هل تدعو “النهضة” إلى العصيان المدني في حال وقوع تزوير للانتخابات؟

لم يستبعد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي احتمال وقوع تلاعب بنتائج الانتخابات، التي تشرف على تنظيمها لأول مرّة في تونس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة كمال الجندوبي.
وهدّد راشد الغنوشي في ندوة صحفية عقدها اليوم الأربعاء بمقر لحزبه بأريانة بأنّ حزبه “سينضمّ إلى قوى الثورة” التي فجرت الاحتجاجات “إذا زيفت الانتخابات بشكل سافر”، وفق قوله.



هل تدعو “النهضة” إلى العصيان المدني في حال وقوع تزوير للانتخابات؟

 

لم يستبعد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي احتمال وقوع تلاعب بنتائج الانتخابات، التي تشرف على تنظيمها لأول مرّة في تونس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة كمال الجندوبي.

 

وهدّد راشد الغنوشي في ندوة صحفية عقدها اليوم الأربعاء بمقر لحزبه بأريانة بأنّ حزبه "سينضمّ إلى قوى الثورة" التي فجرت الاحتجاجات "إذا زيفت الانتخابات بشكل سافر"، وفق قوله.

 

وبسؤاله ما المقصود من هذا الكلام، صرح الغنوشي للمصدر بأنّ "الشعب لن يسكت على الالتفاف على الثورة"، مضيفا أنّ الشعب مستعد لإسقاط عشرات الحكومات كما أسقط من قبل حكومة الرئيس المخلوع ووزيره الأول  محمد الغنوشي.

 

لكن زعيم النهضة لم يوضح إن كان ما يقصده في حال وجود "تزوير سافر"، هو دعوة أنصاره إلى القيام بعصيان مدني والتمرّد على نتائج الانتخابات. ورفض تقديم مزيد من التوضيح للمصدر.

 

وسبق للأمين العام للحركة حمادي الجبالي أن صرّح منذ أيام بأنّ النهضة "ستتصدى بكل قوّة وبكل ما أوتيت من جهد لأي محاولة لتزييف إرادة الشعب" في الانتخابات المرتقبة.

 

من جهة أخرى، قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إنّ حزبه يأمل بأن تجرى الانتخابات بشكل نزيه، مشيرا إلى أنّه "سيعترف بنتائج الانتخابات ويهنئ الفائزين".

 

وأضاف أنه يتمنى من المرشحين الآخرين أن يبادلوا حركة النهضة بنفس المعاملة، في حال فوز "النهضة" بنسبة كبيرة من الأصوات بعد الإعلان عن النتائج، وفق تقديراته الشخصية.

 

وتحدث راشد الغنوشي بثقة مبالغة فيها بأن تخدم نتائج الانتخابات المقبلة مصلحة حزبه، واصفا الأحزاب التقدمية والحداثية بأنها "أحزاب أقلية".

 

وقال "يمكن أن تجتمع أحزاب الأقلية لإقصاء الحزب الأكثر أصواتا وهذا يعتبر التفافا على الديمقراطية"، في إشارة إلى التحالفات الحزبية المتشكلة ضدّ النهضة كالقطب الحداثي.

 

ويضيف راشد الغنوشي وكأنه على دراية مسبقة بالفوز بالانتخابات "نحن حريصون على أن نشرّك بقية الأحزاب في تشكيل الحكومة المقبلة"، مؤكدا أنّ "كلمة المفتاح هي الوفاق الوطني".

 

واستخدم راشد الغنوشي في حديثه الكثير من صيغ المبالغة، واصفا حزبه بأنه "الأول في البلاد"، وأن أنصاره "أكثر من نالهم القمع" في العهد البورقيبي والتجمعي…

 

وبسؤاله عن سبب تقديره بأن حزب النهضة "الأول" في البلاد، أجاب راشد الغنوشي المصدر بأنّ استطلاعات الرأي هي من تقول ذلك.

 

ولم تمنع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إجراء استطلاعات الرأي إلا مع بداية الحملة الانتخابية، وهو ما جعل بعض نتائج الاستطلاعات التي نشرت قبل ذلك (حتى وإن كانت خاطئة) تترسخ في أذهان الناس.

 

ويشكك الكثيرون في مصداقية المؤسسات التي تقف وراء هذه الاستطلاعات، في وقت يندد فيه البعض بتدخل المال السياسي لشراء ذمم بعض المؤسسات والناخبين خدمة للحملة الانتخابية لبعض الأحزاب.

 

وردا على الانتقادات التي توجهها بعض الأحزاب اليسارية، يقول الغنوشي "هناك منافسون صناعتهم الأساسية إشاعة التخويف من حزب النهضة وكأنه  وحش سيهاجم المجتمع".

 

ويقول "خصومنا يمارسون سياسة غير عقلانية إذ يوجهون حملاتهم للعواطف والأحاسيس وليس إلى عقول الناس ونقد برامجنا".

 

ويضيف "إذا شعروا بأن خطابنا عقلاني ومقنع يطلقون علينا تهمة استخدام الخطاب المزدوج (…) حجة الخطاب المزدوج هي حجة المفلسين لأنه حكم على النوايا".

 

ويقول بشأن الحملة الانتخابية "نحن ركزنا حملتنا على التعريف بأنفسنا وببرامجنا لكن الآخرين ركزوا حملتهم على هدم مشروعنا ونقد النهضة"، قائلا "الهدم هو صناعة المفلسين".

 

وردا على الاتهامات الموجهة للنهضة بمحاولة إقامة نظام إسلامي في البلاد، أكد الغنوشي تمسك حزبه بقيم الحداثة والإصلاحات والإنجازات التي تحققت في البلاد، مشددا على حماية حقوق المرأة وما تضمنته مجلة الأحوال الشخصية…

 

وتتخوف القوى الديمقرطية والحداثية من "انتكاسة" مكاسب النظام الجمهوري ومدنية الدولية وحرية المرأة في حال فوز حركة النهضة.

 

وهاجم زعيم الحزب التقدمي الديمقراطي أحمد نجيب الشابي ممارسات حركة النهضة الإسلامية التي "تريد أن تزج بالبلاد في فتنة وفي متاهات إيديولوجية تحت غطاء وعباءة الإسلام".

 

وقال في اجتماع بأنصار حزبه إن الإسلاميين يستغلون مناخ الحرية الذي منحته ثورة 14 جانفي لاستغلال المشاعر الدينية للتونسيين المسلمين بطبعهم للترويج لمشروع مجتمعي يهدد الحريات الفردية والعامة.

 

من جهته، قال احمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد إن حركة النهضة تمثل خطرا حقيقيا على قيم الحداثة في تونس ودعا إلى تكوين كتلة قوية تضم كل أحزاب اليسار لمواجهة ما سماه تطرفا دينيا.

 

ويأتي تحذير أحمد إبراهيم بعد أيام قليلة من اشتباكات بين الشرطة ومئات المتشددين احتجاجا على بث قناة "نسمة" لفيلم يصور الله، في أكبر صدام في السنوات الأخيرة بين التيار العلماني والإسلامي في البلاد.

 

ويرى مراقبون أن النهضة تستغل الأوضاع "الهشة" في البلاد للترويج لأفكارها ابتداء من الفئات المتدينة في المساجد إلى حالات الفقر في الأرياف والأحياء الشعبية وصولا إلى الفراغ الناجم عن غياب مجتمع مدني قوي قادر على نشر الثقافة المدنية.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.