ما هي حكاية تونس وإسلاميي الخليج؟

حادثتان متتاليتان استغربت عدم حصولهما على الاهتمام الكافي من وسائل الاعلام العربية. هما الزيارتان اللتان قام بهما شيخان من رجال الدين الخليجيين الى تونس والظروف الغريبة والعجيبة التي واكبتهما…



ما هي حكاية تونس وإسلاميي الخليج؟

 

حادثتان متتاليتان استغربت عدم حصولهما على الاهتمام الكافي من وسائل الاعلام العربية. هما الزيارتان اللتان قام بهما شيخان من رجال الدين الخليجيين الى تونس والظروف الغريبة والعجيبة التي واكبتهما.

في الزيارة الأولى للشيخ نبيل العوضي الى تونس قام باستقباله في المطار في قاعة التشريفات رئيس ديوان الرئيس التونسي وهو أمر حاز على كثير من الاستغراب من قطاعات كبيرة من الشعب التونسي. وكان لب تسائلهم هو من هو هذا الشيخ الخليجي الذي يتم استقباله في قاعة كبار الشخصيات من قبل رئيس ديوان الرجل الاول في البلد؟

الزيارة الثانية كانت لشيخ دين خليجي آخر من البحرين اسمه حسن الحسيني. وهذه الزيارة ظروفها اغرب وأعجب من الأولى. ففيها يقف الشيخ حسن الحسيني في أحد أكبر شوارع تونس العاصمة يصاحبه فريق تصوير وبعض الملتحين التونسيين ليتجهوا بعد ذلك الى أحد اوكار الدعارة في تلك المدينة في قلعة مشهورة في تونس تسمى قلعة "المرابطون". والذي يحدث بعد ذلك هو اغرب من الخيال. فهذا الشيخ الخليجي يدخل مع فريقه الى ذلك الوكر بدون أي اعتراض من البلطجية الذين يقفون على باب ذلك المكان وكأنهم وقد تم تحذيرهم من قبل جهة امنية عليا بعدم التعرض لشيخ الدين الخليجي هذا. هل يعقل أن يقوم مواطن من دولة ثانية باصطحاب فريق تصوير يقوم إلى مكان مشبوه مثل هذا ويعرض ما التقطته عدساتهم على اليوتيوب في حادثة أساءت لسمعة الشعب التونسي الحبيب ولا أحد يتعرض له بل تتم زيارته وعمله المشين بحق تونس برعاية ومرافقة حكومية. هل هناك أغرب من هذا؟

في أي بلد في العالم حتى المتحررة منها غالبا ما يتم إيقاف من يقوم بمثل العمل ووضعه على أول طائرة الى بلاده. هذا اذا لم يتعرض لمحاكمة جنائية لقيامه بالتصوير بدون موافقة الجهات المختصة بالبلد.

بعد هاتين الحادثتين يتساءل الكثيرون عن نتائج هذه الاستباحة لتونس من قبل اسلاميي الخليج وماذا سيكون تأثيرها على أوضاع هذا البلد العربي المعتدل والذي تمتع الى فترة طويلة بالاستقرار السياسي والاجتماعي؟ ما هو دور الحكومات الخليجية في كبح جماح بعض مواطنيها من رجال دين من التدخل في شئون هذا البلد الذي أكثر ما يحتاجه في الوقت الحالي هو الهدوء والاستقرار وبداية البناء والالتفات الى تلبية حاجات شعبه الاساسية كالوظائف والصحة والتعليم وغيرها من الحقوق الاساسية لأي مواطن في العالم.

المطلوب كف أيدي هؤلاء الشيوخ وترك تونس لكي تتعافى وتنهض وعدم إدخالها في دوامات يبرع هؤلاء الشيوخ في خلقها أينما ذهبوا. الشواهدكثيرة كأفغانستان والصومال وغيرها.

 

بقلم الكاتب الكويتي غنيم الزعبي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.