برنامج لاستنباط الأفكار بالجامعات التونسيّة للتدريب على بعث المشاريع

أطلقت مؤسّسة ‘التّعليم من أجل التّوظيف’ بتونس وشركة ‘إنتل’ العالميّة بالتّعاون مع وزارة التّعليم العالي و بدعم من مبادرة الشّراكة الشّرق الأوسطيّة مؤخّرا في العديد من الجامعات التّونسيّة مفهوما جديدا للتّدريب تحت عنوان “استنباط الأفكار”، وهو برنامج يتكوّن من سلسلة من ورشات العمل موجّهة لطلاّب …



برنامج لاستنباط الأفكار بالجامعات التونسيّة للتدريب على بعث المشاريع

 

أطلقت مؤسّسة ”التّعليم من أجل التّوظيف” بتونس وشركة ”إنتل” العالميّة بالتّعاون مع وزارة التّعليم العالي و بدعم من مبادرة الشّراكة الشّرق الأوسطيّة مؤخّرا في العديد من الجامعات التّونسيّة مفهوما جديدا للتّدريب تحت عنوان "استنباط الأفكار"، وهو برنامج يتكوّن من سلسلة من ورشات العمل موجّهة لطلاّب الاختصاصات التّقنيّة تمكّنهم من محاكاة الأفكار بشكل مكثّف وتدريجيّ من أجل الابتكار و التّجديد في مجال بعث المشاريع قبل التّخرّج.

 

ويتمّ إطلاق هذا البرنامج التّدريبي الفريد من نوعه للمرّة الأولى في إفريقيا كجزء من برنامج شامل لشركة ”إنتل” لتشجيع ريادة الأعمال و بعث المشاريع لدى الشّباب، و ذلك بعد أن تمّ اعتماده في كلّ من الهند والولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة وتركيا والأردن.

 

ويتدرّب المشاركون في كلّ دورة على مدى يومين، تضمّ عشرين طالبا يوزّعون على 5 مجموعات، على كيفيّة تحديد واختيار إحدى الاحتياجات المعيّنة ثم البحث عن التّكنولوجيات الملائمة بهدف تصوّر ووضع الحلول المناسبة لها، ويليه استخدام وسائل التّواصل البصريّة والنّماذج لعرض أفكارهم والدّفاع عن ابتكاراتهم من خلال عروض يقدّمونها أمام لجنة متعدّدة التّخصّصات. وتتضمّن ورشات "استنباط الأفكار" أيضا شهادات لأصحاب المؤسّسات يتمّ استضافتهم لإثراء المناقشات و تبادل الآراء بشأن المسارّ الذي تعيشه المؤسّسات و تقديم خبراتهم وأفضل الممارسات في مجال ريادة الأعمال.

 

و صرّحت السّيدة رولا حبش، مديرة الشؤون المؤسّسيّة في منطقة المشرق وشمال افريقيا لشركة ‘إنتل”: "تعمل مؤسّستنا على دعم مبادرات ريادة الأعمال في المنطقة من خلال تطوير شراكات مع مؤسّسات وطنيّة تعنى بالتّدريب مثل مؤسّسة التّعليم من أجل التّوظيف بتونس. وتهدف مبادرة إنتل إلى تشجيع الابتكار وتسريع النّمو الاقتصاديّ من خلال توفير الفرص للشّباب للحصول على خبرات ومهارات عمليّة إضافة للموارد والوسائل التي تمكّنهم من التّغلّب على التّحديّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي تعرقل تقدّمهم، كما أنّها تمنح باعثي المشاريع القدرة على تحويل أفكارهم إلى مشاريع وأعمال مزدهرة."

 

و تمهيدا لإطلاق البرنامج "  ”Intel Youth Enterpriseتمّ تنظيم ورشة لتدريب المدرّبين في شهر نوفمبر 2012 بمدينة بنزرت، بدعم من مجموعة PNB-NAPEO و مشاركة فاعلة لمدرّبي مؤسّسة "التّعليم من أجل التّوظيف” إلى جانب أساتذة في جامعات قفصة وقابس والقيروان و المعهد العالي للدّراسات التّكنولوجيّة بزغوان. كما تمّ عقد ورشات العمل الأولى بمساندة من مبادرة الشّراكة الشّرق أوسطيّة  في كلّ من المعهد العالي لإدارة المؤسّسات بقفصة خلال الفترة 19 و 20 جانفي 2013، والمعهد العالي للدّراسات التّكنولوجيّة بزغوان خلال الفترة 14 و 15 مارس 2013، إلى جانب سلسلة أخرى في جامعات قابس و القيروان، خلال شهري مارس و أفريل 2013 . ومن المنتظر أن يتمّ توسيع البرنامج قريبا في جامعات أخرى في شكل مسابقة وطنيّة للأفكار المبتكرة من أجل تشجيع ريادة الأعمال و روح المبادرة في بعث المشاريع لدى الشّباب أثناء دراستهم.

 

و يعرّف السّيد سليمان عاشور، مسؤول التّدريب لدى مؤسّسة ”التّعليم من أجل التّوظيف” بتونس أهداف البرنامج كالآتي: "يهدف هذا المفهوم الجديد و الفريد من نوعه للتّدريب الذي نقوم بإطلاقه بالاشتراك مع شركة إنتل إلى توفير تدريب جامعيّ على تقنيات استنباط الأفكار وريادة الأعمال والابتكار. و سيتمكّن المشاركون من خلال هذه التّجربة الدّراسيّة العمليّة من تحسين قدراتهم الإبداعيّة وكيفيّة تحديد المشاكل وبناء الأفكار في شكل مفاهيم ونماذج ومشاريع ملموسة يمكن مزيد تطويرها في المستقبل" .

 

و تعتبر الجامعات جزءا مفيدا وهامّا في تعليم و تدريب الأجيال القادمة من باعثي المشاريع، وهي مصدر يولّد تيّارا مستمرّا من الشّباب الّرّائد اقتصاديّا و اجتماعيّا، غير أنّه ينبغي على التّعليم الجامعي أن ينفتح أكثر على الواقع و المحيط من خلال ربط الصّلة مع المؤسّسات الاقتصاديّة والمنظّمات غير الحكوميّة و الفاعلين في المجتمع.

 

وقد تمّ تصميم المناهج الدّراسيّة لهذا البرنامج بكلّ عناية ودقّة بالاعتماد على أفضل النّظريّات والدّراسات في مجال الابتكار واستنباط الأفكار. وقد تمّ دمجها كلّها في شكل يتيح للمشاركين إمكانيّة خوض تجربة تدريبيّة عملية تفاعليّة خاصّة بهم. ويعلّق السّيد أنس المالكي، الأستاذ المساعد في العلوم المالية والمحاسبة بالمعهد العالي لإدارة المؤسّسات بجامعة قفصة: "أعتقد أنّه سيكون لامتلاك طلاّبنا لهذه المهارات في مجال استنباط الأفكار والابتكار أهمّية حيويّة سيّما أنّهم يواجهون مستقبلا أصعبا و أكثر غموضا من أيّ وقت مضى”.

 

بيان

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.