تونس- تذمّر من الارتفاع الجنوني لأسعار الكراء

تطالعك ملصقات كراء المنازل والشقق على واجهات المحلات ومحطات النقل و عمدة الكهرباء وإعلانات في الصحف وذلك في مختلف أحياء تونس الكبرى، وأمام ارتفاع الطلب على الكراء خاصة في الموسم الصيفي وخلال العودة الطلابية للجامعات وقدوم الليبين ترتفع قيمة كراء المنازل في الأحياء الشعبية والراقية…



تونس- تذمّر من الارتفاع الجنوني لأسعار الكراء

 

تطالعك ملصقات كراء المنازل والشقق على واجهات المحلات ومحطات النقل و عمدة الكهرباء وإعلانات في الصحف وذلك في مختلف أحياء تونس الكبرى، وأمام ارتفاع الطلب على الكراء خاصة في الموسم الصيفي وخلال العودة الطلابية للجامعات وقدوم الليبين ترتفع قيمة كراء المنازل في الأحياء الشعبية والراقية.

 

وإزاء هذا الارتفاع يتذمّر العديد من التونسيين من الارتفاع الكبير لأسعار الكراء، رغم أن عدد المنازل والشقق المخصصة للكراء يكفي لإيواء العدد المتزايد من الحرفاء.

 

وأمام هذه التذمرات أراد موقع "المصدر" أن يكشف نبض الشارع ويرصد أسباب ارتفاع أثمان الكراء في مختلف الأحياء.

 
ويرى عدد من المواطنين المستجوبين أن ثمن الكراء يختلف بين حي وآخر، لكنهم يشتركون في خاصية الارتفاع المتواصل لأسعار الكراء.

 

إذ يقول محمد الكراي (موظف) إنه أصبح يتصور أن معظم الأحياء الشعبية والراقية وكأنها متفقة على الزيادة في الأسعار. ويضيف أنه كان يستأجر سابقا بالأحياء الشعبية لكن غلاء الكراء أصبح سمة مشتركة اليوم بين الأحياء الشعبية والراقية، وفق رأيه.

 

ويقول "الأسعار لا تقل عن 300 دينار مع التكفل بفاتورة الماء والكهرباء في شقة بغرفة جلوس ومطبخ و بيت استحمام".

 

وفي نفس السياق، يقول مراد بن علية (عامل بشركة) إنّ مالكي المنازل والشقق يقومون باستغلال ارتفاع الطلب علىا لكراء خاصة مع قدوم الطلبة واستقرار الليبيين في معظم أحياء تونس الكبرى، معتبر أن التونسين أصبحوا ضحايا استغلال والجشع.

 

و يعتبر العديد من الموطنين أن أصحاب المنازل (الملاكة) والظروف الاجتماعية ليست السبب الوحيد في ارتفاع قيمة الكراء. إذ يقول وسام (طالب) "للأسف السماسرة يلعبون الدور الأكبر في استغلال المقبلين على الكراء. إذ يتفق السمسار مع صاحب المنزل على أن كلما ارتفع سعر الكراء كلما زادت أجرته وهو ما يفسر وجود لعبة تجارية لا عين رقيبة لها".

 

ومن جهة أخرى، يصف بعض الموظفين الذين يبحثون عن رفاهية الأحياء الراقية أن الارتفاع كان موجودا من قبل لكن بعد الثورة أصبح الارتفاع مشطا بصفة جنونية.

 

ويقول كمال بن عبد الله (مدير شركة) انه كان يستأجر منزلا في المرسى بثمن قيمته 1000 دينار، لكن صاحب المنزل بعد الثورة طلب منه إخلاء المنزل ليقوم باكترائه لعائلة ليبيبة بقيمة 3000 دينار رغم أن القانون يحدد معدل الزيادة السنوية بـ5 بالمائة.

 

ويطالب كمال من السلطات بالعمل على وضع قوانين تحدّ من تجاوزات "الملاكة" بزيادتهم العشوائية في الأسعار ومراقبتهم خاصّة في التلاعب بعقود الكراء والأسعار كما يحلو لهم.

 

ومقابل، هذه التذمرات والتشكيات لدى مختلف الشرائح الاجتماعية يرى بعض "الملاكة" أن الارتفاع والزيادة في سعر الكراء ضرورة لا مفر منها. إذ يقول منجي الهيشري (صاحب منزل بباردو) إن ارتفاع أسعار الكراء يتزامن مع العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ومنها ارتفاع أسعار المعيشة والنفقات.

 

بسام حمدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.