“الاتحاد الوطني الحرّ” يفشل في إزالة الشكوك حول مؤسسه سليم الرياحي

الاتحاد الوطني الحرّ هو حزب سياسي تأسس في تونس منذ شهرين، لكن الجدل الذي قام من حوله وحول مؤسسه رجل الأعمال الشاب سليم الرياحي، 39 عاما، الذي كان في أمس قريب “نكرة”، دفعه إلى عقد ندوة صحفية كانت ستستغرق وقتا طويلا في التهليل والتصفيق والتطبيل لباعث الحزب لولا تدخل الصحفيين

"الاتحاد الوطني الحرّ" يفشل في إزالة الشكوك حول مؤسسه سليم الرياحي

 
 

الاتحاد الوطني الحرّ هو حزب سياسي تأسس في تونس منذ شهرين، لكن الجدل الذي قام من حوله وحول مؤسسه رجل الأعمال الشاب سليم الرياحي، 39 عاما، الذي كان في أمس قريب "نكرة"، دفعه إلى عقد ندوة صحفية كانت ستستغرق وقتا طويلا في التهليل والتصفيق والتطبيل لباعث الحزب لولا تدخل الصحفيين.

 

الخطأ الأول الذي اقترفه قياديو الحزب، في تنظيم الندوة الصحفية الأولى للحزب، هو التعويل على "طلاقة" لسان محسن حسن عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الحرّ (وهو أستاذ جامعي ومدير عام لمجموعة من الشركات) بتعلة انشغال سليم الرياحي في أعماله والحال أنه خصّ بالأمس قناة نسمة بحوار إعلامي.

 

ولم يمرّ غياب سليم الرياحي في الندوة مرور الكرام، بل أثار استياء شديدا لدى أوساط الصحفيين، الذين بقيت الكثير من أسئلتهم معلقة دون إجابة باعتبارها كانت تحوم حول الشكوك والاتهامات الخطيرة تجاه سليم الرياحي. (أنظر المقال)

 

وفي بداية كلامه، استعرض محسن حسن عضو المكتب السياسي للحزب أبرز مبادئ الاتحاد الوطني الحرّ، معتبرا أنه حزب وسطي وواقعي ويرفض الانزلاق في متاهات الراديكالية اليسارية أو اليمينية.

 

وشدّد على أنّ الاتحاد الوطني الحرّ يسعى إلى القطيعة مع الماضي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأشار إلى أنّ الحزب من دعاة الحداثة وأنه ملتزم بالهوية العربية الإسلامية في آن واحد.

 

ثمّ وبانتقاله إلى الحديث عن الشكوك التي تحوم حول مؤسس الحزب رجل الأعمال سليم الرياحي، سقط محسن حسن عضو المكتب السياسي في سياسة التزم بها أعضاء "التجمع" المنحل في تمجيد رئيسهم المخلوع.

 

ويقول محسن حسن "سي سليم الرياحي شاب يتقدّ بالحيوية.. ورجل أعمال ناجح.. أبوه كان من المناضلين ومن المضطهدين في عهد بورقيبة..هو مثال للشاب التونسي الناجح…".

 

ويضيف بحماسة مبالغ فيها نسبيا "هو مستثمر صادق عوضا أن يستثمر أمواله في دول جنوب آسيا أو الجنات الضريبية توجه للاستثمار في تونس من أجل تنمية عادلة".

 

ويتابع بشيء من الإكبار لسليم الرياحي "اعتقد أنه يستحق كل التشجيع وأنا كشاب تونسي دفعتني شخصية سي سليم الرياحي أن أكون من العناصر الفاعلة في هذا الحزب".

 

لكن سرعان ما تفاجأ محسن حسن بانفعال بعض الصحفيين الذين رشقوه بأسئلتهم المفخخة، وهو ما جعله يتصبب عرقا إلى آخر رمق في الندوة. لكن المثير للانتباه في شخصية محسن حسن، البدين، هو طبعه المتسم بالهدوء.

