في “الشارع ” التونسي : هدوء ..حركية ليلية ..طمأنينة .. فهل اختفت كل أشكال التهديدات؟

عاش أغلب التونسيون طيلة الاشهر الماضية على وقع جدل كبير حول أحداث الشغب والفوضى والعنف التي تشهدها من حين لآخر عدة مناطق من البلاد و كثرت التساؤلات إن كان الوضع سيستمر على ما هو عليه في المستقبل أم لا خاصة والجميع استعد لاستقبال فصل الصيف بأفراحه وأجوائه المتميزة ومناسباته المتعددة…



في “الشارع ” التونسي : هدوء ..حركية ليلية ..طمأنينة .. فهل اختفت كل أشكال التهديدات؟  

 

عاش أغلب التونسيون طيلة الاشهر الماضية على وقع جدل كبير حول  أحداث الشغب والفوضى والعنف التي تشهدها من حين لآخر عدة مناطق من البلاد و كثرت التساؤلات إن كان الوضع سيستمر على ما هو عليه في المستقبل أم لا خاصة والجميع استعد لاستقبال فصل الصيف بأفراحه وأجوائه المتميزة ومناسباته المتعددة.

وما زاد في ارتفاع حدة الجدل حول الاستقرار الامني بالبلاد هو تنامي الحديث عن مسالة " السلفية " ، والذي تحول بمرور الوقت إلى ما يشبه التخوفات من امكانية  تحولها( السلفية )  إلى كابوس قد يعرقل السير العادي والطبيعي لحياة  المواطنين لا سيما في فصل الصيف.

وشهدت تونس على امتداد عدة أسابيع على وقع أحداث ذات علاقة بأشخاص محسوبين على التيار السلفي تمثلت في بعض الاعتداءات واعمال الشغب والحرق مما جعل الاعتقاد يسود بأن الأمر سيتواصل على هذا النحو في الصيف الذي يعيش فيه التونسيون  عادة موسم الافراح والمناسبات العائلية  والسهر خارج المنازل والاصطياف على الشواطئ.

غير أن هذه المخاوف بدأت تتبدد تدريجيا منذ الاسبوع الماضي وتحديدا منذ يوم الجمعة الذي منعت فيه وزارة الداخلية كل أشكال التظاهر والمسيرات.

و يعيش الشارع التونسي منذ أكثر من أسبوع حالة من الهدوء التام اختفت فيها مظاهر الخوف من الانفلاتات الامنية ومن أحداث الشغب ، وهي المخاوف التي لازمتهم طيلة الاشهر الماضية .

وبشهادة كثيرين ، تشهد  مختلف أنحاء البلاد هذهالايام، لا سيما المدن الكبرى والمناطق الساحلية وضواحي العاصمة ، حركية كبرى في النهار وخاصة في الليل ، وتوافد أعداد هامة من السياح  وقيامهم بجولات ترفيهية في اكثر من منطقة ، وهو ما يقيم الدليل في رأي الملاحظين على أن الحياة على الطريقة التونسية عادت إلى نسقها العادي.

فقد شهد الاسبوع الجاري ، الذي تميز بارتفاع درجات الحرارة ، توجه كثيرين للشواطئ في النهار وخروج كثيرين للسهر ليلا إلى ساعات متأخرة و بشهادة كثيرين كانت حركة المرور مكتظة ليلا في أكثر من منطقة على غرار الضواحي الشمالية للعاصمة ومنطقة الحمامات وسوسة..

كما لم تنقطع حركة المرور ليلا على الطرقات الرابطة بين المدن الداخلية وهو ما يوحي للوهلة الاولى أن التونسيين استرجعوا الثقة في " شارعهم " وفي " طرقاتهم " وأن كل ما قيل عن امكانية تقلص الحركة خلال فصل الصيف بسبب تخوف المواطنين لم يعد ذي معنى.

وفي الواقع ، تنبأ كثيرون منذ نهاية الاسبوع الماضي ( بمناسبة رفع حظر التجول ليلا وبمناسبة الصرامة التي أبدتها وزارة الداخلية في التعامل مع كل من يتعمد احداث الفوضى والشغب ) بأن الوضع الأمني سائر نحو التحسن لا محالة ، لذلك عادت لهم الثقة وبادروا باسترجاع النسق العادي لمختلف أنشطتهم التجارية والعائلية بعد أن طرأ عليه شبه شلل في الفترة الأخيرة.

و يأمل التونسيون أن تتوقف نهائيا الاحداث التي تطرأ بين الحين والآخر في أكثر من منطقة بالبلاد ، وأن تسترجع الحركية التجارية والاقتصادية والسياحية والثقافية نسقها العادي في النهار وفي الليل وان تعود الثقة للجميع في الأمن.

كما يأملون من جهة أخرى في ان تواصل الدولة حزمها وصرامتها ( التي أبدتها على امتداد الاسبوع الجاري ) في التعامل مع كل أشكال الفوضى مهما كان المتسبب فيها سواء كانوا محسوبين على التيار السلفي أو على تيارات دينية أو سياسية أخرى  أو منحرفين قد يستغلون الوضع للقيام بأعمال اجرامية مختلفة.

فقد ثبت للجميع بالتجربة أنه إذا ما توفرت الرغبة والإرادة الحكومية في فرض الامن  يتحقق الهدوء والاستقرار ويختفي مُحدثو الفوضى والشغب في " جحورهم ".

و يُجمع كل الملاحظين أن الهدوء والامن والاستقرار هم وحدهم القادرين على تحقيق  تطور البلاد في شتى المجالات ، والدليل ان تونس لم تجن خلال فترة الانفلاتات الامنية والشغب والعنف والفوضى سوى التراجع الاقتصادي على اكثر من صعيد.

 

وليد بالهادي

 

 

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.