تونس – هل المنتصرون منتخبون لحكم البلاد الآن ام لكتابة الدستور ؟

ما انفك زعماء حزب حركة النهضة وبعض من زعماء الأحزاب الفائزة في الانتخابات مثل منصف المرزوقي يملؤون وسائل الإعلام بالتصريحات أو بالتلميحات لما هم بصدد الإعداد له بعد فوزهم…ويبدو أن كثيرين منهم ينسون الالتزام بمحدودية …



تونس – هل المنتصرون منتخبون لحكم البلاد الآن ام لكتابة الدستور ؟

 

ما انفك زعماء حزب حركة النهضة وبعض من زعماء الأحزاب الفائزة في الانتخابات مثل منصف المرزوقي يملؤون وسائل الإعلام بالتصريحات أو بالتلميحات لما هم بصدد الإعداد له بعد فوزهم…ويبدو أن كثيرين منهم ينسون الالتزام بمحدودية هدف الانتخابات الأخيرة ويندفعون متحدثين عن برامج سياسية وعن رئاسة الجمهورية وعن إصلاحات اقتصادية سريعة وكأنما الشعب التونسي الذي انتخبهم منذ أسبوع انتخبهم انتخابات برلمانية فوضت لهم الحق

في حكم البلاد وتسطير مستقبلها السياسي والاقتصادي.

ويتناسى البعض من هؤلاء أن الانتخابات الأخيرة ليست سوى تفويض جزئي ومحدد المدة وأن جل الأحزاب وبما في ذلك حزب حركة النهضة قد وقعت على خارطة الطريق التي أعدها الأستاذ عياض بن عاشور قبيل الانتخابات وأمضيت من قبل الجميع عدا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي تحفظ على بعض بنودها . ونذكر أن خارطة الطريق هذه تنص على أن المهمة الأساسية للمجلس هي إعداد الدستور الجديد في أحسن الظروف وتشكيل حكومة مؤقتة وانتخاب رئيس مؤقت للمرور بالبلاد نحو انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة من شأنها إعادة الشرعية الكاملة للسلطة وإقامة نظام ديمقراطي دائم في البلاد…

ولا ننكر أن التفويض الانتخابي الأخير من شأنه أن يفتح المجال أمام المنتصرين من الأحزاب متسلحين بهذه الشرعية الشعبية وبالرغبة في الإصلاح حتى جزئيا على خلفية أن المواطن له من الانتظارات ما لا يحتمل الانتظار أكثر زلكن الزعماء السياسيين يدركون أيضا أن الوضوح في التصرف والالتزام بالعهود هي الأسس الأولى المطلوبة أيضا في هذه المرحلة الدقيقة …

ومن جهة أخرى فإن مسألة انتخاب رئيس الجمهورية المؤقت من قبل المجلس أي في الواقع الاتفاق على مرشح يحضى بثقة الجميع ليست بالأمر الهين على كل الأحوال وقد أعلن البعض من المقربين من حزب المؤتمر أن هذا الأخير ليس ميالا لاختيار أحد الوجوه القديمة مثلما يذهب له البعض في حزب حركة النهضة وهذا ما سيثير الجدل بسرعة أولا لأهمية المنصب حاليا في انتظار الدستور الجديد بحكم أن رئيس الجمهورية هو الذي يمضي القوانين وثانيا لما يترتب عن التعطيل في اختيار رئيس للبلاد إن لم يحصل الاتفاق..

ع ع م

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.