مدير المدرسة اليهودية بتونس للمصدر: انتخبت النهضة.. ولن نغادر أبدا لإسرائيل

انطلقت اليوم الأربعاء احتفالات كنيس الغريبة بجربة التي توافد عليها نحو ألفي يهودي قادمين من مطارات أوروبا خاصة فرنسا ومن اليهود المقيمين بجربة وتونس العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة، رغم أنها أصبحت معتادة بعد الاعتداء الإرهابي على المعبد في 11 أفريل/نيسان 2002…



مدير المدرسة اليهودية بتونس للمصدر: انتخبت النهضة.. ولن نغادر أبدا لإسرائيل

 

انطلقت اليوم الأربعاء احتفالات كنيس الغريبة بجربة التي توافد عليها نحو ألفي يهودي قادمين من مطارات أوروبا خاصة فرنسا ومن اليهود المقيمين بجربة وتونس العاصمة، وسط إجراءات أمنية مشددة، رغم أنها أصبحت معتادة بعد الاعتداء الإرهابي على المعبد في 11 أفريل/نيسان 2002.

 

المصدر حاول استطلاع رأي أحد اليهود التونسيين بخصوص وضع الطائفة اليهودية في تونس بعد الثورة وما صاحبها من انفلات وتعالي بعض الأصوات السلفية المعزولة التي طالبت بقتل اليهود، وموقفها من التحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل بشأن احتمال شنّ عمليات إرهابية ضدّ اليهود في تونس.

 

وكان اللقاء مع "باتو حطاب" مدير المدرسة اليهودية بالعاصمة (قرب ساحة فلسطين) الذي كان منضبطا في موعده، واستضافنا في مكتبه. ورغم أنّ تصريحاته كانت مقتضبة، إلا أن الحوار كان لذيذا ومليئا بالرسالات والحكايات. إليكم الحوار:

 

1- كيف تقبلتم إنذار هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل بوجود مخطط إرهابي ضدّ اليهود بتونس؟

 

باتو حطاب: الجالية اليهودية لم تتعرض لمشاكل في تونس ولا أحد يأخذ بعين الاعتبار مثل هذه التحذيرات. نحن لا تهمنا هذه التحذيرات لأننا على يقين بأن الأمن التونسي قويّ.

 

2- ألا ترون أنّ بثّ مثل هذه التحذيرات تسعى من ورائها إسرائيل إلى إشعاركم بالخطر خارجها، وبالتالي إلى حثكم على العودة إليها؟

 

في الحقيقة هذه النوايا غير واضحة، لكن حتى لو كانت صحيحة من الذي سيسلّم في مسقط رأسه الذي عاش فيه أجدادنا وترعرعنا فيها منذ طفولتنا. من الصعب مغادرة هذا المكان إلى بلد آخر لا يعرفه.

 

3- هل سبق لك أن سافرت على إسرائيل ولو مرّة؟

 

أنا لم أسافر قط لإسرائيل. حتى لما اندلعت الثورة في تونس لم أغادر البلاد وبقيت أنا وأصدقائي كأيّ مواطين تونسيين.

 

4- كيف جرت معكم الأمور خلال الثورة، هل تعرضتم لأي تهديدات؟

 

الثورة التونسية مرت بسلام، ولم نتعرض إلى أيّ إشكال وجرت الحياة عادية رغم أنه في بعض الأوقات كانت هناك هواجس للعودة مبكرا لمنازلنا بحكم فرض حظر التجوال ليلا.

 

5- ما هي طبيعة علاقتكم مع التونسيين المسلمين؟

 

العلاقة التي تجمعنا معهم تعود لآلاف السنين. لمّا كنت أعيش في مدنين كانت الأفراح والأحزان تجمعنا. كنا نعيش كمجتمع واحد دون أيّ تفرقة أو ميز.

 

6- ألم تتعرضوا إلى سوء معاملة من قبل الإدارة التونسية في بعض الحالات؟

 

لا بتاتا كنت أقضي حاجتي كأيها الناس بل وأكثر من ذلك عندما يتعرف عليّ الموظفين بأني يهودي كانوا يحسنون معاملتي حتى لا يشعروني بأني "براني" (غريب).

 

7- هل باشرتم حقكم في الانتخابات الماضية؟ ولمن منحت صوتك؟

 

نعم بعد الثورة قمنا بحقنا في الانتخاب وأنا كنت من بين الناس الذين انتخبوا "النهضة" و"نشالله ربي ينجحهم حتى تنجح البلاد".

 

8- لماذا انتخب حركة النهضة بالذات؟

 

رأينا أنّهم أشخاص يخشون الله، وأنا اعتقد أنّ الأمور ستسير نحو الأفضل، لأنّ كل ثورة تمرّ بظروف صعبة في مراحلها الأولى.

 

9- كيف كانت أوضاعكم في العهد السابق؟

 

في العهد السابق، كنا نشعر بأننا تحت الرعب، والآن بعد الثورة تحررنا من مخاوفنا وأصبحت حرية التعبير والكلمة متاحة.

 

10- الآن وقد بدأت احتفالات كنيس الغريبة بجربة، كيف تنظرون إلى هذه المناسبة؟

 

قدوم أصدقائنا من الخارج خلال هذا الاحتفال يمثل فرصة بالنسبة إلينا حتى نطلعهم على طريقة عيشنا وحياة الناس في ديارها. هناك من يقول إننا نعيش حياة رديئة لكن الحمد لله نحن نعيش في مستوى جيّد.

 

11- هل ستزو "الغريبة"هذا العام أم لا؟

 

لا في الحقيقة لا أقدر نظرا لارتباطاتي المهنية.

 

12- هل سبق لك أن زرت المعبد من قبل؟

 

بالتأكيد. لما كنت أقيم بمدنين زرت عديد المرات معبد الغريبة لكن توقفت زياراتي إلى المعبد عام 2003.

 

13- لو تسترجع بعضا من ذكرياتك. ماهي الطقوس التي كانوا يؤدونها اليهود بجربة؟

 

زيارة "الغريبة" تمثل فرصة لملاقاة الأحباب أو التعبد أو التبرّك بالمكان لقضاء الحوائج. كنت أمشي للتعبّد وقراءة كتاب سيدنا داوود (عليه السلام) وملاقاة الأحباب، وكان بعض الزوار يتبركون بالمعبد طلبا للشفاء أو الزواج أو الإنجاب.

 

وكان زوار يوزعون على الحاضرين "الزردة"، وهي خليط من الفواكه المجففة والزبيب. والتقيت ببعض المسلمين التونسيين في "الغريبة" كانت لديهم "وعدة"، وهي زيارة يتعهد بتأديتها شخص للكنيس في حال تحققت له حاجته.

 

حاوره خميس بن بريك

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.