحرص حارس نادي "لانس" الفرنسي حمدي القصراوي على الصيام ولكنه اصطدم برفض صارم من قبل مدربه "لويس غارسيا".

وسيكون عديد اللاعبين التوانسة المحترفين بأوروبا مجبرين على الانصياع لرغبات مدربيهم و الإفطار خلال شهر رمضان من أجل الحفاظ على مكانهم في نواديهم وعدم تعكير علاقتهم بمدربيهم، ويلعب عصام جمعة في " أوكسير" وسيخوض اليوم مباراة فريقه ضد "مونبيلييه" ، كما ينشط أيمن عبد النور في نادي تولوز وسيواجه اليوم السبت نادي أجاكسيو. أما خالد السويسي مدافع نادي "أفينيون" بالدرجة الثانية الفرنسية فيلعب ضد نادي "ماتز" يوم الإثنين.

وفي البطولة الألمانية التي تنطلق اليوم السبت يواجه كريم حقي وسفيان الشاهد مع فريقهما " هانوفر 96" نادي هوفنهايم ، ويعمل كريم حقي على الالتزام بأداء فريضة الصيام والإفطار فقط خلال يوم المباراة غير أنه اصطدم بإجبار مدربه كل اللاعبين دون استثناء على الإفطار طيلة الشهر الكريم.

ومن جانبه علق سامي العلاقي مهاجم المنتخب الوطني ونادي "ماينز 05 " على الظاهرة بأن اللاعبين المسلمين لا يملكون حق الاختيار وهم مسيرون وليسوا مخيرين بما أن الاحتراف بأوروبا يفرض عليهم الالتزام بالإفطار.

وينشط في البوندسليغا الألمانية عديد اللاعبين المسلمين لعل أشهرهم المهاجم الدولي الفرنسي " فرانك بلال ريبيري" لاعب بايرن مونيخ والذي يحرص على أداء شعائره الدينية كاملة.

وتعمل بعض الأندية الألمانية على إضافة شرط في التعاقد مع اللاعبين المسلمين يقضي بعدم السماح لهم بالصيام بدون موافقة صريحة من النادي، وأثار هذا الشرط جدلا واسعا العام الماضي ،و تم عقد اجتماع في مدينة فرانكفورت وقد أسفر عن قرار من المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا بأحقية اللاعبين المسلمين في الإفطار خلال شهر رمضان لإطاعة أنديتهم بعد استشارة الأزهر الشريف في الأمر.

 وذكر المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا في بيان رسمي آنذاك أن « اللاعبين المسلمين المحترفين يمكن أن يصوموا في أيام معينة في رمضان حينما لا تكون هناك مباريات».

وأوضح المجلس أن اللاعب الذي يؤثر الصوم على أدائه مع ناديه، يجاز له  الإفطار شرعا إذا لم يكن لديه أي مصدر رزق آخر.


وسيكون كل من أمين الشرميطي وياسين الشيخاوي وشاكر الزواغي الثلاثي المحترف في " زوريخ السويسري" في إشكال جديد مع مدرب ناديهم قبل مباراة الفريق ضد بايرن مونيخ الألماني الأربعاء 17 رمضان في الدور الأول من رابطة الأبطال الأوروبية.

كما ينشط في البطولة الإسبانية عشرات المسلمين الذين يواجهون كل رمضان أشكالا من الضغوطات من قبل مدربيهم ولعل أشهر هؤلاء النجم المالي لنادي "إشبيلية" فريديريك عمر كانوتي ومدافع المنتخب الفرنسي ونادي برشلونة "إيريك بلال أبيدال" ولاعب ريال مدريد التونسي الأصل "سامي خضيرة" وزميله مسعود أوزيل.

و تقام الأسبوع القادم السابع عشر من رمضان مباراتا كأس السوبر الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، ويضم برشلونة من اللاعبين المسلمين فضلاً عن أبيدال كلاً من سايدو كايتا وإبراهيم أفيلاي.

 و يضم ريال مدريد عددا أكبر من اللاعبين وهم التركيين حميد ألتينتوب ونوري شاهين والمالي محمدو ديارا و الألمانيين من أصول تونسية وتركية مسعود أوزيل وسامي خضيرة والفرنسي من أصل جزائري جزائري كريم بنزيمة.

 

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.