“الشان” وتتويج الترجي برابطة الأبطال وكأس إفريقيا لكرة السلة أبرز إنجازات 2011

ينقضي عام 2011، عام الثورة التونسية، وقد ترك في أرشيف الرياضة أحداثا وتتويجات وخيبات للرياضة التونسية التي حققت في العام الذي نستعد لتوديعه إنجازات في مختلف الاختصاصات ولكنها لم تخل من مظاهر الانفلات والعنف والأحداث المؤلمة…



“الشان” وتتويج الترجي برابطة الأبطال وكأس إفريقيا لكرة السلة أبرز إنجازات 2011

 

ينقضي عام 2011، عام الثورة التونسية، وقد ترك في أرشيف الرياضة أحداثا وتتويجات وخيبات للرياضة التونسية التي حققت في العام الذي نستعد لتوديعه إنجازات في مختلف الاختصاصات ولكنها لم تخل من مظاهر الانفلات والعنف والأحداث المؤلمة.

سنة 2011 انطلقت بتتويج المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس إفريقيا للاعبين المحليين بالسودان لأول مرة في تاريخه قبل أن تتواصل هيمنة الكرة التونسية على إفريقيا على صعيد الأندية من خلال تتويج الترجي التونسي برابطة الأبطال الإفريقية لأول مرة في تاريخه.

وفي مقابل ذلك عرفت الرياضة في تونس بعد ثورة 14 جانفي مشاهد من العنف والفوضى والأحداث المؤسفة.

التتويج الأسرع في تاريخ تونس الثورة

بعد إسقاط النظام البائد والإطاحة بالرئيس بن علي ودخول البلاد في موجة من الأحداث الاجتماعية المضطربة والانفلات الأمني، كان المنتخب الوطني لكرة القدم مهددا بعدم المشاركة في كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي دارت في السودان في فيفري الماضي، وبعد مشاورات بين الجامعة والأطراف المسؤولة سافر المنتخب الوطني إلى السودان وهناك حقق إنجازا تاريخيا ليتوج باللقب بعد الفوز في الدور النهائي على المنتخب الأنغولي (3-0) ليكون بذلك أول منتخب إفريقي يتوج باللقب القاري في نسخته العادية والنسخة الخاصة باللاعبين المحترفين.

وفي مقابل هذا التتويج، تأهل المنتخب التونسي إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم "الغابون وغينيا الاستوائية  2012" بعد مخاض عسير وصعوبات بالجملة إذ لم يضمن "النسور" بطاقة التأهل إلى "الكان" إلا بهدية من منتخب التشاد الذي حقق التعادل (2-2) أمام المالاوي في اللحظات الأخيرة ليهدي منتخبنا ورقة التأهل إلى النهائيات التي تنطلق يوم 21 جانفي 2012 وتتواصل إلى12 فيفري القادم.

الترجي يبلغ العالمية

وتواصلت السيطرة التونسية على الكرة الإفريقية، ففي شهر نوفمبر الماضي فاز الترجي التونسي بكأس رابطة الأبطال الإفريقية بعد انتصاره في الدور النهائي على حساب الوداد البيضاوي (1-0) في رادس بعد أن انتهت مباراة الذهاب في الدار البيضاء (0-0).

واستعاد الترجي التونسي بذلك نكهة التتويج بأمجد الكؤوس الإفريقية بعد 17 عاما من الانتظار عندما توج سنة 1994 بهذا اللقب في نسخته القديمة.

ومثل الترجي الكرة الإفريقية والتونسية في كأس العالم للأندية (2011) في اليابان ولكن مشاركته لم تكن في مستوى طموحات وانتظارات عشاقه إذ انحنى في مباراتيه ضد السد القطري (1-2) ثم أمام نادي مونتيري المكسيكي (2-3)

 

واكتفى بالمركز السادس في أول ظهور له في المسابقات العالمية للأندية.

الإفريقي وصل العين ولم يشرب

ولئن توج الترجي بكأس رابطة الأبطال وحقق حلم السنوات الطوال، فإن جاره النادي الإفريقي عجز عن التتويج بكأس الكنفدرالية الإفريقية بهزيمته في الدور النهائي أمام المغرب الفاسي بالركلات الترجيحية (5-6) إثر التعادل في مجموع المباراتين (1-1).

