هل تدعم الولايات الأمريكية المتحدة التيار الإسلامي في تونس؟

خلال جولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان لنا لقاء مع ويندي شيرمان مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون)، فطرحنا عليها سؤالا حول مستقبل العلاقات الأمريكية التونسية في ظلّ صعود حزب سياسي له جذور إسلامية (النهضة)؟

هل تدعم الولايات الأمريكية المتحدة التيار الإسلامي في تونس؟

 
 

خلال جولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان لنا لقاء مع ويندي شيرمان مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية (هيلاري كلينتون)، فطرحنا عليها سؤالا حول مستقبل العلاقات الأمريكية التونسية في ظلّ صعود حزب سياسي له جذور إسلامية (النهضة)؟

 

فكان ردّها مقتضبا لكنه يعطي دلالة واضحة بأنّ البيت الأبيض لن يقف حجر عثرة أمام طريق الإسلاميين في تونس في حال التزموا بالحفاظ على مقومات الديمقراطية ونبذ العنف وتدعيم حرية التعبير والمرأة وغيرها…

 

إنّ الشيء الذي لمسته طوال جولتي في أمريكا واحتكاكي بالمسؤولين الحكوميين والخبراء والصحفيين الأمريكيين هو أنّ هناك سلاسة منقطعة النظير من قبل الخارجية الأمريكية في التعامل مع الإسلاميين.

 

وتثبيتا لهذا القول فإن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أعلنت أمام مركز "أن دي آي" للدفاع عن الديمقراطية بعد فوز النهضة بأغلب المقاعد في الانتخابات بأنّ واشنطن "مستعدة للتعاون مع الإسلاميين".

 

لكن هيلاري كلينتون دعت في الوقت ذاته قيادات حركة النهضة الإسلامية إلى التعامل بديمقراطية مع بقية الأحزاب العلمانية واحترام الحريات العامة وحقوق النساء ورفض إثارة التوترات الدينية…

 

ويأتي هذا التوجه الأمريكي بينما يعرب بعض التونسيين والأجانب من منتقدي حزب النهضة عن مخاوفهم من أن يفكر الحزب في فرض مبادىء دينية أو نمط حياة معين على مدنية الدولة.

 

وكانت تصريحات حمادي الجبالي الذي تسعى حركة النهضة إلى ترشيحه لمنصب الوزير الأول بمثابة صب النار على الزيت، حينما ألمح مؤخرا إلى الخلافة السادسة وتحرير القدس، وهي شعارات اعتبرها البعض جوفاء لا تلتقي مع اهتمامات التونسيين الذين قاموا بالثورة.

 

وجاءت أبرز الانتقادات من قبل التيار العلملاني المحافظ في تونس وعلى رأسه القطب الديمقراطي الحداثي الذي شكك بشدة في كفاءة وقدرة الجبالي على قيادة الحكومة بهذا المستوى.

 

وحتى تصريح التهدئة الذي أطلقه حمادي الجبالي بأن كلامه أخرج من سياقه وأنّ حزب النهضة ملتزم بمبادئ الجمهورية لم تجد صداها لدى بعض الأوساط الحقوقية مثل الرابطة التونسية لحقوق الإنسان.

 

ويبقى السؤال المطروح هو هل ستظهر في تونس ملامح نظام ديمقراطي على غرار النموذج التركي مع صعود الإسلاميين؟ أم هل تظهر في هذه الدولة الثلاث نظم إسلامية على نمط النظام الثيوقراطي الحاكم في إيران؟

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.