 

المهم هو أنّ أجوبته لم تجد صداها لدى الصحفيين، الذين بقيت أغلب أسئلتهم دون إجابات واضحة تشفي غليل حيرتهم حول مصدر ثروة سليم الرياحي، الذي ينفق في ملايين الدينارات على الإشهار السياسي وتوزيع المساعدات على بعض المناطق قبل اقل من شهرين على الانتخابات.

 

وبرر محسن حسن غياب باعث الحزب سليم الرياحي بأنه مشغول وكثير المشاغل وأنه سيكون هناك عديد اللقاءات الصحفية معه بعد ظهوره على قناة نسمة، بالأمس، حيث كان محاوره أيضا مندهشا بفخر واعتزاز من "نجاحاته" في عالم الأعمال.

 

وكانت الطامة الكبرى في الندوة بالأمس عندما رفض محسن حسن الإجابة عن تساؤلات البعض بشأن حقيقة ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن شراء سليم الرياحي 20 بالمائة المتبقية لرؤوف شيخ روحه من "دار الصباح" وشرائه اسهم في شركة بترولية أجنبية مقيمة في تونس. ويقول محسن حسن "هذه المسألة تخص شخص لسيم الرياحي لوحده".

 

ويضيف "هناك فرص كبيرة للاستثمار ومصادر تمويل سليم الرياحي واضحة وقد قام بتحويل أمواله إلى تونس تحت رقابة خارجية وداخلية وأتساءل أين العيب في استثمار أمواله بتونس؟".

 

لكن بعض الصحفيين ذاقوا ذرعا من هذه التصريحات الضبابية خاصة في ظل غياب مقصود للمعني بالامر سليم الرياحي، وهو ما جعل محسن حسن يتنازل قليلا عن بعض التفاصيل حول شخصية سليم الرياحي.

 

ويقول محسن حسن بشأن سليم الرياحي "هو مستثمر في قطاع البترول والده هرب في الثمانينات إلى ليبيا خوفا من نظام بورقيبة.. درس في ليبيا ثمّ اشتغل موظفا في إحدى الشركات البترولية هناك ثمّ استثمر في مجال النفط"، وهو اللغز الذي حيّر الجميع: من أين له كل هذا؟

 

وبخصوص ما يشاع حول علاقة سليم الرياحي الوطيدة مع النظام الليبي وصداقته بسيف الإسلام القذافي نفى محسن حسن تلك المزاعم قائلا "ليس له علاقة بالنظام الليبي ودوره مقتصر في الاستثمار مع شركات بترولية أجنبية في ليبيا وليس له علاقة لا من بعيد أو قريب مع النظام الليبي".

 

على صعيد آخر، وبشأن الاتهامات الموجهة للحزب حول "شراء ذمم" المواطنين مقابل منحهم مساعدات غذائية (سكر وزيت…)، رفض محسن حسن هذه الاتهامات، معتبرا ان النشاط الاجتماعي للحزب يملي عليهم القيام بمساعدات انسانية للمواطنين. ويقول "نحن لم نقدم ماعدات لدفع الناس إلى الانضمام إلى الحزب".

 

ولا يعرف عدد منخرطي هذا الحزب، الذي أغدق كثيرا على الإشهار السياسي في وسائل الإعلام وفي الشوارع، لكن محسن حسن اكد أن هناك المئات يوميا ينضمون إلى الحزب، الذي فتح 120 مقر في البلاد.

 

وبشأن الإشهار السياسي، يرى محسن حسن أنّ حزبه لم يشن أي حملة دعائية قبل الأوان وقال إن حزبه يحترم الآجال القانونية لبدء الحملة الانتخابية، واوضح أنّ حزبه انتهج قطيعة مع تقنيات الاتصال القدمية التي تعتمدها الأحزاب وشدد على أن حزبه، حديث الولادة، من حقه أن يقترب من جمهوره للتعريف بمبادئه وبرامجه.

 

ومن المقرر أن ينظم الاتحاد الوطني الحر قريبا ندوة صحفية أخرى سيكشف فيها عن تفاصيل برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية المقبلة.

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.