23 أكتوبر 2011 انتصار تونس في معركتها الاولى في البناء الديمقراطي

تفتح مكاتب الاقتراع أبوابها منذ السابعة من صباح اليوم, الأحد 23 أكتوبر من سنة 2011 , في كل مكان في تونس أمام الناخبين التونسيين الذين يناهز عددهم سبع ملايين ناخب والذين سجل منهم أكر من 55 بالمائة لهذا الموعد النتخابي الكبير…



23 أكتوبر 2011 انتصار تونس في معركتها الاولى في البناء الديمقراطي

 

تفتح مكاتب الاقتراع أبوابها منذ السابعة من صباح اليوم, الأحد 23 أكتوبر من سنة 2011 , في كل مكان في تونس أمام الناخبين التونسيين الذين يناهز عددهم سبع ملايين ناخب والذين سجل منهم أكر من 55 بالمائة لهذا الموعد النتخابي الكبير…

هذه الانتخابات ليست الأولى في بلد مستقل منذ سنة 1956 وقد نظمت فيه عديد الانتخابات بدأ بانتخابات المجلس "القومي " التأسيسي الأول سنة 1956 حتى الانتخابات التي جرت في أكتوبر 2009 والتي أسفرت عن نتائج مذهلة كالعادة بنسبة تناهز 98 بالمائة للرئيس السابق زين العابدين بن علي …

ولكن هذه الانتخابات هي الانتخابات الاولى للبلد المحرر تونس …لأن البلد كان قد استقل ولكنه لم يتحرر . هذه هي المرة الاولى التي تنظم فيها الانتخابات بحرية وبنزاهة وبشفافية , وهذه هي المرة الاولى التي تتكون فيها القائمات وتتقدم فيها الأحزاب والمستقلون بكل حرية وتعددية وبدون أن يتجند البوليس في كل متر  مربع  ليحسب على الناس أنفاسهم…

كنا نعرف الانتخابات في عهد بورقيبة بشعار حزب الدستور المعروف : "لا إمساك ولا تشطيب" لمدة سنين طويلة. حكم الحزب الدستوري تونس منذ 1956 بمنطق الكليانية المطلق فإما معي او ضدي ولا شيء غير ذلك.ثم جاء بن علي ونظامه التجمعي فتطورت الكليانية  وأحكم الخناق ولم تعد المعادلة إما معي أو ضدي وإنما "إما معي أو لا شيء آخر" ورويدا ورويدا تحولت اليلاد إلى صحراء سياسية لا تسمع فيها إلا غربان البؤس التجمعي أو عقبان الافتراس والفساد اتي تترصد في كل مكان…

سوف تقطع الانتخابات هذه مع عهد قديم وسوف تؤسس لمجلس وطني تأسيسي يتكون من كل الألوان السياسية والعائلات الفكرية التي تكون فسيفساء هذا الوطن الغني بكل أبنائه …ومن أقصى يمين الطيف إلى أقصى يساره , من أعماق تاريخه القديم ومن أركان تاريخه الحديث تتكون تونس الملونة , تونس المختلفة اختلاف شواطىء بنزرت الشمالية عن متاهات صحراء  قبلي أو تطاوين , وتختلف تونس السياسية اختلاف جبال خمير وسهول سيدي بوزيد واختلاف هضاب تالة الباردة وسفوح جفارة السخنة …

إن تونس قد ربحت المعركة الاولى الآن.ببلوغنا هذا التاريخ المجيد, نحن ربحنا المعركة الأولى. أتذكرون كيف أقيمت الدنيا ولم تقعد عندما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات أن موعد 24 أكتوبر موعد مستحيل وأنه يجب تأخيره؟ وتأخر الموعد ووعدنا بالويل والثبور وانبرى المختلون عقليا في صفحات الفايسبوك يعدوننا بالطوفان وحتى بعودة البهتان متمثلا في زين العابدين بن علي او في الاحتلال الأمريكي أو الفرنسي …وعملت الهيئة واشتغل آلأاف الرجال والنساء من أبناء تونس عاقدين العزم على التحدي.

ولذلك نقول أن تونس قد ربحت المعركة الأولى اليوم على درب البناء الديمقراطي التي سوف تكتمل اليوم في العشية وخاصة غدا الاتنين عندما نعرف أولى النتائج واتجاهات الرأي العام في المجلس الوطني التأسيسي الثاني استعدادا لميلاد الجمهورية الثانية.

وتحيا تونس أبد الدهر متحدية كل الموانع.

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.