وكان الإفريقي خاض في البداية مسابقة رابطة الأبطال قبل أن ينسحب أمام الهلال السوداني في شهر ماي ويشارك في كأس الاتحاد.

ويعتبر الإفريقي أول فريق تونسي يعقد جلسة عامة انتخابية بعد الثورة لانتخاب رئيس جديد ومجلس إدارة منتخب بشكل ديمقراطي ودون وصاية من السلطة.

كرة السلة: تتويج تاريخي

وفي كرة السلة شهدت سنة 2011 إنجازا تاريخيا للمنتخب التونسي الذي توج لأول مرة في تاريخه بكأس إفريقيا للأمم التي دارت في أوت الماضي في مدغشقر.

وفاز المنتخب التونسي في الدور النهائي على نظيره الأنغولي صاحب الرقم القياسي في التتويجات بنتيجة (67 -56) ليعتلي عرش القارة الإفريقية في لعبة العمالقة ويضمن مكانا في أولمبياد لندن 2012 في الصائفة القادمة.

الملولي أفضل رياضي عربي

الألعاب العربية 2011 التي جرت مؤخرا في قطر شهدت تألق الرياضات الفردية التونسية التي أهدت الوطن 54 ميدالية ذهبية و45 فضية و39 برونزية.

وإذا كانت رياضات كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة قد خيبت الآمال فإن الألعاب الفردية مثلت تونس في ألعاب العرب الثانية عشرة أحسن تمثيل وخرج السباح البطل العالمي والأولمبي أسامة الملولي بطل الألعاب دون منازع بتتويجه بـ 15 ميدالية ذهبية من 16 سباقا.

واختارت اللجنة المنظمة للألعاب أسامة الملولي أفضل رياضي في ألعاب الدوحة 2011.  

طارق من التحليل إلى كرسي الوزير

نهاية العام كانت سعيدة للاعب الدولي السابق ونجم الكرة التونسية على الدوام طارق ذياب الذي عاد بقوة الى الأضواء حيث تم يوم 22 ديسمبر الجاري الإعلان عن تعيينه وزيرا للشباب والرياضة ضمن الحكومة الحالية في خطوة

 

"نهضاوية" فاجأت الكثيرين خاصة أن طارق المتفرغ منذ مدة للتحليل الفني على قنوات الجزيرة الرياضية كان يعتزم الترشح لانتخابات اتحاد الكرة في تونس قبل أن تعرض عليه النهضة مسك حقيبة الرياضة.

وقد صرح طارق إثر تعيينه أنه قبل هذا المنصب دون تردد واعدا أن يحارب مظاهر الفساد والمحسوبية في الرياضة التونسية وأن يعمل على فتح عديد الملفات الراكدة منذ العهد البائد.

العنف والشغب في الملاعب التونسية

وشهدت الملاعب التونسية بعد ثورة 14 جانفي حالة من الانفلات الأمني والعنف والفوضى التي أدت إلى إيقاف عديد المقابلات واعتماد اللعب دون حضور الجمهور.

ورغم الاحتياطات الأمنية والتنظيمية فقد خرجت عديد المقابلات عن النص وشهدت الملاعب مظاهر الفوضى والانفلات واقتحام الجمهور لأرضية الميدان مما خلف حالات من الإصابات والخسائر المادية الفادحة.

وكانت مباراة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي في شهر أفريل ثم مباراة النادي الإفريقي والهلال السوداني في ماي ومباراة مستقبل قابس والترجي الجرجيسي وغيرها من اللقاءات الأعنف مخلفة أحداثا مؤسفة وجرحى في صفوف الجماهير وأعوان الأمن وبعض الإداريين واللاعبين والحكام.

الكابوس مستمر

وقررت الجامعة التونسية لكرة القدم أن تعتمد اللعب دون حضور الجمهور في مقابلات الموسم الماضي لتفادي الانفلات والعنف، قبل العودة هذا الموسم إلى النظام العادي غير أن ذلك لم يمنع من حصول أحداث عنف خطيرة ومظاهر شغب وفوضى بالخصوص مباراة الاتحاد المنستيري والنادي الصفاقسي من جهة والملعب التونسي والنجم الساحلي من جهة ثانية وخلفت مشاهد من "العار" وأحداثا مؤسفة وإصابات نتجت عن الاحتكاك بين الأمن والجماهير.

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.