معاناة في الشمال الغربي بسبب البرد وبواخر مشحونة بالغاز في طريقها إلى تونس

تستمر معاناة سكان الشمال الغربي وخاصّة في المناطق الريفية بسبب تساقط كميات كبيرة من الثلوج واجتياح البرد القارس، وسط شحّ كبير في قوارير الغاز التي يستعملها السكان للتدفئة…



معاناة في الشمال الغربي بسبب البرد وبواخر مشحونة بالغاز في طريقها إلى تونس

 

تستمر معاناة سكان الشمال الغربي وخاصّة في المناطق الريفية بسبب تساقط كميات كبيرة من الثلوج واجتياح البرد القارس، وسط شحّ كبير في قوارير الغاز التي يستعملها السكان للتدفئة.

 

ويشتكي عدد كبير من المواطنين في الكاف وعين دراهم ومناطق أخرى غير مرتبطة بشبكة الغاز الطبيعي من ندرة قوارير الغاز المسيل بسبب الإعتصامات الأخيرة في بعض حقول الإنتاج وتأخر وصول بعض البواخر المشحونة بالغاز بسبب سوء الطقس.

 

ولم تحرّك السلطات التونسية إلى الآن ساكنا لإرسال أية مساعدات إنسانية عاجلة لهؤلاء السكان الذين يعاني جزء كبير منهم أوضاعا إجتماعية متردية ويفتقرون إلى أبسط تجهيزات التدفئة.

 

بالمقابل، أطلقت مجموعة من الصحفيين مع بعض الجمعيات حركة إنسانية تتمثل في العمل على إرسال قافلة مساعدات إلى المناطق الريفية بالشمال الغربي حيث بدأوا بتجميع ملابس الشتاء والأغطية.

 

وتقول الصحفية سهام عمار التي تطوّعت للإشراف على إحدى مراكز التجميع بجهة لافيات بالعاصمة إنّها لمست تجاوبا من قبل المواطنين، الذين هبوا لتقديم مساعداتهم، وفق قولها.

 

وتضيف للمصدر "لدينا العديد من نقاط التجميع في العاصمة وفي بعض الولايات الأخرى كقابس والمنستير ونحن نعمل على تجميع المساعدات لإرسالها إلى المناطق الريفية بالشمال الغربي بسرعة".

 

وأشارت سهام عمار إلى خطورة الوضع بسبب اجتياح موجة من البرد القارس في تلك المناطق الريفية وسط انعدام تجهيزات التدفئة وندرة قوارير الغاز المسيل بسبب اضطرابات في التوزيع.

 

وبسؤالنا أحد المسؤولين بوزارة الصناعة عن أسباب ندرة قوارير الغاز، قال لنا مصدر مطلع إنّ الاضطراب الحاصل في توزيع قوارير الغاز المسيل (gpl) يعود إلى الاعتصامات الأخيرة التي شنها العمال منذ شهرين ببعض مناطق الإنتاج بحقلي صدربعل وتازركة.

 

وأضاف أنّ الأوضاع الأخيرة التي عاشتها البلاد من اعتصامات شنها العمال ببعض مناطق التزويد سواء بميناء قابس أو ميناء رادس-حلق الوادي أو بالصخيرة أربكت عمليات التزويد بالغاز المسيل.

 

وفي السياق ذاته، أكد نفس المصدر أنّ سوء الأحوال الجوية تسببت بدورها في تأخر وصول بعض الشحنات من قوارير الغاز عن طريق بعض البواخر القادمة من أوروبا (فرسنا وأنجلترا).

 

وأشار إلى أنّ 80 بالمائة من الاستهلاك الداخلي لقوارير الغاز يقع توريدها من الخارج، مشيرا إلى أنّ جزءا بسيطا من الغاز المسيل يقع توريده من الجزائر، بينما يقع إنتاج 20 بالمائة من الاحتياجات في تونس.

 

وتوجد في تونس ثلاثة مواقع للتزويد بالغاز المسيل وهي الصخيرة وبنزرت ورادس-حلق الوادي. وعادت هذه المناطق إلى نشاطها بصفة عادية لكن تغطية كافة المناطق باحتياجاتها يتطلب مزيدا من الوقت.

 

وأكد لنا نفس مصدر بوزارة الصناعة أنّ العجز في قوارير الغاز المسيل سيقع حله في غضون الأيام القليلة المقبلة مع قدوم عدة شحنات مبرمجة لهذا الشهر.

 

وقال إنّ هناك باخرة مشحونة بـ5000 طن من الغاز المسيل قادمة من ميناء لافيرا الفرنسي ستحل بتونس يوم الأربعاء 21 ديسمبر الحالي بميناء رادس حلق الوادي.

 

وأضاف بأن هناك باخرة ثانية بحمولة 6500 طن من الغاز قادمة أيضا من ميناء لافيرا الفرنسي ستحل بميناء قابس يوم الجمعة 23 ديسمبر الحالي.

 

وكشف لنا بأن هناك باخرة ثالثة قادمة من ميناء لافيرا الفرنسي بحمولة 3000 طن من الغاز المسيل ستحل بتونس يوم السبت 24 ديسمبر الحالي.

 

وأكد بأنّ هناك باخرة قادمة من أنجلترا، تأخر وصولها إلى تونس نتيجة سوء الأحوال الجوية، ستصل نهاية هذا الأسبوع بحمولة 6000 طن من الغاز.

 

وأفاد بأنّ هناك باخرة بحمولة 5000 طن من الغاز قادمة من ميناء لافيرا الفرنسي ستصل تونس إما يوم 28 أو 29 ديسمبر الحالي، وأن باخرة ثانية بحمولة 3600 ستصل إمّا يوم 29 أو 30 ديسمبر الحالي.

 

ويشار إلى أنّ عمليات التزويد بالغاز المسيل تشرف عليها الشركة التونسية لصناعات التكرير (STIR) .

 

خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.